في التدوينة السابقة (تجدها هنا) بدأنا بتكنيك رئيسي لمواجهة حاملي الرضاعات من حولنا وهو (سجل الأفكار).
في هذه التدوينة(الأخيرة) سنسرد بعض التكنيكات المساعدة على شكل تساؤلات:
1. متى كانت آخر مرة أشهرت فيها "رضاعتك" في وجوه الآخرين؟ هل مازلت مقتنعاً بحججك حينها؟ كيف تتمنى ردة فعل الآخرين تجاهك؟ كيف سيكون الموقف لو كل الأطراف أشهرت "رضاعاتها" وانخرطتم في معركة (حليبية) مخجلة؟ لذلك توقف عن ادعاء المثالية، فآثار الرضاعة لازالت على شفتيك ندية.
2. باستحضار آخر مرة أشهرت فيها "رضاعتك" في وجوه الآخرين, لو أن أحدهم قرر ألا ينخرط معك في معركة "ذات الرضاعة"، وترك لك الفرصة لافتراش الطريق وشرب رضاعتك بكل هدوء وتهذيب، هل كنت ستنظر له على أنه جبان خضع لسلطتك وجبروتك؟ أم ستعتقد أنه شخص أرقى منك وأكثر نضجاً منك وقد أخجلك بتصرفه؟
إذا اخترت الإجابة الثانية: فلماذا تخشى أن يعتقد الآخرون أنك جبان إن تركتهم يفترشون الطريق لشرب رضاعاتهم؟
إذا كانت الإجابة الأولى فلاتكمل قراءة المقال، واحمل رضاعتك وأغلق الباب خلفك.
3.هل تعتقد فعلاً أن الحياة منصفة؟ وأن الكون سيقف عن الجريان ليمنحك الفرصة لاستعادة ماتعتقده حقاً لك؟ هل حصلت على تعهد من الوجود بأن تسير حياتك وفق النظام والحق والجمال؟ الفوضى جزء مزعج ولكنه أصيل في هذا الوجود. الخطأ يقتسم الحياة مع الصواب، فلا تبدُ متفاجئاً عندما تعتقد أن حقك قد أُعتدي عليه، إلا إذا كنت تشاهد مسلسلات خليجية كثيراً، وهنا ستكون مشكلاتك أكبر بكثير من مجرد رضاعة.
4. تخيل شكل حياة حاملي الرضاعات. كيف تتوقع علاقاتهم الشخصية؟ مانوع المعاناة التي يعيشها أطفالهم؟ أصدقاؤهم؟ زوجاتهم؟ كيف ينجزون في حياتهم؟ ألا يستحقون قدراً من رحمتك وشفقتك؟
5. هل تم تكليفك مسؤولية رعاية خلق الله؟ هل تظن أنك مطالب بتعليم حاملي الرضاعات "الأدب" والمسؤلية واحترام الآخرين؟ حضرتك متخصص في تسريع النمو الأخلاقي والاجتماعي للآخرين؟ مسؤول عن ذلك؟ لذلك توقف عن تلقينهم دروساً هي في الحقيقة فرصتك لتعبث برضاعتك في وجوههم.
6. هل يمكنك أن تتعامل مع هذه المواقف على أنها فرصة ذهبية لتتعلم وتنضج أكثر؟ هل يمكنك أن تدرجها ضمن برنامجك للتحكم في ردود فعلك الطفولية والتحرك باتجاه مستوى أعلى في سلم النضج الأخلاقي والاجتماعي؟ هل فكرت يوماً في استخدام أصحاب الرضاعات الكبيرة ك "فئران تجارب" لتطوير قدرتك على التعايش مع صعوبات الحياة وضغوطاتها؟
نصيحة أخيرة: كل مايجري خارج سيطرتك سوف لن تحاسب عليه، فتوقف عن تحميله معاناتك وبؤسك، وابدأ في تحمل مسؤلية نفسك ونضجك.
مصدر الصورة: http://noahsdad.com/drinking-from-straw-cup/