من خلال تتبعي المتواصل للفيسبوك النعماني، يلاحظ اتساع رقعة النقاش حول المدينة ، و من البديهي أن النقاش حول القضايا الراهنة بالمدينة هو نقاش صحي و ضروري لتجاوز أعطاب الماضي و معيقات الحاضر ، و هي أعطاب و معيقات بنيوية يتطلب النقاش حولها شرطا أساسيا هو صدق النوايا – نوايا الخائضين فيه – و تجردهم المطلق من الذاتية و من فخاخ ضيق الانتماء . و هنا لابد من تقديم ملاحظات حول بعض الفئات التي تدعي الغيرة دون غيرها على المدينة :
فئة اختارت ألا تخوض في أي نقاش ، منهجها تسفيه كل الآراء و كل الأطراف .
فئة اختارت الدفاع عن المسؤول الحالي عقيدة و مذهبا ، عملها يشبه إلى حد بعيد عمل جهاز المناعة ، لكن فقط ضد المنتقدين لصاحب الكرسي .
فئة دوافعها شخصية جدا ، و هي مع كل رأي ضد مول العرس و ضد كل ما يمكن أن يكون معه سواء أكان موضوعيا أم لا .
فئة تناست أنها كانت إلى عهد قريب من أكبر مسببات الوضع الذي تعيشه المدينة ، و غيرتها ما هي إلا حسرة على هيلمان ضائع .
فئة تلعن مول العرس ألف مرة في النهار ، و تجري ألف قرعة لمن ينام دونه ليلا .
فئة تنتمي لما يفترض أن يكون مجتمعا مدنيا قادرا على أن يكون رافعة موازية للتنمية ، مصطلح لا يتجاوز عندها سقف الشعار ، و لا يوحدها غير ما قد يمن به مسؤول هنا أو هناك من أموال الدعم .
فئة لا يهمها – من كل ما سبق – غير عدد الجيمات و صنع بطولة افتراضية تنهزم عند أول معركة نضالية .
خلف كل هذه الفئات ، و التي ملأت الفضاء زعيقا و نعيقا رافضة وضع طبول حرب الانتخابات لتفسح المجال لبروز نقاش هادف و مثمر ، يتوارى صوت صادق قضيته الأولى و الأخيرة ، مستقبل المدينة .