بما ان احرار وغيارى الاغلبية العراقية - وهم ضمير وحقيقة وجوهر الامة العراقية وامتدادها التاريخي العريق – قد الوا على انفسهم توعية ابناء الاغلبية العراقية وانقاذهم من براثن الدجل والجهل والاستعمار والاستغلال و الاستحمار والاقصاء والتهميش ... ؛ صار لزاما عليهم تسليط الاضواء على العقبات التي تقف بطريق نهوض الاغلبية العراقية وكشف مؤامرات وسلبيات المنكوسين والعملاء والمتآمرين والذيول والجهلة والمتخلفين والحمقى من المحسوبين على الاغلبية العراقية وهم ليسوا منهم وان انتسبوا اليهم , وقد اطلق احرار وغيارى وابطال الاغلبية العراقية على هؤلاء المتخلفين عن ركب الاغلبية العراقية تسمية : (( الغمان , والثولان , والمخانيث , والمخصيين ... )) ؛ وهذه التسميات تختلف دلالاتها حسب الاشخاص والاحداث والاماكن والاوقات والسياقات والمواقع والافكار والتوجهات والارتباطات ... ؛ الا ان الامر المؤكد والذي يجمع شتات معاني تلك المصطلحات او التسميات هو ان مصاديق هذه التسميات : هم الاشخاص الذين يعملون من حيث يشعرون او لا يشعرون ضد مصالح واهداف وتطلعات ومبادئ وقيم الاغلبية العراقية .

واليك بعض الامثلة على ذلك : الخونة ؛ كل العقلاء تتفق على أمر واحد ؛ وهو أن الخائن يبيع قيمته كإنسان من أجل مقابل ما ، وفي أغلب الأحوال ما يبيعه الخائن إما شرف أو ذمة أو دين أو وطن أو أهل او عشيرة او قوم ... , و لا يمكن أن تثق بخائن باع اهله وناسه ومعشره وقومه وطائفته وشعبه ... فمن باع اهله وقومه سيبيع و بمنتهى السهولة كل شيء اخر متى تحين الفرصة ... ؛ وقد مر على اسماعكم ان الاشخاص الذين ساعدوا هولاكو المغولي على فتح مدنهم ودخول بلدانهم ,ظنا منهم بانه سوف يكافئهم بالإحسان , الا ان هولاكو قتلهم شر قتلة ؛ قائلا – ما معناه - )) ان الذي يخون اهله لا خير فيه ولا امان له )) , ومن منا نسى ما فعله مجرمو البعث من المحسوبين على الاغلبية العراقية بالعراقيين الاصلاء تملقا للفئة الهجينة وخوفا من عقابها ؛ بينما انتفض البعثي الجنوبي ناظم كزار ضد رجال الفئة الهجينة ولاسيما التكارتة , اذ تناهى الى اسماع الكثير من العراقيين انه قال : (( لو نجح الانقلاب لما ابقي احدا من هؤلاء التكارتة ...)) ؛ وقد تنبه قبله المهداوي الى تلك النقطة وقال وقتها : (( عفيه ماكو تكريتي شريف ... )) ؛ انقلب ناظم كزار على بعث الفئة الهجينة بعد ان كشف حقيقته وبان زوره وخداعه ومكره وعمالته , وراه مغايرا لبعث الاغلبية العراقية مغايرا لأفكار ومبادئ فؤاد الركابي و امثاله من مثقفي الاغلبية العراقية الذين انخرطوا في صفوف الحزب الشيوعي والبعث والتيارات القومية وغيرها لتحقيق الاهداف الوطنية النبيلة التي كانوا يعتقدون بها وقتذاك , اذ شاهد بأم عينه كيف ان الشيوعي الشيعي يعدم بينما يخلى سبيل الشيوعي السني ... بالإضافة الى مئات الحالات الشاذة الاخرى والسلوكيات المنكوسة , ففي احدى المرات , سأل المنحرف الحرامي خيري طلفاح ناظم كزار قائلا : لماذا لا تتزوج ؛ فقال ناظم له : (( تزوجني منكم امرأة )) فأجابه الشاذ خيري : (( احن ما ننطي مره لا للشرقية – باللهجة المبتذلة - ولا للشيعة )) واشتكى ناظم للرفيق صدام ابن صبحة ذلك , فأجابه صدام : (( انت بعثي لو شيعي ؟ )) فأجابه ناظم : (( انا شيعي ثم بعثي )) ... عندها أدرك ناظم وبعض الاحرار من بعثية الاغلبية حقيقة الامر .

