بسم الله الرحمن الرحيم :

: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) {الزمر: 36}

وأنتَ بعيد و قبل حتّى أن أعرفك وتعرفنِـي ،وقبل أن تنظمنِي في عقد دعواتك وتحوطنِـي بدفئك و تقتسم معي لذعة الوجع .. كان معِـي .

معي في أول دروبي ومنتهاها، ماجئته في حاجة فردّني ولا في كسرٍ إلا عاجلنِـي جبره، ولا في مظلمة قدّت قلبِي إلا كان رؤوفًا رحيمًا. 

معي ، أرى رحمته في صدري .. في إلتفاتِتي المكسورة ، في تجعّد عافيتِي ، في أزقّة المشفى الباردة ، في إخشوشان فرحِي و بحّة قلبِي ، في أحلامي التي أتحسس دنوّها ، في فرجٍ أشتمّ ريحه كلما دعوتُه .

ستعلم يقينًا ياصاحبِي يومًا قريبًا أو بعيدًا ، أن كلّ الكفوف التي نصافحها بحبّ ليس بيدها أن تهدينا طمأنينة الحياة و مفاتح الطّريق .

وأن كلّ الأحضان التي تضمّنا بدفء بالغ، نائت بأحزانها وأثقالها عن كلّ أحد .

وأنّ “الله” مالكُ هذا الكون بأجمعه، هو الكافِي وحده .

إذا حفّتك كفايته فما الذي يؤذيك بعدها؟ 

لا شيء.. 

و قوله تعالى: (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) .. {البقرة: 137}.