في التدوينة السابقة (تجدها هنا) تحدثنا عن أصحاب الرضاعات والمتأخرين في النمو الأخلاقي أو الاجتماعي.

المشكلة أن هذي النوعية من الناس موجودين بكثرة، والخطورة أنهم قادرين على استنزاف طاقتنا النفسية بشكل مرعب (فقط تخيل حجم الغضب والضغط اللي تشعر به لما توقف في طابور طويل، وتشوف ناس يتجاوزون الطابور ويمشون بكل بساطة وأنت نص عمرك راح تنتظر، مسوي نظامي)

أوك. السؤال هنا: كيف ممكن تحافظ على نفسيتك من الضغط والغضب والمشاكل اللي يسببونها لك أصحاب الرضاعات؟

السؤال الأول: فعلياً فعلياً إيش اللي مضايقك؟ عيني بعينك: إيش اللي مضايقك لهالدرجة؟ غالباً التصرف الوضيع لوحده مستفز، بس اللي يضاعف الاستفزاز والغضب هو طريقة تفسيرك وتجاوبك النفسي مع الحادثة.

اقرأ معي هذا المثال:

تسوق سيارتك بأدب في الطريق، وفجأة طلع عليك واحد بطريقة غبية و(حدّك) بشكل عنيف وطلعك فوق الرصيف بدون مايعطي إشارة أو يعتذر أو أي شي. على مقياس من 0 (مازعلت) إلى 100 (بتحترق من الغضب) كم درجة الغضب اللي سببها لك هالموقف؟ (لاتكمل قراءة لين تقول الدرجة بصوت عالي يسمعه 3 أشخاص من حولك)

أوك؟

طيب: الحين نفس الموقف السابق بكل تفاصيله، الفرق أن صاحب السيارة كان حاط لوحة على الزجاج الخلفي مكتوب عليها (منزلي يحترق وأبغى أنقذ أطفالي الصغار المحبوسين في غرفة)!

على نفس المقياس: كم درجة غضبك؟ في فرق في الدرجة عن الموقف السابق؟ كم؟ كبير؟

لاحظ أن الحدث ( طلع عليك واحد بطريقة غبية و(حدّك) بشكل عنيف وطلعك فوق الرصيف) نفسه ماتغير. اللي تغير هو تفسيرك للحدث: في المرة الأولى كان (غبي، مهايط، مستقوي، مو محترمني) وفي المرة الثانية كان (مسكين، ضعيف بينقذ عياله، مو قاصد)

الفكرة الرئيسية (واللي تشمل كافة جوانب حياتنا بشكل مرعب وعميق): مو مهم الحدث الخارجي، المهم طريقة تفسيرنا وتجاوبنا مع الحدث الخارجي.

لمعلوماتك: الفكرة السابقة تعتبر رأس الحربة في نموذج العلاج المعرفي (نموذج علاج نفسي شائع جداً)، وبعيداً عن فلسفة النفسيات: هذي الفكرة ممكن تغير حياتك لو عطيتها فرصة. (ابحث في قوقل عن "سجل الأفكار أو Thought Record"؛ أداة عظيمة يستخدمها المعالجين النفسيين، وعن تجربة شخصية، أقول بكل ثقة أنها (life changing tool) أو بالعربي وبدون استعراض مصطلحات وشطارة: أداة قادرة على تغيير حياتك)


في التدوينة القادمة (تجدها هنا)راح نستكمل طرق مواجهة حاملي الرضاعات من حولنا، وإذا تطور مستواك بشكل مناسب راح تكتشف شكل الرضاعة اللي أنت شايلها.


تطبيق أداة سجل الأفكار:

ِAndroid 

IOS


مصدر الصورة: http://monkeysgonetoheaven.com/wp-content/uploads/2012/08/Thumbsucker.jpg