عن الطيبَةِ أكتب ... عن ذلك الوصف العميق والرقيق الذي أصبح من النادر جداً رؤيته في زماننا.


هل سَمِعتَ قَط ضِحكَةَ طِفلٍ من الاعماق؟ هل تَدَللَ قَطٌ عند قدميك؟ هل شَقَّت فراشة طريقها بين النسائم بقربك؟ هل هبطت ريشة بَيضاءُ كالسحَاب بِجانبك؟

أخبرني إذا إن حصل كل هذا.. كيف شعرت؟ وإن لم يحدث قل لي كيف إذن تستشعر/ استشعرت/ ترى صفة الطيبة؟


إنّني لأرى أنه من النادرِ جداً في هذه الأيام العثور على النقاء،

إنّني استشعرُ النقاء والشِفاء في روحي من قَطرات المَطر، في تِلك اللحظات يَنسابُ شُعورٌ باردٌ كالثلجِ في داخلي كأن جروح قلبي تلتئم وتتعافى، أحظى بلحظات لطيفة تربت على صدري تَقول لي هناك ماهو جَميلٌ في قدرك هذا ، لازال هُناك ما يَستحق وما إستحق كلّ تلك المعاناه.


عن البُكاء، هو كالداء والدواء، زيادتهُ او نُقصانهُ عن الحد الطبيعي ضرر، وفي إتزانه شِفاء. لقد كَبرنا على جُملة القَويُ من لا يبكي وأنّ الضَعيفَ فقط هو من يبكي، برأيي إنّ القَويَ هو الذي يُكافح والذي يُحاول، القَويُ هوَ الذي يَستَشعِرُ حِفظَ الله له في جَميع خُطواتِه، القَويُ هو من وَضَعَ ثِقَتَهُ بالله و فَوَضَ جميع أمورهِ له، ويَمضي مُتكِالاً عليه واضٍعاً الرّحمنَ في قَلبهِ مُطمَئناً به، كَثيرُ الدُعاء، كَثيرُ الحَمدِ والشُكرَ والإمتنان، الواعي بِنعمِ الله عَليه، والضَعيفُ عَكسُ كُلِّ ذلك.