لماذا لا يسأل العراقي الاصيل نفسه , هل المطلوب من الشيعي والجنوبي عندما ينتمي الى حزب البعث او التيارات القومية ان يتنكر لأهله وناسه وتراثه ودينه ومذهبه بينما يعتز الاخر بكل قيمه الهجينة وافعاله النكراء ؟!

لماذا عندما يعتنق الشيعي والجنوبي الشيوعية او الليبرالية او العلمانية او عندما يدعي الثقافة يدير ظهره لأبناء قومه ويجلد ذاته وينسلخ عن تاريخه وتراثه ويصب جام غضبه على بني جلدته ؛ بينما اقرانه ورفاقه الاخرون – من المنتمين لباقي مكونات الامة العراقية – لا يفعلون ذلك ؟!

لماذا عندما يعتلي الشيعي والجنوبي كرسي الاستاذية في الجامعات يخاف من الجهر بالحقيقة وكشف المستور وبيان الحقائق وربط الاحداث بعضها ببعض كي تنكشف خيوط اللعبة والمؤامرة القديمة الجديدة ؛ بحجة التزامه بالموضوعية والحيادية والمهنية والاكاديمية ... بينما يسخر الاخر الدخيل كل تلك الامكانيات في سبيل نصرة مذهبه وقومه وفكره المنكوس ...؟!

فهل من المعقول ان نحسب المجرم محمد حمزة الزبيدي او المجرم الجلاد علي الخيكاني على الاغلبية العراقية ؟!

وهؤلاء الخونة يعتبرون من فضلات الجسم السليم فكل امة وكل شعب وكل طائفة لا تخلو من خونة وحمقى ومرتزقة ... ؛ بل ان كتاب القران قد اشار الى ذلك بقوله : ((يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم )) فقد حذر كتاب القران المؤمنين، وأخبرهم أن من أولادهم وأزواجهم من هو عدو لهم ...؛ فالعائلة الواحدة قد تحتوي على اعداء وخونة فما بالك بالجماعة والطائفة والشعب والامة ؟؟

وبناءا على ما تقدم يعتبر من الطبيعي اطلاق بعض الاوصاف التي تليق بهذا او ذاك وتعبر عن حقيقة واحوال هذه الجماعة او تلك الفئة ؛ ولا وجه لما ذهب اليه البعض من ان : (( لم يطلق احد على الشيعة , صفة ( الغمان ) سوى الشيعة انفسهم , وهم يوصمون بعضهم البعض به , امعانا في جلد الذات , والتحقير المتبادل , فيسمعه حتى اطفالهم , ويشبون على عقدة الدونية ... )) (1) ؛ نعم اتفق معك بخصوص التأثير السلبي لبعض المصطلحات السوقية والدارجة والتي تطلق بخبث وقصد سيء ونية مبيتة من قبل الاعداء على ابناء الاغلبية العراقية وباقي مكونات الامة العراقية الا ان هذا المورد واشباهه لا ينطبق عليه ما قلت بل هو من قبيل وصف شعوب العالم بعض أبناءه بالغباء او الخيانة او عدم المعرفة والخبرة والكسل والجهل ..., فهو يندرج ضمن خانة النقد الذاتي ليس الا .

اما بخصوص فرح الاعداء وشذاذ الفئة الهجينة بهذه المفردة العامية وغيرها من المفردات وتشجيع ابناء الاغلبية على استخدامها فيما بينهم ؛ فهؤلاء امرهم مفضوح ومكشوف ولا يشكلون خطرا حقيقيا لوحدهم , وهم عبارة عن اصفار لا تعرف الا بإضافتها الى ارقام الاغلبية العراقية , فهم حاقدون منكوسون سواء انتشرت هذه المفردة ام لم تنتشر , اذ ان قاموسهم مليء بالتهم الجاهزة والالقاب المنكرة والاوصاف المخجلة والتسميات السوقية السمجة ...؛ واما بخصوص كون المفردة عامية ؛ فهذا الامر لا يؤثر سلبا على المنظومة الثقافية , اذ ان بعض الكتاب العالميين والعرب كتبوا بالمفردات العامية واستعملوا الكلمات المحلية , ناهيك عن ان بعض تلك الكلمات والمفردات لها جذور لغوية تاريخية ترتبط باللغة العربية او المحلية للأقوام العراقية السابقة .

لكن المشكلة تكمن ب ( غمان ومخانيث وثولان ) الاغلبية  اذ لولاهم لما قام للفئة الهجينة واعداء العراق قائمة , فلولاهم لما استغفلنا الاجنبي ونهب المنكوس الدخيل ثرواتنا وخيراتنا .

