هل تتحول ليبيا ....الى فيتنام جديدة للجيش المصرى ؟

بقلم / حسام السندنهورى

20/7/2020   10-45م

كنت قد قررت ألا أتدخل فى الشئون السياسية كتابةً بالإضافة الى الحديث بها.إلا أن كلمة الدكتور / عبد الله الأشعل ظلت تتردد على أذناى كالعادة فى مثل هذه المواقف الصعبة و الحرجة التى تمر بها البلاد(مصر) و أمتنا العربية و الإسلامية،وكانت كلمته تقول و التى سمعتها منه فى ندوة بمكتبة القاهرة الكبرى منذ سنوات عده تقارب العشرين عاماً حيث قال :-

"اللى ما يقولش رأيه يبقى خاين"

لذلك قررت أن أكتب فى موضوع الحرب المزمع نشوبها بين مصر (السيسى) نعم أقصد ما أقول،و أكررها مصر (السيسى)و بين تركيا(اردوغان-الاخوان) و ذلك فى حدود و على حسب معلوماتى المتواضعة و خبراتى الحياتيه.

و الحمد لله حتى كتابة هذه السطور لم تنشب الحرب للآن،و أتمنى ألا تنشب و ألا تقع مصر (السيسى )فى الفخ المنصوب لها.

البداية//

طبعاً كلنا سمعنا عن الحرب الفيتنامية و التى تكبدت فيها الولايات المتحدة الامريكية خسائر كبرى رغم قوتها العسكرية الكبرى.

و لا أدرى لماذا قفز إلى ذهنى هذا المثال الآن و أنا أتابع الأحداث الجارية فى هذا الشأن و ساورنى القلق من أن تتحول الأرض الليبية إلى فيتنام جديدة بالنسبة للجيش المصرى.

فعلى حسب علمى أنك حينما تذهب إلى ليبيا عبر منفذ السلوم الذى يوصلك إلى منفذ إمساعد الليبى لتدخل الأراضى الليبية فإنك تضطر إلى صعود ما يشبه الهضبة بالمركبة التى تستقلها صعودا إلى منفذ السلوم و منه إلى منفذ إمساعد البوابة البرية للأراضى الليبية.

و السؤال هنا كيف ستستطيع القوات البؤية المصرية صعود مثل هذا العائق المنحنى الصاعد عبر هذه الهضبة؟

ثانياً على حسب علمى فإن هناك ما يسمى ببحر الرمال العظيم الذى يفصل بين الحدود المصرية و الليبية بطول الحدود و هذا حسب علمى و هنا يأتى دور السؤال الثانى كيف سيتم عبور هذا المانع البرى بالنسبة لأى قوات برية تأتى من الجهة الشرقية لليبيا؟

الخريطة//

عندما تنظر إلى الخريطة الجغرافية فإنك تجد تركيا جنوب البحر المتوسط أى شمال مصر لا يفصلهما سوى البحر المتوسط.

أى أن الحرب لو نشبت و إمتدت و تطورت فيما بعد فقد تجد هجوماً من الشمال و قد تكون هناك حروباً بحرية و إسقاطات على الشواطىء الشمالية لمصر و يسهل كذلك الأمر بالنسبة للجوم الجوى من جنوب المتوسط حيث تركيا على الشمال المصرى.

فتركيا ليست من السذاجة و أى كيان مكانها سيتغل هذا الأمر فى حال تكبده خسائر فى أرض المعركة بليبيا.

وهى لن تسمح بالهزيمة مهما كان الأمر حيث تتسم الشخصية التركية بالعناد و المكابرة.

تركيا و الاخوان و قطر//

حينما تنشب حرباً فى مثل هذا الموقف فإنك لن تواجه تركيا الدولة و النظام بها فقط بل ستواجه تنظيم الإخوان الدولى  كما ستكون هنا دولاً مموله لها مثل قطر التى تتميز علاقتها مع تركيا و تنظيم الإخوان الدولى بالعلاقات المتميزة بالإضافة إلى الدول الأخرى التى تدعم تنظيم الإخوان الدولى.

إذاً فالحرب لن تكون مع تركيا فقط و يجب أن يوضع هذا بالحسبان

المستهدف هو الجيش المصرى و الرئيس السيسى//

إن الهدف الحقيقى وراء التحركات التركية بخلاف العوائد و المنافع الإقتصادية لوجودها فى ليبيا هو القضاء على الجيش المصرى و الرئيس السيسى شخصياً عن طريق إلحاق الهزيمة بهما ليتزحزحا من ترأس السلطة فى مصر و محاولة إعاادة الحكم الإخوانى لمصر مرة أخرى.

وهنا أقول إننى إذا ما خُيرت فسأختار حكم الجيش و الرئيس السيسى فهما أفضل من حكم الإخوان مليون مرة.

فإذا نجحت الخطة و تم تدمير الجيش المصرى و نظام الرئيس السيسى فإن الخاسر سيكون هو مصر و شعبها و ليس الجيش و الرئيس السيسى فقط.

الحل//

و بصراحة إذا خُيرت فسأختار ألا يدخل الجيش و يتورط فى ليبيا و أن أضحى بالجار مقابل الحفاظ على الجيش و رئيس البلاد.

و بصراحة أخرى فعلى الليبيين أن يدافعوا عن أنفسهم و عن

وطنهم.فحل تسليح القبائل الليبية الذى اقترحه الرئيس السيسى حل يبدو فى الأفق أنه حل مناسب وواقعى بالإضافى إلى تقوية الجيش الوطنى الليبى و إمداده بالسلاح ليدافعوا جنباً إلى جنب عن أراضيهم.

فيجب ألا تتحول ليبيا الى فيتنام جديدة للجيش المصرى ليغرق فى مستنقع الأرض الليبية و يدخل هذا إذا ما إستطاع الدخول و لا يستطيع بعدها الخروج من هذا المستنقع.

كلمة أخيرة//

قرأت تعليق من أحد الليبيين حيث قال إن ليبيا ساعدت مصر فى حربها فى أكتوبر 73 و قد حان الأوان لرد الجميل.

فأجيبه:-

بأن الظروف غير الظروف فقد كان هناك إتحاداً وقتها يسمى بإتحاد الجمهوريات العربية بين مصر و ليبيا و السودان.

أما الان فكل دولة إنفصلت عن هذا الإتحاد و كل دولة باتت تتحمل مسئوليتها بنفسها  و اللى محتاجة البيت يحرم على الجامع.

و إذا كان لابد من الحرب فلابد أن تكتل مصر تكتلاً دولياً ضد التدخل التركى فى ليبيا و ألا تحارب بمفردها فهناك قبرص و اليونان و فرنسا و إيطاليا و الدول العربية التى ترفض التدخل التركى فى ليبيا .

أما أن تحارب بمفرها فرأيى لا لهذه الحرب المنفردة.