بسم الله الرحمن الرحيم :

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ .. (191)

..
دلّتهم آياته في كونه عليه ، دلّتهم للإيمان به ، تأملوا حولهم ، رأوا اختلاف الليل و النهار، كيف ينتقلون من ليلٍ جعله الله لباسًا ثم إلى نهار لهم فيه من أصناف العيش و الحياة ما لا يحتسبون من رزق و تقلب في الأحوال .. هؤلاء وصفوا بـ’ أولي الألباب'، و كان وصفهم الأول ، كانوا يزيلون غشاوة قلوبهم بعقولهم، و هذا الذي دلّهم حتى سمعوا منادي الايمان فاستجابوا .. 


أولاءِ يذكرون الله في جميع أحوالهم ، في حركاتهم و سكناتهم ، و ما إن رفعوا أعينهم ليسترقوا نظرة للكتاب الله المنظور "الكون"، حتى ابتهلت أرواحهم ، و تمتوا بين أنفسهم “ ﴿ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ .. (191)، 


عقولهم تؤكد لهم أن هذه الحياة ليست عبثًا ، و دورهم فيها غير محدود بمعاني مغلفة و بعيدة عن ظاهرها ، كل هذا ، كل الذي نراه لم و لن يكن باطلاً، هو لسبب تعرفه في نفسك، سبب يجعلك تصحو في كل يوم و لك مكانة عليك السعي من أجلها، عليك أن تستخدم عقلك و تعي أبعاد هذا الكون ، و أبعاد الذات الانسانية فيك أنت ، الفرد الذي يوشك أن يكون أمة :


﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ .. (191)


"سُبْحَانَكَ ربَنَا مَا أعظمَكَ"