واعلم ان رجال ومرتزقة الفئة الهجينة الذين اشتروا ذمة ( الغمان والثولان والمخانيث ) بالأموال او بالوعود والشعارات الكاذبة او بالخوف والتهديد يعلمون يقينا أن هؤلاء لا يستحقون ثقتهم بل ولا رحمتهم ، و هم يجعلونه فقط كالطعم في المصيدة يحققون من خلاله هدفا في مخططاتهم، وحين تنتهي مصلحتهم منهم يرمونهم والمصيدة في أقرب مزبلة للتاريخ ومقبرة للهلاك (2) ؛ وقد التحق بعثية وزبانية الاجهزة الامنية الصدامية من المحسوبين على الاغلبية العراقية بفلول الارهابيين والمخربين بعد سقوط الصنم في مناطق وجحور الفئة الهجينة وقاتلوا معهم ضد الاغلبية ومكونات الامة العراقية و التجربة الديمقراطية الجديدة , ومع كل هذه التضحيات الجسام يقوم رجال الفئة الهجينة بدفع هؤلاء ( الغمان ) الى ساحات القتال والهلاك او العمليات الانتحارية وفي بعض الاحيان يتم اغتيالهم غدرا من الخلف .

يوماً بعد يوم يثبت «الغمان » أنهم داء خبيث و ورم سرطاني يجب أن يقاوم ويستأصل حتى لا يستشري في جسد الأغلبية ، ومتى احتاج البتر يبتر حفاظاً على سلامة الغالبية التي تسامحت كثيراً معهم مما افضى الى هلاك الملايين بسبب هذا التسامح واللين واللامبالاة تجاه القضايا المصيرية ، وقد فهم الاعداء من الاجانب ورجال الفئة الهجينة و( الغمان ) أن ذلك التسامح ليس إلا ضعفاً في مواجهة قوتهم ومكرهم وارتباطاتهم الخارجية المشبوهة ، ومقدرتهم على الإخلال بالأمن والاستقرار الوطني في اي وقت يشاؤوا ، وتأثيرهم السلبي على الرأي العام من خلال غسيل الادمغة والتضليل الاعلامي وحجب الحقائق ودفن الوثائق .

لقد أثبت ( الغمان والمخانيث ) أن مصلحتهم فوق الجميع ، فهم لا يعترفون بالجنوب والوسط وديار الاهل ولا يحترمون ناسهم واهاليهم ، ومن لا يعترف باهله ودياره لن يعترف بالحق ولن يذعن لحقائق التاريخ ،لذلك ترى( الغمان والثولان ) لا يوالون غير قيادات الفئة الهجينة والغرباء والدخلاء ولا يتبعون سوى مخططات الاجانب ؛ وهذه الحقيقة لمسناها منذ عام 1920 والى يومنا الحالي، ومثل هؤلاء لا يتركون ولا يهملون ولا يغض الطرف عنهم ولا يهادنون ولا تنفع معهم سياسة التسامح وسعة الصدر واللامبالاة؛ فهؤلاء يعملون من الداخل وقد يشكلون امتدادا خطيرا للعدو الخارجي , وهنا تكمن خطورة وجودهم وتحركاتهم المنكوسة و محاولاتهم في زرع التشكيك والفرقة بين ابناء الاغلبية ، فهم يعيشون بيننا ، وكما يقول المثل العراقي : ((الحمى تجي من الرجلين )) .

والان نسلط الاضواء على صنف اخر من ( غمان وثولان ) الاغلبية ؛ وهم الاغبياء والحمقى والجهلة والامعات ؛ فهؤلاء يخبطون خبط عشواء ولا يميزون بين الهر والبر , ويعتبر الجهل من أكثر المظاهر المقلقة في أكثر المجتمعات ، لذلك ترى الدجالون والمشعوذون يمتطون الاغبياء والحمقى بسهولة , و لا خلاف على ان الجهل قرين التخلف و العبودية والاستغلال والفشل ، و العلم رفيق التقدم والتطور والتنمية والازدهار ... وان التخلف ينخر جسد المجتمع، مما يؤدي إلى إلحاق الأضرار الفادحة التي لا تزول الا بزوال الجهل ؛ وبدلا من انخراط شباب الاغلبية في الحركات الدينية المنكوسة والمشبوهة او تسكعهم في الشوارع او ضياعهم او تبديد طاقاتهم في الامور التافهة والقضايا السطحية , ومن تفشي الامية بين ابناء الاغلبية , يجب على الحكومة العراقية ومنظمات المجتمع المدني والغيارى والاحرار والمثقفين من ابناء الاغلبية والامة العراقية النبيلة انتشال هؤلاء من الضياع والجهل وانتزاع الدور من بعض الدجالين والمنكوسين انتزاعا من خلال فتح الدورات التنموية والقنوات التربوية والمراكز والمعاهد التعليمية والنوادي والمجالس والندوات الثقافية , بالإضافة الى فتح ابواب الورش والمكتبات والمختبرات والمصانع والحقول والمعامل امام الشباب والقوى العاملة العراقية .

