الكلمة نور وبعض الكلمات فجور، أمل أن يكون كلامنا نورا وان يهدينا الله ويهدي بنا. قراءة لما حدث في 15-2-2011 والتي اعتبرها انتفاضة بكل المقاييس وأطلقت عليها (انتفاضة الغضب وقوافل الشهداء). للأسف الذين سخرت لهم الظروف قيادة هذه الانتفاضة لا ينتموا إليها، فالوطن هو هوية وانتماء! الثورة تعني التغير ولا تؤمن بالحلول الوسط. الثورة لاتقاد من قبل المنشقين (عبد الجليل، جبريل، غوقه، علي الصلابي) كيف لها إن تستقيم وعرابها شلقم، أنها بامتياز جماهيرية ثانية قادها حضرة المستشار. للأسف المواطن الليبي من السهل استغفاله بقلبه الطيب صفق لشلقم عندما كان يتكلم في مجلس الأمن واعتقد أن عبقرية جبريل المزعومة هي التي أتت بالاعتراف الدولي للمجلس الانتقالي. إن ما حدث ويحدث الآن هو صراع ثقافات! الأولى تضم منظومة الفساد والمفسدين، هذه المنظومة كان يستخدمها الدجال كأداة من أدوات السيطرة ولخلق ولاءات مثلها مثل أدوات السيطرة الأخرى (الأمن الداخلي، الأمن الخارجي، اللجان الثورية، الكتائب المسلحة). منظومة الفساد هذه تحالفات مع المنشقين، وبعض المعزولين، والأزلام والفدراليين، وبعض العسكريين وبقايا سقط المتاع من الذين ينتمون إلي ثقافة الخيمة، إلي جانب بعض المعارضين الوصوليين وبقايا القوميين واليساريين. هؤلاء هم أعداء بناء الدولة من صعاليك الخيمة وثقافتها من المنافقين والمفسدين الذين استباحوا المال العام والذين لا يستطيعون العيش إلا في الظلام. الطرف الثاني في هذا الصراع يدعو إلى القطيعة الكاملة مع بقايا النظام المنهار وما يمثله من فكر قبلي فاسد لوث حياة وعقل المواطن الليبي لعقود. الطرف الثالث هم الذين لا يؤمنون بالديمقراطية كوسيلة للحكم وبديلهم شعارات أخفقوا في تنفيذها خلال 1437 نضيف هذا إلى جانب أنهم لا يملكون مشروع واضح المعالم للدولة. لقد علمنا التاريخ وجرت سنة الأولين الذين قوضوا دولاً وأسسوا دولة بأنه ليس من طبائع الناس إن يبيتوا على حال ثم يصبحوا على ضده لان دولة الأمس قد ولت وقامت دولة اليوم، بل يبقى من الماضي ما يقيم في بطن الحاضر. وعلمنا التاريخ بأن الناس يتنازعون على المال والسلطان فمنهم من يَقْتُلْ ومنهم من يقتل. انه صراع ثقافات يا ساده والضحية هو الوطن والمواطن! المؤامرة على ليبيا بدئها الإعلام الفاسد والذي يدار بأموال فاسدة ومفسدين. هذا الإعلام يقاد من قبل صعاليك الخيمة من القبليين والرعاع الذين ينتمون إلي ثقافة الخيمة ثقافة الصقر الوحيد، جلهم كانوا عبيد للدجال ومنظرين لأفكاره الشاذة التي استقاها من كتب الآخرين. هؤلاء الرعاع يحلمون إن يحكموا ليبيا من جديد وذلك باستغلالهم لبساطة وطيبة وسذاجة بعض الليبيين بعد إن توالت وتفاقمت الاحباطات والأزمات المفتعلة عليهم. ما نعنيه هو انعدام الوعي والاستنباط الصحيح من قبل المواطن الليبي في ضل مؤامرة كبيرة على الوطن والمواطن وبتواطؤ وبأيدي ليبية. هذا المؤامرة تدار بحنكة وبمخطط مرسوم منذ اليوم الأولى للانتفاضة ومن غرفة واحدة ولفريق واحد. وفي الجانب الأخر هناك تخبط لأنصار الانتفاضة وعجزهم حتى عن التفريق بين المؤامرة، والانتفاضة، والثورة، والانقلاب. فشرعوا المؤامرة وأطلقوا عليها جهلا واعتباطا الثورة المضادة. فعامة المواطنين غير قادرين على التميز بين المفاهيم والمصطلحات، والنيات والتوجهات، وبين الحق والباطل، والغث والسمين. فسقط المواطن فريسة تلاعب من عرفوا طريقهم للعمل المبرمج المرسوم ولم