بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:
( إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً )
{الإسراء:23-24}
-
خلقنا في هذا الكون لنكون بين هنا وهناك
حيث السماء تخبرنا دوما وان القلوب دوما في سجن الا ان تصل هناك
فيستمر نفس الخبر ونفس الاعلان ..
نفتقد الشي ثم نرى اشياء فنتمناها لنا
ونحن لا نعلم ان كل الاسرار تبقى هناك وان نزلت فقط للعبرة..
فمن منا يعتبر يا ربي
لكل حكايه بداية ونهايه وللكل نفس قصة تسطرها في يومياتنا ليأتي ذلك اليوم ونبوح بكل شيء
ونرمي ما بقي من الزمن ...
نرمي ونرمي والدموع تكاد لا تفارق محيانا
فقد علمتنا الحياة ان لكل شيء ثمنه وان تهاونت في تقديم العرض او قصرت فيه ..حتما يأتيك النفع
بقدر ما قدمت لا اقل ولا اكثر
كذلك العمل للاخرة لابد من كفاح ومواجهة لكل هو متعب لكي ننال الى تلك المرتبة الرفيعه
الا وهي الجنة انعم الله علينا بها واياكم
هناك رسالة سامية واصيله لابد ان نتوصل اليها..
البر بالواليدن
قال تعالى : ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ) ۖ
وكلنا بحاجة الى ذلك الرضا الذي يزور أعماقنا في كل ليلة بل يعيش في دمنا
" عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة قلت من هذا ؟ فقالوا : حارثة بن النعمان ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كذلكم البر كذلكم البر [ وكان أبر الناس بأمه ] ) 1)
أم علمت ان هذه الدنيا قد تعطينا وقد لا
اب أخد بيدنا وعلم ان الود يعيش في القلب ويسكن في القبر عند الرحيل
كلاهما السعادة كلاهما الحب واجمل ما نتمناه هو سعادتنا
هما فرصه اذ ضاعت عاش القلب بصدمة وعذاب ولا يعرف بقيمتها من فقدها
يعيش في ذكرى.....
بل يرسم ملامحهما اينما رحل وتواجد
قال تعالي:
( وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا )
نعم ذلك البر الذي حتما يرفق بنا وبأعمارنا
وينير ظلمات حياتنا ويأتي لنا بتلك السعادة التي هي تعيش معنا وفينا
" عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم
أي العمل أحب إلى الله عز وجل؟
قال: ( الصلاة على وقتها) قال: ثم أي؟
قال: ( بر الوالدين ) قال ثم أي؟
قال: ( الجهاد في سبيل الله )
"وعن عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم ( رضا الرب في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما )
نعم..هذا هو اسلامنا وما جاء به والذي حت علينا ان نبر لمن هما كانا لنا قلبا حنونا
ومنحا لنا من صحتهم وسعادتهم كي نكون دوما أفضل
ولا سيما ان الانسان بطبعه يحتاج الى الرفق والى الموده ثم قد لا يجدها الاعند الاب والام
قلب يعطف بشكل تلقائي ولا ينتظر منك المقابل ..في حين قد نجد اصحاب المصالح
الذين يريدونك لغرض وقد لا نعلم نحن بهذا في حين الاب والام يعطيك كل ما عنده ولا يقل كفى
وقال تعالى ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ) النساء 36
ما اجملها تلك الحياة حين تواجد هذان القلبان اللذان يغمرهما جل التضحية والتقدير
والمحبه الخالصة لوجهه الكريم..قلبان يدركان ما خطه الرحمن...
عفوية مودته
" قال ذو النون ثلاثة من أعلام البر :
بر الوالدين بحسن الطاعة لهما ولين الجناح وبذل المال ،
وبر الولد بحسن التأديب لهم والدلالة على الخير ،
وبر جميع الناس بطلاقة الوجه وحسن المعاشرة "
هذة رسالة من رسالاته جل في علاه..لنكون على علم بها وان نعطيها حقها من الاهتمام والرعاية
فان ضاعت من ايدينا قد لا نجد الحبر الانسب ليخط لنا عناوينها وسطورها العطرة
فنحن لا نعلم من اين تأتينا المصائب..ربما هو بلاء مكنون يظهر متى أراد
قد يكون دعوة سخط من أب أو أم ونحن نستهزء بالامر ونتناسى مدى خطورته ولا نبالي بتلك العقوبات
التي تنهي حياتنا تدريجيا ..القلب يعيش في ضجر ولا يخفينا أبدا ألامه
ان الحزين ليولد في ملامحه كل التعب والارهاق..ويخلد في النفس دمار وخيبه أمل
وما سطرته سويعاتنا هنا وهناك..حتما سلنقاه هنا ك
كل عمل يبقى له اثر ...ولكل مداد معاني يزرع فينا كلمات وان نقص عددها فحرفها أقوى
تلك هي نفس السفينه التي نركبها كلنا ونفس المياه التي تغطي محيانا ويرتقي نفس الهدف
لنكون دوما رفقة الحياة الهنية..
وبالنهاية...لا سعاده في امر في معصية لله عز وجل
-
اللهم زد أمي وابي مكانة حين يركعون ، وزدهم محبة حين يرفعون ، وزدهم إخلاصا حين يسجدون ، وزدهم توفيقاً وتيسيراً في ما يصنعون ، ولا تحرمهم جنتك يا كريم ..