ومن مصاديق ( الغمان ) ايضا المرتزقة فهؤلاء لا هم لهم الا اشباع بطونهم و شغلهم الشاغل هو الاستحواذ على المال , اذ ان شغفهم بجمع المال الحرام او تحقيق مصالحهم الخاصة او حماية انفسهم وعوائلهم فحسب جعلهم يتجاهلون مدنهم وديارهم واهلهم وناسهم وبني جلدتهم ... ويتركوا الشعب العراقي الاصيل تحت سيطرت مؤامرات الاعداء ومخططات الخط المنكوس ... ولعلكم تتذكرون كيف كان السفلة البعثية يكتبوا التقارير الكيدية ضد ابناء الاغلبية الابرياء من أجل مكافئة المجرم الفاسد صدام التافهة ؛ اذ كان يعطي 25 دينار عن كل تقرير قد تعدم به عائلة بريئة كاملة عن بكرة ابيها ..!!

ولعل بعض الشلل السياسية الفاسدة العميلة والتي باعت البلاد والعباد من اجل حفنة من المال السحت , وضحت بآمال وتطلعات الاغلبية , ونست دماء الشهداء وتضحيات الاحرار , بل وشوهت سمعة مذهب التشيع واتباع حكيم العراق الامام علي ؛ من اكبر المصاديق على هذا الصنف من ( الغمان ) .

ولعل اخطر صنوف ( الغمان ) هم المثقفون والكتاب وانصاف المتعلمين واصحاب الاقلام المأجورة ؛ لاسيما اذا كانوا من اصحاب الأيدولوجيات و العقائد والرؤى والافكار المنكوسة والتي تتماهى مع اعداء الاغلبية من رجال الفئة الهجينة والغرباء والاجانب والدخلاء ومن لف لفهم ؛ فمثلا لكي تثبت كونك من طبقة المثقفين ؛ لابد لك من نقد الجنوبيين في شارع المتنبي وازدرائهم واحتقار كل عاداتهم وتقاليدهم ونقدهم بمناسبة ومن دونها ... .

والمصداق الابرز لمفردة ( الغمان ) هم السياسيون الفاشلون الذين لم يكونوا بمستوى طموح الاغلبية , ولم يحققوا الانجازات الوطنية المنشودة , ولم يلتزموا بواجباتهم تجاه الوطن والمواطن ؛ نعم هنالك تحديات قوية وعراقيل كثيرة لكن هذا لا يعفيهم من الانجاز والنهوض بالبلد لاسيما الجنوب والوسط المحرومين منذ اكثر من تسعة عقود .

واخير : مفردة الغمان جمع كلمة أغم , والأغم : هو فاقد الغيرة والإحساس مع أهله ولا فضل له على أهله والناس ، والذي يرتضي العار على نفسه, وهي شتيمة يستخدمها اهل جنوب العراق ؛ وهنالك مثل جنوبي : (( جا هي وليه غمان )) ؛ وهو ايضا الانتهازي اللئيم والكذاب الحرامي عندما تدفعه الاقدار لتولي زمام امور البلاد والعباد ؛ ولعل المعنى العرفي الاصح لهذه المفردة : نوع من اللبس في فهم المرء للأشياء، وهو أيضا عدم المقدرة على الوصول الى مخرج ما في أزمة معينة .

والتاريخ والحاضر العراقي غني بمثل هكذا نماذج وان تغيرت الاسماء والهيئات وايضا العناوين الوظيفية او الرسمية برلمانية كانت او حكومية او حزبية او حتى اجتماعية, فالغمان ظاهرة عراقية تسجل بحروف كبرى في عمق التاريخ العراقي من الحجاج وحتى الصنم الساقط ويبدو انها عدوى وبائية سبقت وباء انفلاونزا الخنازير لذلك امتدت الى ما بعد سقوط الصنم وحتى يومنا بحيث اصبحت السجلات والسطور لم تعد تستوعب الاعداد الهائلة والكارثية من الاف الغمان ممن يتولون المسؤولية في عراق اليوم وتنطبق عليهم صفة ( الاغم ) فكانوا بالفعل فريق كبير من الغمان على اختلاف دينهم وقومياتهم ومذاهبهم لكن كان ومازال جامعهم الاكبر هي صفات وسلوك الغمان .

