إلى بَيتي ...


إلى ذلك المكان الذي يَنامُ مُخلداً في ذاكرتي، أذكر جيدً حين إعتادت والدتي أن تَحملني وأنا طفلةٌ في ذراعيها على شُرفة غرفتي المُطلةُ على مَحلِ بَيعِ الذَهب، تِلكَ اللمعة كانَ بَريقُها يَهرُبُ مِنَ الزُجاجِ المُطل عَلينا وتَقولُ حينها بِوجهٍ مُبتسم "أنتي أغلى مِن كُلِّ الذَهب".


ما أجملَ أن يُحِبَ إلانسانُ بَيته ويقع في غرامِ حَيه ...


 أذكُرُ أيضاً كَيفَ حُكيَ لي أنّهُ إجتَمعت العائلةُ بأكملها لإختيارِ إسمٍ لي، أذكر أيضآ الصبيَ الأشقر الظريف الذي إعتَدتُ لعب الكُرة مَعهُ أسفَلَ البِناء، أذكر أيضا النَسائمَ الحارقةَ والحُلوه التي تَفوحُ مِن دُكانِ البهارات، أتذكرُ أيضاً إستلقاء القِطَطِ على ظلال محل الجزار، وأصوات ضَحكِ الصِغار في المكان، اشتاقُ لِرائحةِ القَهوةِ العربيةِ وابتسامةِ حامِلِها الجَوال، أتذكرُ خالي وآلة تَصويره  ذاتِ الطِرازِ القديم إلا أنهُ لولا وجودها لما حظيت بصور طفولتي.


أذكرُ كيفَ أَبَتي اعتادَ أنّ يُجَوِلَني في صِغَري بين المحلاتِ مُمسِكاً بيَدي، وما إن يُدهِشني شيء، حتى يعود حاملاً إيّاهُ في اليومِ التالي.


ذاك المَكان ... جُدرانه المَكسوه بلونِ الرَمل، و نَاسهُ بِقلبٍ أبيض.

هذا المَكان يُدعى "سوق واقف"