من بلاد النخيل و ارض الحضارات وموطن التجارة والرحلات ومن ارض دجله والفرات ،

امتازت مدينه سامراء بعبق حضارتها و غزارة مياهها وارتفاع مبانيها فهي لناظهرها ( سر من راى)

لكن الذي ينظر لباطن ما جرى فيها من المصائب والاحداث الرازيه والنكبات الفانيه التي تراشقت كما تتراشق سهام المنيه من صفوف الجيوش الحديديه على قلعة مكارم السلاله النبوية اصابه الهم والحزن فهي لذلك ( ساء من راى)

بغداد دار الملوك كانت ***حتى دهاها مادهاها

ما سُرّ من ( را بسر من را )***بل هي بؤس لمن راها.

* ( سامراء في التاريخ القديم) :

سامراء وما ادراك ما سامراء ،

فتاريخها تاريخ الحضاره الانسانيه ، فهي موطن السومريين ، الذين يعدون من اصحاب اقدم حضارات العالم القديم ،

فقد عمروها كما عمرو ( اور و اورك وأوما )،

وهي كذلك ارض ( الاكديون ) من بعدهم ، عندما اجتاحها ( سرجون الاول )،

وفي فترات عديده كانت مركز قوة للفرس ، فمنها تحمل الاتاوه لبلاد فارس ،

وقد قالوا ان اسم سامراء اتى من هذه المناسبه ، فكلمة ( سا) بالفارسية تعني الاتاوه ، بينما كلمة ( مره ) تعني العدد او المعنى .

فهذه المنطقه احتلها الفرس في القرون التالية لميلاد عيسى المسيح نبي الله ( ع ) ،

واتخذوا من موقع سامراء الحصين مركز استراتجي لهم وعسكري ،

فقد اقاموا فيها بحصن ( سومر ) الذي ذكره جنود الرومان عند هزائمهم بعد قتل ( جوليان ) في سنة ٣٦٣ميلادي

،

وقد ذكر هذه الملحمه الرحاله الروماني ( اميناس مرقلانس ) .

فسامراء جزء من تاريخ العراق الذي يحوي على اكثر من ( ١٠،٠٠٠) موقع اثري ولأكثر من ١٠٠،٠٠٠ سنه قبل الميلاد

*(موقعها) :

تقع سامراء في العراق في الضفه الغربيه لدجله من بعد ١٨ كيلو متر الى الشمال من العاصمة بغداد ، وتقع على خط طول ٤٣ درجه و ٤٥ درجه ،

وعلى خط عرض٣٤ درجه و٣٥ دقيقه ،

ويحدها من الشمال تكريت ومن الجنوب بغداد ومن الغرب مدينة الرمادي ويحدها من الشمال الغربي مدينة الموصل ومن الجنوب الشرقي مدينة ديالي

*( عاصمة العباسيين وسجن الهاشميين ) :

بعد ان تولى المعتصم وهو ( ابو اسحق محمد ابن هارون ) ، ( ٢١٨)

الحكم وراثة عن اخيه ( المأمون العباسي ) ،

اشترى العديد من المماليك الاتراك ونشرهم في بغداد ليكونوا من جنده وليكونوا حمايه له من الطالبين بالحكم الالاهي للأامه عليهم السلام ،

الا ان هؤلاء نشروا الفوضى في بغداد نظرهم لضخامة عدده والذي يقدر بحوالي ٧٠،٠٠٠ مملوك تركي ! ، ونظرا لانهم كانوا يركبون الخيول ويصطدمون بالناس للسرعه التي يقودون الحصلن من خلاله مما سبب الفوضى العارمه وعاث الفساد وصار الناس يتقاتلون فيما بينهم بسبب ذلك ! ،

مما اضطره لأن يخرج من بغداد الى مدينة الشماسية ،

ونظرا لقربها من بغداد فأن ذلك ازعج المعتصم فتنقل الى عدة اماكن الى ان استقر بسامراء وجعلها عاصمة خلافته .

ومن بعد المعتصم اتى ولده هارون ليحل خليفه للمسلمين ! ، وهو الذي لقب ب( الواثق ) ،

وهو الذي انشأ في سامراء القصر الهاروني على دجله ،

وبعد ان مات دفن في هذا القصر الذي بناه من خزائن اموال المسلمين

وتولى الحكم من بعده ابنه المتوكل وسكن في هذا القصر ( القصر الهاروني ) ،

وكما بنى لنفسه القصر الجعفري الذي كلف الدولة اموالا طائلة !! ،

فقد ذكر ابو الفدى ان المتوكل انفق بعمارته (!! امولا تجل عن الحصر !!)

