يعمل البعض على تبييض صفحة التكارتة السوداء والمليئة بالجرائم والموبقات والعار ؛ ومن هؤلاء المدعو هاتف الثلج التكريتي والذي اكثر من الظهور الاعلامي من على القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي ؛ ومما جاء في احدى لقاءته , وهو في معرض حديثه عن طاغية العراق ولقيط العوجة صدام بن صبحة ؛ محاولا اضفاء المناقب عليه ونسبة المكارم اليه , اذ نقل للمشاهدين قصة يهدف من وراءها لإثبات كرم وسخاء دوحي بن صبحة الذي جاع في عهده العراقيون ومات الاطفال والرضع من سوء التغذية ... ؛ وهذه القصة فحواها ما يلي : (( ذهب صدام لزيارة احدى مناطق محافظة الانبار , وتفقد احدى الدوائر والتقى بإحدى الموظفات ... , وقال لها : اطلبي ما تشائين , فطلبت منه سيارة – دفع رباعي – كانت من ضمن سيارات الحماية وهي السيارة المحملة بالنقود , فعندما كان صدام يخرج تخرج معه سيارة محملة بالأموال الطائلة ؛ فقال له الحماية : ان هذه السيارة فيها النقود ... ؛ فقال لهم : اعطوها السيارة بما فيها ...!! ))

لو سلمنا جدلا بصدق هذه القصة التكريتية الثلجية ؛ فهي عليك ايها الثلج وعلى ابناء جلدتك وليست لهم ؛ فمن المعلوم ان رؤساء الحكومات الشرفاء لا يستطيعون التصرف في المال العام الا بموافقة الجهات الرسمية المختصة لان المال مال الشعب , اما اذا اراد هذا الرئيس او الملك اكرام هذا المواطن او ذاك ؛ فأنه يدفع له من ماله الخاص ... , فالمال العام ليس ملك الملك او رئيس الجمهورية وصدام عندما اصبح رئيسا وفي بداية السنة المالية جاءه وزير المالية اليه ؛ وقال له سيادة الرئيس : (( اشكد تريدون لمخصصات الرئاسة والمخصصات الخاصة بضمنها السرية ... )) ، فأجابه ( دوحي بن صبحة ) بامتعاض قائلا : (( انت تنطينا لو احنا ننطيك ... , عد الى وزارتك وقدم خلاصة بالتفصيلات عن تخصيصات كل وزارة وبضمنها ميزان الرواتب لموظفي الدولة لكي نعطيها لوزارتكم )) .

يعني البنك المركزي العراقي كان تحت سيطرة ( دوحي بن صبحة ) ويتصرف بأموال العراق وثروات الامة العراقية ؛ دون وصولات او مستمسكاك او قوانين او مستندات ... ؛ فلا وزير المالية ولا مراقب الحسابات العام ولا محافظ البنك المركزي الرسمي لديه القدرة على التدخل او السؤال عن المصروفات او حتى مجرد الاستفسار... , فخزينة العراق التي هي ملك للشعب ؛ تحولت الى ملك شخصي لصدام يتصرف بها كيفما يشاء ... ؛ بل وصل الامر الى درجة ان حبيب قلب صدام ورفيق الفراش المدعو كامل حنا يتصرف بالأموال العراقية وفقا لما يراه ؛ فقد نقل المدعو هاتف الثلج التكريتي في احدى لقاءته ما يلي : (( كان كامل حنا يوزع الاموال بكيفه ) يعني حسب مزاجه ويعطي لمن يشاء ؛ هذه حال العراق ايام الزمن الاغبر والحكم الهجين ؛ تلعب بثرواته ومقدراته المأبونين والاشقياء والمنحرفين والشواذ والمجرمين والجلادين ... .


سل ما جرى جملا ودع تفصيله ... فـقليله لـم يُـحصِه التفصيل .