بسم الله الرحمن الرحيم :

كان لك صفتك الأولى،

التي كانت بعد حياة! ..

لنقل أنك لم تكن شيئًا مذكورًا، فتبادر في ذهنك آيات أولها ؛

قال تعالى : ( لَمْ يَكُن شَيْئًامَّذْكُورًا ) (1) 

فتعلّمت من الحياة رسائلاً حفظتها دون أن تدرك مكنونها!، جهلت بعلم أتاك، فسلكت الدرب تائهًا، بين خارطة طريق بيدك و درب مجهول ماضٍ فيه

و الآن ماذا ترى يا صديقي ؟

أي حياة كنّا نحكي عنها؟ أي دروس دوّنت في دفاترنا الصغيرة و دُست تحت وسائدنا؟ 

قرأت يومًا 

 قال تعالى :  ‎{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ }‎,

أي عن مشاعرهم ، عن كلماتهم , عن أمانتهم ،عن أبنائهم ، عن أرحامهم ، عم أموالهم ، عن مجتمعاتهم ، عن دينهم ..


قال تعالى : {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ }‎,
أي عن زلاتهم وغدراتهم ، عن أخطائهم وفجراتهم، عن خلواتهم وجلواتهم ..


قال تعالى :  ‎{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ }‎,
أي عن تجبرهم وطغيانهم، عن بغيهم وفسادهم ، عن ظلمهم لرعاياهم ، وعن عبثهم في بلدانهم ..


قال تعالى :  ‎{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ }‎,

؛

والآن أقول لك: أن نستيقظ الآن خير من غدٍ، أن ندرك الركب متأخرًا خير من ألا ندرك، أن نسير خلف إيماننا العميق أعظم و أرجى إخلاصًا من أن نركض خلف فكرة لمجرد الجموع المتخبطة تجاهها ..

الايمان زاد الطريق من أوله حتى آخره!.. الايمان نور يستنير به العقل لينهل العلم كما يجب، إن آمنت رأيت ما لم ترى؟ و إذ وصلت إليه بسعيّك و جهدك لا أخشى عليك من الضياع، إن أنت رأيت الله في كل تدبير و وارد و مورود..

فهذا الايمان هو النور و النور علم و فتوح و إلهام .. هو عينُ الاستبصار في قلبك، ترى بها الحياة .. هو الطريق للنظر إلى  نور الله سبحانه و تعالى