والمتوكل هو الذي جلب مولانا (الامام الهادي) عليه السلام الى مدينة سامراء من بعد ان اخرجه من المدينه المنوره

فالامام الهادي عليه السلام عاش في زمن المتوكل ومن بعد المتوكل ابنه وهو المنتصر ،وفي زمن ابن المنتصر وهو المستعين ، ودس اليه السم (عليه السلام ) في زمن ابن المستعين وهو المعتز

واما مولانا الامام الحسن العسكري فقد كان قدومه لسامراء المقدسه ، التي تقدست بوجوده في زمن المتوكل ،

فقد هاجر الى سامراء بصحبة والده الامام الهادي عليه السلام ،

وقد استشهد مولانا الامام الحسن العسكري بالسم ،

وكان الذي امر بدس السم هو المعتمد ، او هو المعتضد على رواية ابن بابويه .

ولعل البعض يسأل عن سبب لقب العسكري او العسكريين ،

فالجواب على ذلك هو لابد ان يتذكروا انها مدينة بنيت للعساكر . خصوصا لما اختارها المعتصم عاصمة لخلافته .

ومن عجيب ما لاحظته هنا ان هذه المدينة كانت مقر تحرك الجيوش الفارسيه فيما قبل الاسلام ،

وهي مقر لجيوش العباسيين فيما بعد الاسلام

مما يدل على ان هذه المنطقه لها استراتيجيه عسكريه مهمه

وهناك سؤال قد يتبادر لذهن البعض من الشباب ، وهو لمذا قتل بالسم وليس بشيء اخر ،

والجواب على ذلك ان هذا الامر يتعذر على الظلمه فعله لكون الناس يعشقون الامام ويبالغون في مسألة تعظيمه ( بحسب نظر الجاهل ، لأنهم اعظم من ان يعظموا من قبل البشر )

ومما يدل على ذلك ان كثير من قادة الاتراك كانوا مستعدين ان يبذلوا ارواحهم من اجله

لذلك يصعب على الناصبين للعداء مواجهتهم عليهم السلام

(اعلام سامراء ومراقد الطاهرين):

مدينة سامراء مدينة الهادي والعسكري ، بل ومدينة المهدي عليه السلام ، فهو الذي ولد فيها وغاب فيها ،

لذاك هي مركز للفضيله ( هكذا لابد ان تكون ) ،

وقد اشتهرت باعلامهما وعلمائها وقديسيها ،

فتتجلى القداسه في انها احتوت

١-السيدة حليمه بنت الامام الجواد ( ٢٧٤) ه

٢- السيدة نرجس ( ٢٦٠)

٣-ابوهاشم داوود وهو من ذرية عبدالله بن جعفر ( ٢٦١)

٤- احمد الخؤي ، او سلطان خوي ( ١٢٠٠)

٥-ابنه الحسين

٦-الميرزا محمد حسن الشيرازي ( صاحب ثورة التنباك )

ومن الشعراء

١-جابر الكاظمي

٢-محمد مهدي الجواهري

والذي قال في سامراء:

حييت سامرا تحية معجب *** برواء متسع الفناء ظليله

بلد تساوى الحسن فيه فليله *** كنهاره وضحاؤه كأصيله

ساجي الرياح كأنما حلف الصبا *** الا يمر عليه غير عليله

(وقفه مع الميرزا محمد حسن الشيرازي) :

والذي كان محل افلاك الشيعه في سامراء ، فمن بعد وفاته تناقص عدد الشيعه في سامراء ،

وهو صاحب ثورة التنباك حين اعترض على ناصر الدين شاه في مساله اعطاء حق الامتياز للانجليز في تجارة التنباك.

وولتوضيح ، فان حق الامتياز هو عقد بين طرفين قانونا واقتصاديا يقوم بمقتضاه احد طرفيه والذي يسمى ( مانح الامتياز ) بمنح الطرف الاخر ( ممنوح الامتياز ) الموافقه على استخدام حق او اكثر ،

وفي هذا العقد يكون ممنوح الامتياز محتكرا لهذه التجاره او الصناعه

على ان يكون ملتزم بدفع مبلغ نقدي للحكومه بمقابل هذا العقد

ولنقف عند رسالة السيد ( جمال الدين الافغاني ) للسيد الشيرازي ،

فقد قال البعض انها الباعث والمحرك لهذا الفتوى الثورية المقدسه ( فتوى تحريم التنباك ) ،

وقال اخرون ان فتوى السيد قبل الرساله،

وايا كان الامر ، فنحن لن نذكر من هذه الرساله الخالدة سوى مقطع منها راجين الرجوع اليها من قبل القراء الكرام ليستخلصوا منها الفوائد الجمه وليفتخروا بأن للشيعه علماء متبحرين بكافة العلوم ،

