الإمام علي بن محمد ( عليهما السلام ) ولد في المدينة في ١٥ ذي الحجة عام ٢١٢ هجرية ، وجاء الجميع مهنئين ومباركين لإمام المدينة الأعظم ، الشاب محمد الجواد عليه السلام قرت عين أبيه بمولده ، وفرحت أمه ( سمانة ) المغربية .

إنقضت سنوات طفولته مع أبيه سريعا ، فذات يوم جاءت رسل المتوكل ، تطلب من أبيه الإمام الجواد عليه السلام تلبية رغبة المتوكل ، بالحضور إلى بغداد ، ويذهب الإمام محمد الجواد عليه السلام لكنه لم يرجع إلى مدينة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد سقاه المتوكل السم فمات ودفن في بغداد.

عند وفاة أبيه ، تقلد الإمام على الهادي عليه السلام ، الإمامه وهو ابن ثلاثة عشر عاما .

وكان أبوه قد أوصى أتباعه بالرجوع إليه في حال حصول مكروه له في سفره إلى بغداد .

فجلس مكان أبيه في المسجد ، وجاءت إليه الناس من مكان ، وأصيبوا بالدهشة لهذا الصبي ، وإحاطته بجميع علوم عصره .

عرف الإمام علي الهادي عليه السلام بأنه كان فاضلا، متواضعا أحبته الناس وسكن قلوب الجميع .

كان يعطف على الفقراء ، وينفق كل مالديه على المساكين والمعوزين من أهل المدينة .

سطع نجم الإمام الشاب ، وجاءت إليه العلماء ، والتفت الناس من حوله ، ولم يكن والي المدينة بعيدا عن مايجري فخاف من علو المنزلة التي حاز عليها الشاب ، فكتب إلى المتوكل أن يخرج الأمام من المدينة وإلا انقلبت عليهم .

أثار كتاب والي المدينة مخاوف المأمون ، فأرسل مبعوثه ( يحي بن هرثمة ) ، لإصحاب الإمام إلى سامراء .

حين وصل المبعوث ضجت المدينة بالبكاء ، خوفا على الإمام عليه السلام .

دهش المبعوث لمكانة الامام العظيمة ، وطمأن الناس بأنه سيحسن معاملته ، ولن يصبه أي مكروه .

وخرج بصحبة الامام إلى سامراء ، عاصمة الدولة الجديدة .

أظهر المتوكل ماكان عليه من خبث فحين وصل الإمام عليه السلام إلى سامراء أسكنه في خان حقير ، يؤمه الأغراب والصعاليك ، وأبقاه فيه بضعة أيام .

وأستمر المتوكل بإسلوبه المتعجرف بالتعامل مع الإمام لقد استدعاه عدة مرات إلى قصره بدون داع، وأمر رجاله ذات يوم بمهاجمة دار الإمام وتفتيشها ، لإيجاد أي ذريعة لقتله ، ولكنهم لم يعثروا في البيت المتواضع على شئ غير

المصاحف .

أكثر المتوكل من استخفافه واستهتاره بمنزلة الإمام علي الهادي (ع) العظيمة، فحزن الإمام ، وأثقلت عليه الهموم فدعا ربه الخلاص من هذا الطاغية المستهتر ، فلم تمض ثلاثة أيام ، حتى قتل المتوكل على يد ابنه المنتصر.

وجد الإمام في عهد المنتصر ، حرية الاتصال بأصحابه وأتباعه ، وطلب منهم القدوم إلى سامراء ، ولم بتأخروا فقد قدموا بصحبة ابنه الحسن(ع) ، وبفضل وجوده في سامراء أصبحت المدينة مقصدا للعلماء ، وازدهرت فيها حركة فكرية ودينية لم تعرفها من قبل .

فبعد أشهر قليلة من توليه الحكم قتل المنتصر ...

تولى المستعين الحكم ، ثم المعتز ، وانتشرت الفوضى في أركان الدولة التي أصبحت تحكم من أمراء الجيش الأتراك.

وسط هذه الفوضى والاضطرابات ، أقدم أحد أعوان المعتز بدس السم لإمام علي الهادي ( ع) . فارق الحياة على أثرها في ٣ رجب سنة ٢٥٤ هجرية ولم يكن عند فراشه حين وفاته أحد غير ابنه الحسن العسكري ( ع) . أقيمت له جنازة مهيبة ، وخرج وراء نعشه الأمراء والقادة والأشراف وولاة العهد ، ومن خلفهم أهالي سامراء يبكون الإمام العظيم .

فسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا.


الإسم: فاضل محمد فاضل  

العمر:  ١٠ سنوات