بسم الله الرحمن الرحيم"
يقول الفيلسوف الفرنسي سارتر:
بأن الإنسان قذف به في الكون و ترك وحده بلا عناية و بلا رعاية.!
.. ...
أما الكون فهو بريء من العبثية منضبط أكثر من ساعة إلكترونية سواء نظرنا إلى الذرة و هي أصغر ما فيه أو إلى المجرة و هي أكبر عوالمه.
في الذرة لا يستطيع إلكترون أن ينتقل من مدار إلى مدار إلا إذا أخذ أو أعطى شحنة تساوي حركته من النواة أو إليها.
و هذا هو حال الإلكترون الذي لا يعرف له جرم من فرط صغره.
و في المجرة العظيمة تولد الشموس و تشب و تشيخ و تموت و تتحرك في أفلاك و تدور حولها الكوكبات كل هذا يجري في دقة و نظام وفقا لهندسة مقدرة و قوانين ثابتة لا تخرق.
كيف لا !!
: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ )(33)
أما الإنسان فلم يقذف به إلى الكون بلا عناية. بل العكس هو الصحيح.. فالعناية الإلهية حفت به من لحظة ميلاده.. بل من لحظة تكوينه في رحم أمه.. فالعناية سلحته بجميع وسائل الدفاع التي يحتاجها.. سلحته بالسمع و البصر و اليد و العضل و الحيلة و الذكاء و العقل.
كيف لا!! .. : (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(78)
و في المخ وحده عشرة آلاف مليون خط عصبي تنقل الإشعارات و ردود الأفعال طول الوقت بلا خطأ و بلا عطل.
و في الكليتين و الرئتين و الكبد زيادة وافية في النسيج العامل تبلغ سبعة أضعاف الحاجة.. و هذه الزيادة هي الاحتياطي الذي وهبته العناية الإلهية لمواجهة الأعطال و الطوارئ المحتملة.
و يموت في الساعة من جسم الإنسان ستون مليون خلية تتجدد في نفس الوقت في تلقائية و دقة و نظام بديع..
و في الخلية الواحدة التي تبلغ في صغر حجمها واحدا من ألف من الملليمتر.. في داخل هذه الخلية الدقيقة نرى بالمجهر الإلكتروني مصانع و مخازن و جهازا لتوليد الطاقة ( و أرشيف ) و مخا آليا لتنظيم هذه الأنشطة المختلفة.. كل هذا داخل صندوق هو جزء من ألف من الملليمتر.
إن لم يكن هذا هو منتهى العناية من الخالق فماذا يكون إذا .. !؟
أخيرا "حدث العاقل بِما يُعقل، لاتُحدثه بِما لايُعقل فأن صدق فهو بِلا عقل" .. بِلا فكر بِلا فهم وبِلا تدبر..