نتحدث عن تواضع المخرجات إلى درجة متدنية جدا تصل إلى أن الصم لا يستطيعون قراءة العناوين واللافتات وفهم الإرشادات المكتوبة فضلا عن أن ينتجوا أي انتاج مكتوب مثل رسالة قصيرة يعبرون فيها عن حاجة أو طلب .

وبالنظر إلى الأهداف العامة  التي وضعها المنهج لتدريس الطلاب وابرزها اكتساب رصيد لغوي يؤهل الطالب للتواصل الشفهي والكتابي وفهم النصوص المقروءة و ( المسموعة )وتحليلها وتذوقها ونقدها ، أقول بالنظر إلى المخرجات النهائية والأهداف المرسومة نجد الفرق كبير والبون شاسع بين هذا وذاك وإذا كان هذا يسمى فشلا أو خسارة أو هدرا للوقت والجهد  فلماذا نستمر فيه ؟ ، لماذا تبقى منظومتنا التعليمية هكذا بلا تحرك ولا حراك ؟  لماذا ننظر إلى أجيال الصم يتخرجون من التعليم الأساسي أمام أعيننا  جيلا بعد جيل أميون لا يقرؤون ولا يكتبون  دون أن نبدأ بالتغيير أو ننتهج منهجا جديدا أو نعتمد مسلكا آخر.

الصم الآن يواجهون مصاعب جمة في التواصل الاجتماعي مع أسرهم وفي المدرسة وفي محيط العمل يحتاجون إلى المترجم في كل وقت وكل مكان في ظل ندرة المترجمين المتفرغين وانشغال المتطوعين منهم بحياتهم العملية والعائلية .

لماذا لا نعيد النظر في الأهداف ..  الحاجات ... المنهج .. الإجراءات .. الوسائل .. هل يتوجب علينا رسم أهداف متواضعة تتناسب مع هذه الفئة ؟  على سبيل المثال نكتفي بتدريس اللغة العربية بناء على الحاجات ، أقصد حاجات الصم .

نحقق أهداف التواصل اللغوي ونكسبهم  المهارات الحيوية في اللغة التي تسمح قدراتهم باكتسابها ،

لنحدد ما هي حاجات الصم اللغوية التي يمكن أن يكتسبوها - رغما عن الإعاقة واثرها المدمر على اللغة – ونعد هذه الخطوة هي الأساس في بناء البرامج التعليمية أو تأليف المقرر المدرسي

عندها نقول أننا انطلقنا من أهداف محددة وواضحة ومناسبة للمتعلم الأصم سنرى بإذن الله ونلمس نواتج التعلم ونحقق مهارات حيوية يحتاجها الصم في التواصل والتفاعل الاجتماعي.

من الميدان أحدثكم لا من خارجه ، ومن حجرة الفصل المدرسي أكتب رأيي ، وجميع معلمي اللغة العربية يعرفون ويدركون أننا لا نستطيع تنفيذ مطالب المنهج المدرسي المقرر ، بل ولا نطبق منه إلا النزر اليسير الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ، لذلك لن نستطيع تحقيق أهدافه المرسومة ولهذا السبب تتمثل مخرجاتنا بعد عقد من الزمان في جيل من الصم الأميين  تجاوز هذا الجيل  مراحل التعليم الأساسي بالنجاح الصوري وبذلت له الدولة ما بوسعها من أموال وتجهيزات وبقي الصم يصارعون مصيرهم بلا تواصل اجتماعي يحقق لهم أدنى مطالب الحياة .