فواز المالحي*
الإذاعة في الصباح هي الصوت الأعلى الوحيد الذي يستطيع الإنسان الاستماع له في كل أحواله النفسية، سواءً كان يشعر بالنعاس او مزاجه غير جيد، وفتح المذياع حتى يصل الى العمل او يقضي به وقت الانتظار في الطريق وغيره.
الفترة الصباحية مهمة لأن الذهن يكون جاهز لاستقبال أي معلومة، وغالباً ما يكون يستوعب أي لغة اتصالية بالصوت او المشاهدة، حسب الدراسات النفسية التي تشير إلى ان الاستيعاب صباحاً 100% .
مؤسف جداً ان يبدأ الصباح في الاستماع الى مياعة المعلومات الفارغة من الرسالة الجيدة والمعلومة المفيدة التي يفترض ان تؤديها الإذاعة برسالة راقية ومعلومات مفيدة .
ويستمر المذيع والمذيعة في الضحك والاحاديث الجانبية، والتعليقات التي لا يستفيد منها المستمع ونسيان المشهد الأثيري للإذاعة، بكثرة التهريج والضحك المبالغ فيه والاستخفاف بالجمهور ، واعتبار جمهور الاذاعة جمهور سطحي التفكير .
كُنت كل صباح افتح الإذاعة، واسمع اصوات استفزازية من بعض المذيعين، او المتصلين الاغبياء الذي يظنون انهم محور الكون، والمؤسف ان الإذاعة تمرر لنا تلك الاصوات والمشاركات البشعة التي تلوث يوم المستمع.
حتى أسلَمت عن كفر الإذاعات، اصبحت اعتمد على رسائل مصورة بالفيديو والصوت للكتب والنواصي التي يلخصها ويعدها الدكتور احمد العرفج عبر حسابه على سناب شات ومن ثم يوزعها لكل اصدقائه في رسالة واتساب جماعية، مليئة بالمعلومات والإفادة، طبعاً لا يكتب من بنات افكاره، بل يصور ما يقوله لها سواءً من كتاب او مذكرات ورقية لخص فيها معلومات ما قرأه، هذا ليس مدح لطرف وذم لطرف، ولكن كيف يمكن لكل معارفي ان تصل لهم رسالة جيدة من صديق او محتوى ممتلئ من أي طرف آخر.
من يحمي عقولنا ومسامعنا من فوضى البرامج الإذاعية، هي رسالة ناصحة لهيئة الإعلام المرئي والمسموع، من فضلكم فقط الإشرف على البرامج الصباحية لأنها رسائل الدُنيا وبداية اليوم السعيد، استعينوا بكبار الإعلاميين والمفكرين المثقفين، والمثقفين لكي يصنعون يومنا بشكل جيد ومعلومات جميلة .
*صحافي سعودي