من الاسباب المهمة في اندلاع الاحداث الاخيرة في سوريا ؛ محاولات قسد التمدد وتكريد الاراضي السورية العربية , وقسد - (قوات سوريا الديمقراطية ) : هي صناعة امريكية ؛ اذ جاء الكرد من جبال قنديل ؛ و هي مدعومة من الامريكان و التحالف الدولي ... ؛ وقيل : من روسيا وايران وسوريا ايضا ؛ لمواجهة التدخلات والمخاطر التركية ... ؛ وتتألّف قوات "قسد" من فصائل كردية وعربية و على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية ... , وتتمركز هذه القوات على الضفة الشرقية لنهر الفرات الذي يقسم محافظة دير الزور ... ؛ ويدير الاكراد المناطق الخاضعة لسيطرتهم في دير الزور وخصوصاً تلك التي يشكّل العرب غالبية سكّانها، عبر مجالس محلية، مدنية وعسكرية موالية لهم ، في محاولة منهم لتخفيف الحساسية العربية-الكردية ... .
ولعل سبب الاشتباكات الاخيرة الرئيسي ؛ محاولة قسد تكريد المناطق السورية - ؛ الا ان نائب رئاسة المجلس التنفيذي بالإدارة الذاتية حسن كوجر حمّل الحكومة السورية مسؤولية إدخال مسلحين موالين لها إلى بلدة الشحيل ، لإحداث فتنة بين «قسد» ومكونات المنطقة ؛ ولاسيما العرب منهم كما ادعى ... ؛ وقال كوجر في حديثه لـ«الشرق الأوسط» : إن حكومة دمشق تسعى جاهدة لإحداث شرخ بين الأهالي والإدارة الذاتية وجناحها العسكري «وتزعم بوجود مشاريع انفصالية (للأكراد) وتعمد لتشويه صورة المشروع الديمقراطي وتحجيم التضحيات التي قدمتها قوات قسد»، منوهاً بأن القوات الحكومة نفسها تخلت عن هذه الأراضي «لصالح مرتزقة (داعش) والمحتل التركي وتدعي الوطنية بهدف تحقيق أجنداتها»... ؛ ونفى كوجر المزاعم حول قيام المكوّن الكردي بإدارة ريف دير الزور، وأكد أن أبناء وأهالي مدن وبلدات ريف دير الزور «هم أنفسهم من يقومون بإدارة مؤسساتهم».
وبدأ التوتر في محافظة دير الزور عقب احتجاز قوات "قسد" قائد "مجلس دير الزور العسكري" أحمد الخبيل (أبو خولة)، إثر استدراجه إلى اجتماع في مقر مظلوم عبدي باستراحة الوزير في الحسكة، شمال شرقي سورية ، وقد تبعه اعتقال قياديين آخرين من أبناء العشائر العربية ، وهو ما أدى إلى تأجيج الوضع في المنطقة.
فالأكراد هناك لا يسمحون للعرب من ابناء بعض المناطق السورية بالدخول الا بشروط واجراءات تعسفية كما يفعل الكرد في العراق عندما لا يسمحون للعراقي بالدخول الى الشمال الا بموافقات امنية ... ؛ بالإضافة الى اضطهاد الاهالي والتعامل القاسي والمجحف معهم ؛ وقد سيطرت قسد على كافة موارد المنطقة واستفردت بها ؛ وحرمت العرب واهالي المنطقة من الخدمات , ناهيك عن استمرار عمليات الاعتقال والاضطهاد والاقصاء والتهميش بحق العرب .
وقيل ان الامريكان طلبوا من مرتزقتهم قوات قسد ؛ بمقاتلة الفصائل التابعة لإيران في سوريا ؛ الا ان قسد امتنعت عن تنفيذ الامر ؛ وقالت بأن مشروعها قومي ولا علاقة لها بسوريا او الصراعات الطائفية والاقليمية ؛ وعليه قامت امريكا بتأديب قسد من خلال الاحداث الاخيرة وخلق قوة عربية سورية منافسة لهم ؛ وقيل ان السبب هو ردع التصرفات العدوانية لقسد بحق عرب المنطقة .... .
ومن الواضح ان الامريكان يسعون دائما الى تعدد الخيارات والسيناريوهات وخلق البدائل وصناعة الضد وضده النوعي معا ؛ تنفيذا لأجنداتهم المشبوهة في تفتيت الشعوب والامم ونهب الثروات والخيرات ؛ ولعل الاحداث الاخيرة كشفت هذا التوجه الامريكي فهم يريدون بديلا عربيا يقف بالضد من الحكومة السورية وفصائل المقاومة ويتماهى مع المخططات الامريكية الاستعمارية الخبيثة ؛ اي بديل شبيه بالصحوات السنية في العراق ؛ او ارغام الاثنين معا ؛ على التعاون او الاتحاد فيما بعد , والاتفاق على محاربة الفصائل الموالية لإيران والحكومة السورية ؛ لاسيما وان الجيش السوري والقوات الموالية بدأت في الايام السابقة والاشهر الماضية بالتحرك والتحشيد لتحرير مناطق النفط السورية والاستيلاء عليها , بالإضافة الى محاولات التصدي للنفوذ التركي والحد من الدور التركي في سوريا ... ؛ وافراغ المنطقة من القوات التركية او الفصائل الموالية لها ؛ واحلال القوات السورية الوطنية محلها ... ؛ و لهذه الاسباب بادرت امريكا الى تعزيز نفوذها في المنطقة وزيادة عديدها وعدتها واحداث البلابل والاضطرابات فيها ؛ حتى تدفع الخطر السوري والقوات الموالية للحكومة السورية اولا , وتحل محل النفوذ التركي ثانيا , وتصنع بديل اخر ثالثا ؛ يناصف قسد ويشاركها في السيطرة على المنطقة ... .