بقلم / حسام السندنهورى

هل تعلم عزيزى القارىء أن وزير الحربية إبان حرب فلسطين عام 1948م فى عهد الملك فاروق، هو خال المشير / عبد الحكيم عامر الذى تولى منصب القائد العام للقوات المسلحة المصرية ووزير الحربية ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة خلال الفترة الممتده من 7 إبريل 1954م إلى 19 يونيو 1967م وكان رجل عبد الناصر فى المقام الأول.

فالأول وقعت فى عهده نكبة فلسطين عام 1948م، والثانى وقعت فى عهده النكسة 1967م.

ويقولون أن التاريخ يكتبه المنتصرون، لذلك كتبوا عن خال المشير، أنه كان رافضاً فكرة دخول حرب فلسطين وحاول كثيراً مع الملك فاروق الرجوع عن هذا القرار، إلا أن الملك أصر على قراره وكان متوهم أنه سيصلى الجمعة في المسجد الأقصى بعد دخول الجيوش العربية فلسطين وتحريرها.

خرج الملك فاروق من هزيمة حرب 1948 بعزم قوى لإجراء إصلاحات جذرية في الجيش المصري، تبدأ بالتخلص من محمد حيدر باشا القائد العام ووزير الحربية، ومجموعته، باعتبارهم المسئولين عن الهزيمة، اقتنع الملك بضرورة إعادة بناء الجيش، بالاستعانة ببعض الخبراء العسكريين الألمان السابقين، وبالفعل بدأت لقاءاته السرية بالجنرال آرتور شميت أحد قواد جيش رومل، وصل شميت إلى القاهرة في 11 يوليو 1949 باسم: "الهر جولدشتاين".

 

كان أول طلب للجنرال شميت: دراسة أوضاع الجيش المصرى على الطبيعة، وانتقد تفكير حيدر باشا بإنشاء فرق منفصلة للدبابات والمدفعية والمشاة، وهذا وحده كفيل بعرقلة أى هجوم، ولا يتوافق مع أساليب الحرب الحديثة، وطلب تقارير الحرب للوقوف على أسباب هزيمة 1948 بالإضافة إلى صور من الأوامر الأساسية التى أصدرتها القيادة العليا للجيش، فرفض حيدر باشا بشدة، كما انتقد ضعف أركان الحرب وإدارة الحرب في فلسطين بأساليب القرن التاسع عشر.

والحديث يطول عن خطط الجنرال شميت، بالاستعانة ببعض المستشارين العسكريين الألمان، وطموحاته فى إعادة بناء جيش مصرى قوى، وفقاً لأحدث أساليب الحرب، وإحداث نقلة نوعية فى فرق المدرعات والمدفعية، والعمل على إنشاء قوة جوية لا تقل عن 2000 طائرة حربية

بعد انتصار القوات الإسرائيلية في حرب 1948، استعانت الجامعة العربية بشميت لتدريب الجيش العربي. عندما كان يعيش في القاهرة، استخدم اسماً سرياً "الهر جولدشتاين". أصبح شميت ساخطاً لما رآه من مكائد دبرها بعض الجنرالات المصريين ضده، وأبدى استنكاره عام 1950، ثم استقال وعاد إلى ألمانيا

طبعًا كان لابد من أن يصوروا محمد حيدر على أنه ضد الملك و مع الضباط الأحرار و أنه كان يعلم بوجودهم فى صفوف الجيش إلا أنه رفض أن يشى ويخبر الملك بوجودهم.

وتوفى محمد حيدر فى 1957 للأسف قبل أن يشهد على نكسة يونيو 1967 التى تسبب فيها المشير عامر وضاع ما ضاع من الأراضى العربية فى هذه النكسة.

إنها فعلًا عائلة تتميز بالهزائم العسكرية حتى وإن برروا الأسباب مثل أن حيدر كان يعارض دخول حرب فلسطين فماذا عن67 و ابن اخته الذى تسبب فيها..