فهم يفهمون سياسة البلاد والعباد ، ويعرفون الاقتصاد ويعادون الفساد ،

ومن هذا المكان نحث على الرجوع لها وقرائتها

والمقطع الذي سنذكره (... وانك لو اردت ان تجمع احاد الامه بكلمة منك وهي كلمة تنبثق من كيان الحق الى صدور اهله لترهب به عدو الله وعدوهم وتكف عنهم شر الزنادقه وتزيح ما حاق بهم من العنت والشقاء ، وتنتشلهم من ضنك العيش الى ما هو ارغد و اهنأ فيصير الدين بأهله منيعا حريزا ...)

،

فكتب السيد فتواه باللغه الفارسيه ومعناها : ( اليوم استعمال التتن والتنباك حرام باي نحو كان ، ومن استعمله كمن حارب الامام عج )

وبعد صدور هذه الفتوى انتصر المسلمين على اعدائهم الذين ارادوا سرقت ثرواتهم ، اذ تحول احتفال التجار الانكليز الى مقبرة احزان لخسارتهم وبؤسهم ،

وفرحوا المؤمنين بهذا النصر العظيم وتحول حزنهم الى فرح ،

فقد طبعوا بذاك الزمان الفتوى ووزعوها بما يقدر ب ( ١٠٠،٠٠٠ نسخه ! )

وكذلك قرؤوها على المساجد والمنابر

وانتشرت الفتوى حتى لدرجه ان الذين يجاهرون بشرب الخمر ! والافطار بشهر رمضان ! ،صاروا يطبقونها و يقبلون التراب الذي تمر به هذه الفتوى

وكانوا يقولون : ( ان الافطار في شهر رمضان له توبه ، لكن الدخان ليس له توبه لانه كمن قاتل الامام ) !!!!!!

وكما ان اصحاب المقاهي كسروا القليونات امتثالا لهذه الفتوى المحمديه العلويه العسكريه المهدويه!

والعجيب ان يهود ومجوس ايران شاركوا معهم في هذه الفتوى فتركوا التنباك !

وو صل الامر ان الانجليز بعثوا رساله الى لندن مفادها :

( ان وقعت داهيه عظمى لا يدلنا التاريخ على مثلها في ايران ، وهي ان شرب التنباك التي هي عادتهم استعمالها في الليل والنهار واهم لوازممهم ، بل كان يعدونه من الواجبات في بيوتهم تركوه بتاتا حين وصلت لهم فتوى السيد بالحرمه

ومن بعد ذلك هرب الانجليز بلباس النساء خوفا على حياتهم وقالوا : ( ان المسلمين مستميتون ولو ان زعيمهم امرهم بأحراق انفسهم لفعلوا !!!)

وانتشرت الفتوى بعد ذلك للدول الكبرى وانتشرت بأفريقيا ودول العالم مما حير العالم كله في هذه القضيه ،

وكان كبار امريكا يتسائلون من هذا الرجل الذي وقف بوجه اربعة دول علظمى ويقصدون ( انجلترا وفرنسا والمانيا و روسيا )

( الحرم العسكري):

حق للشاعر ان يقول:

موطن تنزل الملائكة فيه ***ومقام يسر فيه الفؤادا

ومن ابيات السيد احمد الموسوي :

رأت ( سر من را ) ومن امها ***ضريحا على خير مثوى يؤسس

نعم هو مثوى هداة الانام ***كأن النبي في مثواه يرمس

فها هو بيت الامامان فها هو ضريح الامامان وجنت الفردوس

فمن هنا حق لسامراء ان تقول انا سر من رأى

، فهاهي اكبر قبه من قباب المسلمين ،

اذ تحوي على ( ٧٢٠٠٠ قطعة ذهبيه ) شيدها ناصد الدوله الحمداني ،

لكن حتى هنا تبدلت الى ساء من رأى من بعد تفجير مرقدهما المقدس في علم ٢٢-فبراير-٢٠٠٦

لتتبدل الى ساء من رأى

، لكن بأذن الله سيكون الحرم اكبر واوسع مع كل سنه تمر وان شاء الله ينتصر جيش الحق على الباطل ويعم السلام في هذه الجنه الاهيه

ويعجل لمواانا الفرج لتتزين المراقد بنوره المبارك
،
ونختم قولنا بحديث الامام الهادي تيمنا بذلك
( الدنيا سوق ربح بها قوم وخسر اخرون )


الإسم: علي جواهري

العمر: ٢٢ سنة