يصادف يوم 3 ديسمبر من كل عام اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة وهو يوم عالمي خصص من قبل الأمم المتحدة منذ عام 1992 لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة. يهدف هذا اليوم إلى زيادة الفهم لقضايا الإعاقة ودعم التصاميم الصديقة للجميع من أجل ضمان حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة. كما يدعو هذا اليوم إلى زيادة الوعي في إدخال أشخاص لديهم إعاقات في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية 

وبحكم مجالي في تعليم فئة الصم بالبرامج الملحقة بمدارس التعليم العام ، أقول بهذه المناسبة أن  مهمة تعليم الصم اللغة العربية هي من أصعب المهمات ولم أجد حتى الآن معلما أو تربويا حقق نجاحات ملموسة في هذا المجال ، لم أهبط بقدمي في وديان اليأس والقنوط بعد ، ولكني حدثت نفسي عدة مرات بالخروج وترك المجال لمن هم أعلم وأجدر ، لكني لم أقرر بعد فما زلت أعالج في كومة صخر صماء أطرقها من هنا ومن هناك لعلي أحدث بعض الأثر الذي يبقى بعد رحيلي ، أثناء سيري في هذا الطريق لا يرافقني إلا أعين الصم البراقة وكأنهم يشفقون عليّ أو يتساءلون ماذا يريد هذا المعلم أن نفعل ، لغة غريبة معقدة كلها مترادفات ومتضادات وضمائر متصلة ومنفصلة وعبارات مجازية واستعارات بعيدة عن واقعنا ، معلم يراهن على ذاكرتنا البصرية التي تعجز فهم معنى ( مع السلامة ) التي تعني عندكم أخرج من هنا ... مجازا ، ومعنى ( صدقتك ) بمعنى أنت كاذب.. مجازا  لغة المستثنى والتقديم والتأخير والاشتقاق والنحت لغة فيها كلمة قصيرة ( أدعكما ) تعني معان كثيرة فيها المضارعة والمثنى والمخاطب إنها مهمةصعبةجدا .
إن استراتيجيات التعلم ما اكتشف منها وما لم يكتشف لا نجد فيها ما يهتم بتعليم الصم وهذا لا يعني أن الميدان يخلو من تطبيقات رائعة يصممها معلمو الصم الأوفياء لكن كل هذه التطبيقات تبقى حبيسة في يد صانعها مدة من الزمن ثم تتقاعد معه وتختفي دون أن تجد من يحتضنها ويعرضها لإعادة التطبيق ، وفي كل سنة  يأتي معلم جديد ليواجه المجهول ويشعر وكأنه وحيدا بلا انموذج ولا خبرات ولا استراتيجيات .

لا تزال الكثير من الخرافات حول الصم تقبع في ذاكرة المجتمع ، منهم من يرى أن الصم مصابون بنسبة تخلف ، ومنهم من يظن أن الصم يقرؤون ويكتبون على الإطلاق ومنهم من يستبعد أن يتكلم الأصم ويصفونهم بالبكم وهو مصطلح يجب أن ينعزل عن كلمة الصم .