نكسة يونيو 67...يوم ماتت آمال الوحدة العربية

بقلم/حسام السندنهورى

إن هزيمة 5/يونيو 1967م أو النكسة، سمها ما شئت، لم تكن هزيمة عسكرية فقط، بل كانت هزيمة سياسية للنظام المصرى بقيادة الرئيس/جمال عبد الناصر، والذى إشتهر عصره بالمد القومى العربى وآمال الوحدة العربية فيما بين الشعوب العربية.

بالرغم من قسوة الهزيمة العسكرية التى مُنىَّ بها النظام الناصرى، إلا أن الهزيمة على الجانب السياسى كانت أكبر وأضل سبيلًا.

فقد ضاعت كل الآمال فى الوحدة العربية، ولم يتبقى سوى إسم على غير مسمى وهو جامعة الدول العربية، ذلك الكيان الذى يعتبر كالمخدر فى دماء جسد الإنسان العربى موهمين إياه بأن الجامعة تعمل على الوحدة العربية أو هى رمز الوحدة بالفعل.

ففى ظل توحد ودمج الدول فى كيانات دولية كبرى، كالإتحاد الأوروبى، على سبيل المثال نجد التشرذم العربى يتسع ثم يتسع أكثر فأكثر ودول عربية تتقسم كالسودان ودول تدمر كسوريا والعراق وليبيا واليمن، كل هذا بدايته الإنهيار السياسى فى أعقاب نكسة 5/يونيو1967م.

وإذا نظرنا إلى أسباب الهزيمة سنجد الأسباب تتعدد ما بين أسباب داخلية وأسباب خارجية فالجيش المصرى فى عهد عبد الناصر إنخرط فى الحياة المدنية بما أثر على الكفاءة القتالية للقوات وذلك حسب وصف المشير عبد الغنى الجمسى القائد العسكرى المصرى الشهير و الذى تقلد العديد من المناصب أبرزها وزير الحربية و القائد العام للقوات المسلحة و الذى بين فى تلك المذكرات العديد من الأسباب التى حدثت على صعيد الجبهة الداخلية و التى أدت لحدوث سلبيات كبر فى النظام المصرى آنذاك كانت من ضمن أسباب الهزيمة العسكرية.

كما تتمثل بالطبع الأسباب الخارجية، أنها على المسنوى الدولى كان هناك صراع دولى فيما بين النظام الناصرى و القوى الدولية و لعل أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية التى على سبيل المثال الداعم الأكبر لدولة الإحتلال الإسرائيلى ومساندتها فى تحقيق أهدافها و خططها فى المنطقة العربية بل والإسلامية أيضًا والتى تمتد لتصل الى منطقة الشرق الأوسط ككل.

ولكن لكى لا تكون الصورة قاتمة وسوداء، فماذا علينا أن نفعل؟؟.

الإجابة ببساطة:-

أولًا// نريد قائد عربى

تلتف حوله الجماهير والشعوب العربية من أجل تحقيق آمالها فى التكامل والتضامن العربى فيما بين الشعوب العربية.

ثانيًا//جامعة الدول العربية

إما أن يتم تطويرها لخدمة الشعوب العربية وليس الأنظمة العربية ضد شعوبها وإما أن يتم إلغائها وإيجاد بديل لها قادر على تلبية مطالب الشعوب العربية فى الحرية والتقدم والوحدة

ثالثًا//زيادة الوعى

يجب أن يتم زيادة الوعى لدى الجماهير بأهمية التكامل العربى فيما بين الشعوب العربية وحكوماتها وأنظمتها الحاكمة لأن أى منهم بمفرده لن يحقق المطلوب منه

رابعًا// الإجراءات

تحديد الإجراءات السياسية والإقتصادية التى يجب إتباعها من أجل تحقيق التعاون والتكامل والتضامن العربى فيما بين الدول العربية بما يحقق مصالحها العليا وتحقيق التقدم والرخاء للشعوب العربية.

لا نريد أن يكون 5يونيو1967م يومًا للبكاء على اللبن المسكوب، فنحن نريدة يومًا ودرسًا نتعلم منه، نتعلم من ماضينا من أجل غد أفضل ومشرق أما من يأخذوا من هذا اليوم يومًا للبكاء على الأطلال فنقول لهم إبتعدوا عن مستقبلنا وإرحلوا بعيدًا.

فالمستقبل لا يرحب بالمتشائمين، فالمستقبل للمتفائلين والمتفائلين فقط.

فإن لم نتعلم من ماضينا وهزائمنا، فلا أمل لنا فى المستقبل سواء المستقبل القريب أو المستقبل البعيد، فهناك العديد من الدول التى منيت بهزائم عسكرية كبرى ولكنها إستطاعت أن تعبر المحن والأزمات التى مرت بها، وها هى الآن تتبوأ مكانة متقدمة بين دول العالم المتقدم كدولة اليابان، فهى الآن من بين الدول المتقدمة فى جميع المجالات بقوة إرادتها وعزيمتها فى تحقيق التقدم والرقى والإزدهار.

فنحن لم نكن أول ولا آخر دولة هزمت فى حرب من حروبها، ولكننا نستطيع أن نتعلم من أخطاء الماضى وعدم تكرار الأخطاء السابقة، ولكن للأسف هذا لا يحدث فنحن نكرر أخطاء الماضى لذلك ستتكرر كوارث الماضى فى حاضرنا، وإن لم يحدث فى حاضرنا، فسيحدث فى مستقبلنا.

لذلك نكتب ونكرر ونوضح الأخطاء الخاصة بالماضى حتى لا تتكرر فى حاضرنا أو مستقبلنا.