لذلك ترى دائما في عصور الغمان.. يعاني الخيرين والشرفاء والاصلاء الويل ويحرمون من حقهم الطبيعي في ثرواتهم وخيرات مدنهم وبلدهم ؛ فترى هذه الام الجنوبية الكريمة تقف تتوسل حقها من شباك التقاعد الابكم ضميرا والاصم وطنيا؛ لكن بنفس الوقت نتبرع بنفط الجنوب للأردن ومصر ...!! .(3)

وخير ما اختتم هذه المقالة ما سطره يراع الكاتب سلام عبود حول هذا الموضوع :

(( ... لكن الأغمّ الحقيقي هو من يسرق شعبه وبيته وأهله ويفقرهم. الأغمّ الحقيقي هو من يبدد ثروة عظيمة صنع الآخرون بمثلها، وحتى بأقل منها، مدنا عامرة، ودولا آمرة. الأغمّ الحقيقي هو من يستورد ويستجلب الى بلاده إرهاب العالم كله، في الوقت الذي تقوم دول أقل ثروة وتاريخا منا بتصدير الارهاب الينا وتنفيس مجتمعاتها بذكاء. الأغمّ هو من يجلب بنفسه مستعبدا جديدا لكي يحرره من مستعبد قديم. الأغمّ هو من "ينجز" ثلاثة انتخابات من دون أن ينجز تعدادا سكانيا واحدا خلال عشر سنوات. الأغمّ هو النائب أو السياسي الذي لا يعرف عدد منتسبي قواته المسلحة الوطنية، ناهيك عن اللاوطنية. الأغم هو من يشارك، بوعي أو من دون وعي، في لعبة تحريك وتجميد الجبهات المواجهة للارهاب، على حساب دماء ومصائر أبناء المناطق المحتلة. الأغم السني التكفيري هو من قتل ضحايا سبايكر ومن بارك الجريمة صمتا وتشفيا، لكن الأغمّ الشيعي "الجاهل" هو من أرسل "متدربين" الى منطقة قتال وصراع طائفي محتدم، لكي يقعوا في أيدي عصابات حاقدة. الأغمّ هو من يوزع ميزانية الدولة على عشائر لا نعرف من هي، ولمن تمنح ولاءها؟ وكم عددها وعدد مسلحيها، وكيف يتم تسليمها المبالغ والأسلحة؟ وعلى أي إيصال قبض وقـّعت؟ الأغمّ هو من يحوّل ساحة بيته الى زريبة تعافها أنفس الخنازير، معتقدا أنه أحد البناة! بناة الزرائب السياسية القذرة. الأغمّ هو من يسرق مليار دولار من دون أن يسأل: ماذا أفعل بها؟ أين أحفظها أو أنفقها؟ اللص الأغمّ هو من لا يعرف أن سرقاته ستذهب، رغم أنفه وأنف كتلته، الى بيوت المال الأجنبية وسماسرة التصريف وغسيل الأموال، ولا يتبقى له سوى أن يستجدي حصته الضئيلة في نهاية كل شهر، عند الحاجة! الأغمّ من يضنّ على شعبه بخبراته "التكنوقراطية"، كأيهم السامرائي، ويستبدل اللصوصية والسرقة بالعلم. الأغمّ هو من يخطط ويسهّل لأعدائه مهمة محاربة خصومه، ولكن على أرض بيته، وبين أفراد أسرته، وفي غرفة نومه. الأغمّ هو من يدنّس كرامة شعبه ويثلمها، بدلا من أن يعليها ويصونها. الأغمّ هو من لا يدرك أنه أغمّ وفاسد ولص قذر بالمقاييس الدينية والاخلاقية والسياسية والمهنية كلها... )) (4)

.........................................................

1- لماذا يصف الشيعة انفسهم ب ( الغمان ) ؟ / الكاتب عدنان ابو زيد .

2- ىالخونة.. لا وطن لهم / سلوى العضيدان / بتصرف .

3- ولية الغمان في العراق / محمد الوادي / بتصرف .

 

4- صورة -سلفي- للغمّان! / سلام عبود .