إليك - رسالة لكل مبتلى ولكل حزينه ولكل اخت قابعه في دوامة الاحزان والتشاؤم 🌪🌬

راح نتحدث عن الصبر، وحلاوةُ الرّضا 

واعلمي أنّك ما صبرتي على بلاء

 إلا جُزيتي عليه خيرًا بلا حساب.. 
(إنما يُوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب) ياحبيبة 🌿💛

واعلمي أن شكواك للخلق على سبيل التسخط والجزع تنافي الصبر… كرهها العلماء، بل تحرم إن كانا قد غلبا عليك! 💔

العاقلُ حتمًا يدرك معنى الشكوى 
يدرك أنه كيف لي أن أشتكي إلى من ليس بيده مقادير الأمور وتدبيرها، ولا يعلم مفاتيح الغيب.. 
يدرك أن شكواهُ إليهم غاية المذلة والدنو .. لكن انتبهي! 
ليس ذلك على سبيل الإطلاق.. 
قد يشكو المرء ما وجد من البلاء والمصاب.. لكنه راضٍ وشاكرٌ لله على قضائه 💕  يقول: الحمد لله الحمد لله أصابني ذاك وذاك وأنا راضٍ بحكمه وقضائه…


بذلك قد يكون سنَّ سُنةً حسنة.. مُذكّرًا بالحمد والشكر، أمام من كابد صنوف البلاء، والمتاعب فترة حياته، متذمرًا حينًا، حزينٌ فينةً أخرى.. غاب عن ذهنه حكمة القضاء بالبلاء.. 
وقد تكون في شكواه -بقلب راضٍ ولسان شاكر- تسليةٌ لغيره من المصابين.. فيخفف عنهم.. وما أعظم ذاك! 🌤🍃

الشكوى إلى الله لا تنافي الصبر بوجه… فهذا أيوب عليه السلام نادى ربه (أنّي مسني الضر وأنت أرحمُ الراحمين) فقال عنه الرحمن في موضع آخر (إنا وجدناهُ صابــرًا) 
☔💙


ما نزل بالعبد من مصيبة أو بلاء 
وصبر فيه ورضا بقضاء الله، وكتم بلاءه عن الناس عُد ذلك له خبيئة صالحة! يا الله 😢💔

لأنه لا يعلم مصابه وصبره عليه
 إلا الله سبحانه قال ابن القيم:
 ـ رحمه الله تعالى ـ :
“والمصائب التي تحل بالعبد، وليس له حيلة في دفعها، كموت من يعزُّ عليه، وسرقة ماله، ومرضه، ونحو ذلك، فإن للعبد فيها أربع مقامات: 🎈
أحدها: مقام العجز، وهو مقام الجزع والشكوى والسخط، وهذا ما لا يفعله إلا أقل الناس عقلاً وديناً ومروءة.


المقام الثاني: مقام الصبر إما لله، وإما للمروءة الإنسانية.


المقام الثالث: مقام الرضى وهو أعلى من مقام الصبر، وفي وجوبه نزاع، والصبر متفق على وجوبه.


المقام الرابع: مقام الشكر، وهو أعلى من مقام الرضى؛ فإنه يشهدُ البليةَ نعمة، فيشكر المُبْتَلي عليها” 😭💛

حين ترضى بوقوع المصيبة.. يُوجب لك ذلك أن يرضى الله عنك بيسير العمل يوم القيامة! 🌿✨
قال -صلى الله عليه وسلم- :
“ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله، حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة”

ومن ثواب الصبر:🌴🌬
⚜حصول الصلوات، والرحمة، والهداية من الله ـ تعالى ـ للعبد الصابر؛ قال الله عز وجل: {أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}

⚜ورفع منزلة المصاب؛ قال -صلى الله عليه وسلم-:
“إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده، أو في ماله، أو في ولده، ثم صبّره على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله تعالى” صححه الألباني في صحيح أبي داود
كان الصالحون يفرحون بالبلاء، لأنهم يدركون أنهم بذلك يصلون به إلى المنازل العاليّة..


وقال ابن القيم رحمه الله:
“الآلام والأمراض والمشاقّ من أعظم النعم ، إذ هي أسباب النعم….. فأعظم اللذّات ثمرات الآلام ونتائجها”

ختامًا 📮💚"
فانظري إلى لُطف اللطيف وحكمته
في أمره، في حُكمِه.. في قدرته
سبحانهُ أنّى نشتكي جزعًا 
مِحَنٍا تجلّت مِنَحًا من رحمتِه🍃.


اللهم اجعلنا من الصابرين💎.