يقول الكاتب المفكر أحمد العرفج، لا تمدحني لا تكتب عني بعد الموت اسعدني في حياتي، اما بعد وفاتي فقط احتاج الى الدعاء.

 يتحقق ما قاله العرفج في ان الشخص اثناء حياته لا أحد يتجه له بمدح او ثناء وكثيراً ما نلاحظ رموز وشخصيات يصلون الى حد الحاجة والفقر والمرض، ولا يجد الدعم او المساعدة، وحتى تغريدة في تويتر لايتذكره بها احد، ولعل قصة الفنان الراحل عبدالله الصريخ الذي غنا أكثر من 50 عام ولم يلتفت له احد، وبعد وفاته بساعات تحول تويتر الى سرادق عزاء، مقاطع اغنيه انتشرت واصبح الجميع يتحدث عنه، وتحول الجميع الى اصدقاء له وانهم كانوا مقربين منه .. الخ، والسبب انه ميت لايستطيع تكذيبهم .

وقال العرفج، اذا مرضت لاتكثر السؤال والتساؤل عن سبب مرضي وما الآثار التي اشعر بها وكيف العلاج، لأن ذلك يرسخ المرض لدى المريض ويقتنع عقله الباطن بالداء وربما لايستجيب الى الدواء.

 في الواقع ماذا يريد المتصل من المريض الذي يون من المرض، هل فقط سماع صوته وهو مريض حتى اذا مات، قال: انا كلمته قبل وفاته بساعات وكان طيب، لا ياسيدي لم يكن طيب بل كان في قمة مرضه وانت فقط تريد التخلص من الثقل الاجتماعي الذي على ظهرك لتتخلص من داء المجاملة، انتبه ان تتصل بمريض اجرى البواسير وتقول: ماشاء الله انت طيب صوتك طيب، هو ليس طيب ولكن احضر كل طاقته حتى يرد على اتصالك .

اما الاتصال الهاتفي، عارضه العرفج وقال انا لست محمد عبده او ورده حتى تتصل لتسمع صوتي، تستطيع قضاء حاجتك مني بالتواصل عبر الكثير من التطبيقات.

 هذا واقع الكثير من الاشخاص لعدم معرفتهم بفن الاتصال، وتقييمه وقت الآخرين واحترام خصوصيتهم ، ويظن ان عليهم الرد عليه متى ما اتصل، وتجده يتصل في الواتس اب لكي تنتبه لرسالته التي يمضي عليها 12 ساعة مكتوب فيها ( مساء الخير ) وماذا بعد مساء الخير، لماذا لاتدخل في الموضوع مباشرة وتريح نفسك، او تكتب " ضروري" ويصبح الضروري لديك، ليس هام ولا عاجل لدى الشخص الآخر فيضعك في القائمة السوداء .


رسالتي إلى الكاتب أحمد العرفج، انت شخص متزن وتعيش الحياة بفن وفلسفة رائعة، وهنا الاختلاف في طريقة الحياة، تحققها في سعادة الساعات التي تقضيها، ليس كغيرك الذي يقلد الآخرين حتى في موعد نومهم ومأكلهم، شخصية لن تتكرر كثيراً مثل الحالة الشمسية، اراك تحاول كثيراً تثقيف الآخرين بالتجارب الواقعية والعادات الاجتماعية وهذه بداية التغيير التي تؤثر فيهم بالفعل، مجتمعنا يحتاج الى امثله، واكرر في حياتك يا احمد العرفج ان شخص مميز ورائع ومبدع وتستحق ان تنتقل الى لقب مفكر وليس فقط كاتب.


فواز المالحي
السعودية / جدة