قد قيل قديما : ان الناس معادن كمعادن الذهب والفضة ؛ وكذلك الكتاب والمثقفين ؛ لكل منهم حكاية واسلوبا ومنهاجا ؛ فضلا عن ان اساليب الكتابة مختلفة وفنون البلاغة متعددة  واغراض الكتابة متنوعة ؛ ومشاعر واحاسيس الكتاب متباينة ؛ فمنهم كالحجر او اشد قسوة  ؛ ومنهم من يمزج الكلمة  بروحه ؛ ويصوغ العبارات بمشاعره المرهفة وعواطفه الانسانية وقيمه السامية , والخلاف والاختلاف بين الناس سنة ربانية او طبيعة بشرية ما شئت فعبر ؛ فضلا عن الكتاب والفلاسفة والمفكرين والمثقفين , فأن كنت ناصحا فأنصح نفسك و (  لا تبيع الماء في حارة السقايين   ) ؛ ورُبَّ حاملِ فقهٍ إلى من هوَ أفقَهُ منه ؛ وكذلك ان كنت  مثقفا مؤدلجا  ( بعقيدة ليست وطنية ) او قلما رخيصا وكاتبا مأجورا او تابعا متملقا  ؛  لا تجعل لسانك سوطا على الكتاب الاحرار والمثقفين الوطنيين والاشخاص اللا منتمين ؛ ولا تغتر بمظاهر الاشياء والامور ؛ فلكل شيء ظاهر وباطن ؛ وقد يكون الشخص فيهم وليس منهم ؛ واهتم بشأنك ونهجك واعمل ودع غيرك يعمل ؛ فكل شخص مسير لما خلق له ؛ و لكلّ واحد فينا -مهما كان وضعه- هدفٌ يطمح لتحقيقه، بغضّ النظر عن مشروعيّة الهدف واختلاف التفكير لكلّ منّا ؛ والكتاب كما قيل يعرف من عنوانه و ( الما يشوف بالغربيل بعينه العمى  )  ؛ فكتاب ثقافة القطيع معروفون , والاقلام المأجورة واضحة ؛ و المثقفون المختلفون و الكتاب الاحرار الذين يقولون ما يؤمنون به ولا يأبهون بمقص الرقيب او سطوة الاعداء ؛ كذلك هم معروفون ... ،  فلا تصير نفسك واعظا او قيما على الثقافة والاعلام ؛ فالذي تراه مرتزقا قد يراك كذلك ؛ والذي تظنه مأجورا يعتقد ان هذه الصفة فيك ؛ والذي قد تراه بلا هدف ؛ قد يراك بلا طعم ولا لون ولا رائحة ؛ وعليه دع الخلق للخالق ؛ وانشغل بتربية ( البشوش ) ... ؛ ودع غيرك ينشغل  بسوق ( الهوش) واعلم بأن مربي ( البشوش ) لا يعرف راعي ( الهوش )  ؛ عندها تكون استرحت وأرحت .