أمريكا وإسرائيل ليسا وجهان لعملة واحدة.

بقلم/حسام السندنهورى

يقارن الكثيرون فيما بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، بأنهما وجهان لعملة واحدة، ألا وهى الإستيطان.

فمن الشائع أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت على أكتاف المهاجرين إلى أراضيها، الذين طردوا سكانها الأصليين – الهنود الحمر – وأخذوا أراضيهم وعاشوا وتوطنا فيها.

بينما على الجانب الآخر، قامت دولة الإحتلال الإسرائيلى أيضا على فكرة الإستيطان الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية والذى لا يزال مستمرً حتى يومنا هذا، حيث الإحتلال الإسرائيلى لايزال يبنى ويقيم المستوطنات الإسرائيلية على الأراضى الفلسطينية.

إلا أنه يبقى هناك إختلاف جوهرى وعميق بين الإثنين، ألا وهو أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تستند إلى الأكاذيب التاريخية و الدينية فى إستيطانها لأراضى الهنود الحمر فى أمريكا، بل كانت تستند إلى مبدأ القوة فى ذلك، وليس غيرها.

بينما الإحتلال الإسرائيلى يستند إلى الأكاذيب التاريخية والدينية فى شرعنة إحتلاله للأراضى الفلسطينية وفلسطين ككل.

ففى كتاب "الدولة اليهودية" ل/تيودر هيرتزل وهو يقارن بين دولتى الأرجنتين وفلسطين وأيهما أكثر صلاحية لإقامة الدولة اليهودية نجده يكتب صفحة 66 (طبعة مكتبة الشروق الدولية – ترجمة محمد فاضل) عن فلسطين قائلًا:- " أما فلسطين فهى وطننا التاريخى الخالد فى ذاكرتنا أبد الدهر، فبمجرد ذكر إسم فلسطين يجذب شعبنا بقوة هائلة، فإذا ما أعطانا فخامة السلطان فلسطين، سنقوم بتدبير جميع الموارد لتركيا".

و صفحة 77 من نفس الكتاب نجده يصف الدولة اليهودية التى ينادى بإقامتها بأنها أرض الميعاد "لأن دولتنا يجب أن تكون حقًا أرض الميعاد".

لذلك فلا غرابه فى أن الدولة اليهودية أو الإحتلال الإسرائيلى كوصف أدق لهذا الكيان، إستطاعت الصمود كل هذا أمام الصعاب التى واجهتها عبر تاريخها الإستعمارى، وذلك لأنها تستند إلى أسانيد تاريخية حتى وإن كانت مغلوطه إلا أنها تساعد على تماسكها و صمودها.

لكن على النقيض الآخر لا تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية هذه الصفة، مما يجعلها عرضة للإنهيار فى أى لحظة، خصوصا وأنها أكبر دولة فى العالم بحجم المديونيات، لذلك تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على دعم إسرائيل، حيث أن إسرائيل تساعد فى دعم الإقتصاد الأمريكى حتى لا ينهار، وذلك عن طريق اللوبى اليهودى فى الولايات المتحدة الأمريكية.

كما نجد فى موسوعة "اليهود واليهودية والصهيونية" ج 7 صفحة 73 للدكتور عبد الوهاب المسيرى أنه يذكر:-

"وتذهب العقيدة الهيونية إلى أنها تهدف إلى توطين اليهود فى دولة يهودية خالصة(ومن ثم طرد العرب) لأى سبب من الأسباب الآتية:

1 – أن تصبح الدولة مركزًا ثقافيًا ليهود العالم.

2 – أن يحقق اليهود حلمهم الأزلى بالعودة لوطنهم الأصلى." إلخ.

ولاحظ هنا البند الثانى ووصفه بالوطن الأصلى، أى أنهم يشرعنون للعدة إلى فلسطين على أنها وطنهم الأصلى، بما يكسبهم شرعية و حق فى إحتلال فلسطين.

لذلك فإن أن الفكرة التى طرحها ثيودر هيرتزل فى كتابة الدولة اليهودية الذى أشرت إليه سابقًا، حيث طرح فكرة إقامة الدولة اليهودية فى الأرجنتين لم تلقى القبول فيما بعد وإتجهت الأنظار إلى فلسطين حيث المزاعم اليهودية من الناحية التاريخية و الدينية، مثل وجود الهيكل الخاص بهم فى القدس وما إلى ذلك قبولًا أكثر من فكرة إقامة الدولة اليهودية فى الأرجنتين.

و برغم كل هذه المزاعم اليهودية الصهيونية، إلا أن أصوات الحق لازالت موجودة، فمنذ وقت قريب إنتشر فيديو للدكتور محمد عمارة يدحض فيه المزاعم اليهودية الإسرائيلية بأنهم هم من بنوا القدس، حيث فند د.عمارة من الناحية التاريخية أن من بنى القدس هم العرب وذلك بالتواريخ التى أكدها فى كلمته فى الفيديو الذى إنتشر مؤخرًا عبر منصات التواصل الإجتماعى، خصوصا الفيسبوك.

وأؤكد من هنا عبر هذا المقال أنهه مهما غاب الحق لفترة حتى وإن طالت فلابد وأن يظهر يومًا من الأيام، مهما طال الزمن، ولابد من أن يعود الحق لأصحابه ذات يوم قادم لا محاله.

وإن غدًا لناظره قريب، وإذا إستطاع اليهود فى ظل ظروف دولية وعالمية من أن يأخذوا ما لا يستحقون أو يملكون، فإن يومًا ما قادم بكل تأكيد ستتضح الحقائق ويعود الحق لأصحابه الأصليين وهم الفلسطينيين أصحاب الأرض، أرض فلسطين العربية الأبية.