لقد كانت أرض سامراء مقراً لعسكر بني العباس وعاصمةً لحكومتهم ،وسرعان ما قصدها الناس وشيدوا فيها المباني إما لجمال هوائها وطيب أرضها ، أو ليبتعد بعضهم عن ازدحام باقي المدن مثل مدينة بغداد والكوفة ، ورغم هذان السببين كانت هناك غايةٌ من قصد الناس لسامراء ألا وهيَ التشرف بمجاورة رجلٍ قد اجتمعت فيه خصال الطيب والكرم والعفه قبل خصال التدين والزهد .... فقد حل هذا الرجل وعائلته واستقر مرغماً في مدينة سامراء بعيداً عن بلاد أبائه وأجداده بأمر من المتوكل العباسي حيث قد خاف الحاكم العباسي من وقوع ولاء الناس الكامل لذلك الرجل الذي هو من أحد السلسلة الذهبية من آل بيت المصطفى (صلى الله عليه وآله) ، والتي حفلت حياته بأسمى معاني الإمامة التي هي امتداد لخط النبوة .... فبإجتماع تلك الصفات كانت قلوب الناس تنصاع إليه فيه كل شي ، فلذلك قد رَحَلهُ المتوكل لسامراء ظناً مِنه أنه سيطمس ذلك النور والعلم الساطع وسيغيبه عن أنظار الناس ، ولكن هيهات فقد اتسقر ذلك الرجل الشريف في مدينة سامراء وبث فيها من علوم أجداده عليهم السلام ورسالاتهم ومن فقهه بالدين حتى جمع الناس من مختلف طوائفهم ومِللهم تحت سقف داره ، فلم يصمت المتوكل طويلآ حتى مَكن لهذا الرجل مكيده أدى فيها إلى مقتله ، وبعد هذا ظن المتوكل مرةً أُخرى أنه طمس ذلك العلم والنور إلى الأبد وقد نسي قول الله تعالى {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم} فلم يعلم أنه قد خلف ذلك الرجل أنواراً زاهيه كان أسطعها وَلدَهُ الثاني ... حيث أكمل سيرة أبيه في نشر رسالة جدهم محمد (صل الله عليه وآله وسلم) وقد لقي مالقاه أبوه مِن قَبل من ظلم وأذى ليُرادَ بِه ليطفئوا نوره الذي هو من نور الله عزوجل حتى وصلت أن أردوه مع مثل والده مسموماً مقتولا حتى يطمسوا هذا النور أيضاً ، ولكن الله متم نوره ولو كره الكافرون ، فعلى ذلك أين المتوكل والمعتمد الآن ؟؟ أين ما ورَثوه للناس من علم أو شيء يستفاد به الآن ؟؟ ، وفي المقابل أرمق ذلك النورين الإلهيين ذلك الرجل وابنه أين هم الآن ؟؟ أين علومهم ومدارسهم التي تعلم منها الناس ؟؟ إذا أردت أن تعرف جواب تلك الأسئلة اسأل الكون بأسره عن { الإمامين علي بن محمد الهادي - و الحسن بن علي العسكري (عليهم السلام) }


الإسم: حسين كرم

العمر: ١٧ سنة