انتشرت سيارة الفورد فليكس في الشوارع، الرمادي منها خاصّة يعيد لي بعض ذكريات الطفولة ولا أعرف حقيقة إن كان هذا الطراز كان موجوداً فعلاً ذاك الزمن أم أن ما أذكره شيء يشبهه. ولأنها لا تروق لامي وضعتها في رفّ الأمنيات التي أتأملها كلما حانت لي سانحة.

كنت أحضر دورة في المجلس البريطاني ومن المناظر الطبيعية في تلك المنطقة رؤية السيدات بدراجاتهن. في اليوم الذي بحثت فيه مطولاً عن سيارة الفورد، رأيت سيّدة مسنّة تحاول ركوب دارجتها، وأعني فعلاً أنها كانت تحاول ركوبها لأنها قفزت عدة مرات ولا أدري كم مرة بعد ذلك لأني وصلت وجهتي. 

ابتسمت للمفارقة الساخرة التي وجدتها: في حين كنت أفكر  بسيارة لا تقل قيمتها عن 110 آلاف ريال، هناك سيدة مسنّة جاءت من مكان بعيد، تعمل أحدَ عشر شهراً متواصلة بشفتات ليلية ونهاريّة، تحاول امتطاء دراجة لا تزيد عن ألف ريال على الأرجح. 

نتفق أن المردود المادي المغري هو من الأسباب الرئيسية لوجودها وغيرها، لكن ما هي الخيارات التي كانت متاحة لها قبل هذا العمر؟

بغض النظر عن كل الميزات المادّيّة التي ستتاح لك في عمر الستين أو السبعين، هل ستفضلها على صباح حافل بالعمل الاجتماعي والأسري والعلمي ربّما، ومساء تسترخي فيه مع أهل بيتك، ونهاية أسبوع ضاجّة بالأقارب والأحفاد؟

أمّا أنا، فلا ( : 

طرف من القضية في المدونة الجادّة: http://bit.ly/1j7yAW6