ما مات أحد وأخذ ملكه.

تلك هي الجملة التي بقي رنينها في أذني، قالتها عمتي منذ قليل وهي تتحسر على أناس يتكالبون على أراض وعقارات جعلت منهم وحوشا يصيدون الحي والميت، فؤلاء الفئة من الناس لم يتركوا شيئا إلا واقتنصوه بالحقد تارة والنميمة تارة أخرى، يبيعون بأغلى الأثمان ويشترون بأبخس الأسعار، تشبع بطونهم وتكبر مؤخراتهم على حساب من لا يحسن ألاعيب الخدع، فهذا الفرد البسيط لا يستطيع التملق، وحينما تدور الأيام نرى الصفع ينطلق صوب خدودهم، فذنبهم الوحيد أنهم يعاملون الناس بأخلاقهم لا بأخلاق المنحطين، وابكاءه، والوعتاه، واحزناه من قلوب لا تعرف الشبع.

اليوم نعيش بمقولة من لا يرحم الناس تعطيه الدنيا ما لا يخطر على باله، فتزيد تلك الفئة الوقود لتسرع أضعاف ما تسير عليه من حقد وبغض، فانتشرت تينك الآفتين انتشارا يذهل الذاهل ولا يجد ما يصفه، فالحبر قد يضيع بين الذهول والقلم قد يأبى الكتابة وسط قهرة، والفكر قد يهرب من مواضيع مستهلكة وعفا الزمان عنها. في كثير في الأحايين أتعجب من تلك الفئة التي تنصب موائد الحسد على الطرق أمام الملأ بلا رقيب أو حسيب، يذيعون الشائعات في كل الاتجاهات، وتتكفل القلوب المريضة بالنفخ في لهيب الإشاعة، لا أدري أهو مرض فطري أم صنع صنعا !!

في عالمنا اليوم الكل يلهب وراء الكل ولا ندري من هم الكل ؟ فالكل يجري وراء قوت يومه، يجري وراء السراب، هل يعقل أن يستيقظ الفرد من الصباح ليعمل؟ هل نحن حمير؟ الإجابة قطعا هي لا، فنحن بشر يجب علينا العمل لننام وننام لنعمل حتى نموت جميعا.

لا أعرف حقيقة أية حالة أنت عليها الآن لتقرأ ما أكتبه، ولكن رجاء وباسم أخوة الحرف ورابطة الكتابة أن تتحلل من بغض قد يعتريك، وطلق أفكار الشر طلاقا دون رجع.



صديقكم بلال تيقولمامين