يراعوا في الوطن ولا المواطن لاحرمة، ولا ذمة، ولا دين. ما نشهده اليوم هو مؤامرة بكل المقاييس يواجهها مواطن محبط، مغيب، ومثقل بالهموم ووعيه محدود وغير قادر على قراءة وتحليل وفهم المشهد السياسي واخذ العبر من التاريخ وتجارب الآخرين. ما يحدث اليوم هو ذليل على غياب مفهوم الدولة عند الذين يتصدرون العمل السياسي إلي جانب غياب النخب، والأمم تبنى بالنخب! حقيقة الأمر انه لا توجد عندنا رؤية واضحة للوطن في ضل وجود أجندات للدول الأخرى زد على ذلك عدم وجود التزام دولي بوحدة التراب الليبي إلى جانب غياب الالتزام الدولي بشأن المحافظة على النهج الديمقراطي، مع تردد واضح من جانب القوة الفاعلة الرئيسية على الساحة. إن وضع ليبيا اليوم ليدعوا إلى الضحك ولكنه ضحك مثل البكاء! وعليه فان الملعب السياسي في ليبيا يحتاج إلى التغير. على الجيل الجديد والذي أعول علية لأحداث التغير) جيل الثلاثينيات والأربعينات (إن يتولى زمام المبادرة ويصنع التغير ويكون في قلب الحدث ويكون طرفا أساسيا في المعادلة السياسية القادمة. على الجيل الجديد إلا يسمح لمتصدري المسرح السياسي اليوم إن يقودوه من خلف الستار! وفي الجانب الأخر على الذين يتصدرون الساحة السياسية من جميع الأطراف إن يتركوا الملعب السياسي ويتنحوا جانبا فهم بمورثهم الثقافي العفن الذي ساد لعقود لم يجلبوا لليبيا إلا الدمار والخراب. كذلك الملعب الإعلامي يجب إن يتغير لأن هذا من شروط الاستقرار. إن للإعلام رسالة سامية ونبيلة وعليه إن يتغير إلى إعلاما معرفيا، إنسانيا. علينا أن نحافظ على حرية الإعلام والفكر إذا أردنا إن نساهم في الحضارة الإنسانية التي كان الإنسان ولازال أحد شواهدها. وعليه فأن الرقابة على الإعلام تكون رقابة ذاتية تنطلق وتنبع من الداخل وليس من الخارج في ضل مناخ الحرية التي لا بديل عنه. هذا رهبن بسلوك الإعلاميين ومصداقيتهم. فوسائل الإعلام هي التي تستطيع أن توجه وهي التي تستطيع أن تعالج القضايا بموضوعية وتستطيع كذلك أن تعمق الخلافات. يجب إن تكون هناك شفافية وموضوعية ومسؤولية في عرض وطرح الموضوعات والقضايا وهذا حديث وثقافة لا يعرفها الجيل الحالي. هذه ثقافة لا تنشأ إلا في بيئة ديمقراطية صحية! أن أجهزة الإعلام تستطيع أن تلعب دوراً كبيراً وايجابياً في تثبيت دعائم الاستقرار وتستطيع أن تلعب دوراً سلبياً في تخريبه. يجب إن يكون المعيار هو الموضوعية، والمسؤولية وتكون المرجعية هي المهنية الإنسانية! يجب الاتفاق على القضايا الوطنية السيادية، والبحت على القواسم المشتركة والبعد عن الصراعات الأيدلوجية والسياسية ويتم ذلك في إطار عام تحدده مصلحة ليبيا أولا وأخيرا. على الإعلام إن يركز على الأمور التي تجمع وليست المواضيع التي تفرق وتزرع الخلافات، ويجب أن يكون لديهم أهداف معينه ورؤية واضحة ويجب التركيز والعمل على زرع ثقافة العمل الجماعي المنظم ونشر ثقافة الاختلاف والائتلاف إلى جانب طرح قضايا التعليم والتنمية. أن القانون يجب أن يسود وإن يكون العدل مقرونا بالفضل، حتى نتمكن من مد جسور التفاهم، وبناء الثقة، وفتح صفحة جديدة بيننا وبالتالي المضي قدما في بناء الدولة التي تركها لنا الإباء المؤسسون والتي للأسف لم نحافظ عليها مثل الرجال. أخيرا ما تحتاجه ليبيا اليوم هم رجال دولة لبناء امة وليس لطلاب حكم للأسف هؤلاء الرجال لم نراهم على الساحة بعد!

تفاصيل الخبر على الرابط التالي: http://www.eanlibya.com/archives/86327