هذا الفصل بعنوان :

تاريخ مخفيّ 


مملكة (آشا)...مملكة تمتدّ على مساحة قارّة بأكملها، يسكنها أكثر من سبعة و عشرين مليون نسمة، تتكون من أربع و عشرين منطقة تتميّز أغلبها بمناخها المعتدل و خصوبة أراضيها مع تنوّع من حيث الاختصاص الاقتصادي كالصّناعة و الفلاحة و التّجارة و غيرها.

تمتلك هذه المملكة أكبر شبكة سكك حديديّة في العالم حيث تربط شبكة رئيسيّة بين كل هذه المناطق بينما تمتلك كل منطقة شبكة سكك فرعيّة تربط بين كل من المدينة الرئيسيّة للمنطقة و قراها، كما تعدّ هذه الشّبكات أحد أهم عناصر اقتصاد المملكة حيث تمثّل قطارات نقل البضائع %80 من مجموع القطارات بينما تمثّل قطارات السّفر %20 منها فقط...و لهذا يسمّي البعض هذه المملكة بمملكة الألف قطار و قطار.

 

كان (أحمد) يحدّق بالنّافذة، ينظر من خلالها إلى كلّ تلك المناطق الجبليّة الجميلة ذات السّحر الأخّاذ.

بعد برهة جلس قبالته كهل ضعيف البنية، طويل القامة، تميّز بالعديد من التّجاعيد التي غزت وجهه الأسمر ذو الملامح سهلة النّسيان، إضافة إلى شعره الأبيض الذي لم تنجح قبّعته البنيّة البالية في إخفاءه، كما كان يرتدي معطفا أخضر طويلا و كان يحمل كتاب جيب أسود تماما قد أمسكه من الوسط بإبهام يمناه.

 في البداية لم يكن (أحمد) مهتما بذلك الكهل لكنّه سرعان ما لاحظ كيفية تحويل نظرات هذا الرجل بين الصّفحات التي كان يقلّبها بسرعة و حقيبة (أحمد) التي كان يضعها بين قدميه.

خلال لحظات استنتج الفتى أنّ هذا الرّجل هو مجرّد سارق بسيط العقل و غبيّ التّمثيل فحاول العبث معه لإشباع فضوله الذي لم يجد له أيّ طريقة لكبحه و ليتأكّد ممّا استنتجه أيضا.

بدأ (أحمد) بمحادثة مملّة كالتي يفعلها الجميع في الآونة الأخيرة: الحديث عن برودة الطّقس هذه الأيّام ثم حال البلاد بعد موت الملك منذ عدّة أيّام و تولّي أكبر أبنائه الثّلاثة الحكم و التّراجع الاقتصادي الملحوظ.

عندها وقع الكهل في خدعة الفتى و بدأ بمجاراته في الحديث و بعد بضع محادثات خفيفة أحسّ (أحمد) بأنّها اللّحظة المناسبة لإطلاق أسهم أسئلته بعد أن أحسّ بارتياح فريسته نحوه:

-" إذا يا سيّدي... ما الكتاب الذي تقرؤه ؟"

 لم يترك الفتى له الفرصة ليجيبه و أضاف قائلا:

-" لقد لاحظت أنّك تقلب صفحاته بسرعة، يبدو أنه شيّق...ما عنوانه ؟"

لم يكد (أحمد) ينهي جملته حتّى تغيّرت سحنة وجه السّارق بلمح البصر فبدأ ينظر إلي (أحمد) مصطنعا الهدوء و عدم الاكتراث:

-  " ماذا يا ولد ؟..آآ..ما بك ؟! ألا يمكنك أن تصمت كي أستطيع القراءة هنا لبعض الوقت"

-" آسف لأنّني أزعجتك لكنّني فضوليّ بطبعي و أردت أن أعرف فقط ما الذي تقرأه ؟"

 -  " آ..آ..إنه كتاب عن...آ"

و لكنّ (أحمد) أفسد كلّ خدعته بخطأ لا يمكن إصلاحه حيث لم يستطع إمساك نفسه فابتسم ثم تحوّلت الابتسامة إلى ضحك و قهقهة متواصلين فشعر الرّجل السّارق بالغضب و احمرّ وجهه قائلا:

-" اسمع يا ولد... لا وقت لديّ لمثل هذه الألاعيب السّخيفة...من أنت ؟ و ماذا تريد ؟"

-" آسف...أنا أردت فقط العبث معك قليلا لكن عليك حقا أن تحسّن أداءك فأنت ممثّل فاشل ! تظاهرك بأنك "مثقّف" غير مقنع بتاتا لكن مازلت أريد أن أعرف نواياك الحقيقية وراء كل هذا الوهم"

بدا على وجه الرّجل التعجّب و الارتياب ثم ّقال مبتسما:

-" آه يا إلهي !..يبدو أنك كشفتني"

ثمّ تنهّد بطريقة غيّرت نبرة صوته فوضع الكتاب بجانبه و وقف مخرجا سكّينا من المعطف و قال بنبرة صوت مخيفة:

-" لكن عليّ قتلك الآن"

انبعث شعور بالرّعب الشّديد في قلب (أحمد) الذي قال في نفسه: "تبّا ! يبدو أنّني قد بالغت قليلا في خدعتي..لقد شعر بأنّني أستفزّه..ماذا عليّ أن أفعل الآن ؟"

كان شعورا شبيها بألم وخز مائة إبرة في الوجه دفعة واحدة، كانت أوّل مواجهة له مع الخطر الحقيقي.

فجأة أحسّ الفتى بألم خفيف في قلب جبهته فتذكّر أنّها كانت المنطقة التي كان عمّه يقرصه منها من أجل التدرّب على "وجه البوكر".


وجه البوكر  (Poker Face) -يطلق عليه أحيانًا "التعبير الفارغ"- :هو تقنية كلاسيكيّة اشتهر بها لاعبو لعبة البوكر و هي عبارة عن تعبير وجهيّ يتميز بوضع محايد لسمات الوجه ، مما يعني أنّه لا يمكن لأحد أن يعرف ما يشعر به مستعمل هذه التّقنية لهذا فهي تعدّ قاعدة أساسيّة لدى كلّ ساحر لضمان السّيطرة الكليّة على العرض.


 تفاجئ السّارق لعدم وجود أي ملامح خوف بادية على وجه الفتى، كان باردا تماما بينما بدأ عقل (أحمد) يشتغل بأقصى ما لديه باحثا عن حل للخروج من هذا المأزق بأقلّ عدد ممكن من الأضرار ثمّ بدأ يتحدّث إلى الرّجل بكلّ هدوء و رويّة :

-" ماذا بعد ذلك ؟...حتى إن قتلتني فلن تجني سوى السّجن و العذاب فكما تعلم نحن في قطار لذا لا أظنّ أنّك تريد حفر قبرك بيديك، أليس كذلك ؟"

ابتسم الرّجل فجأة بعد أن كان يغلي من الغضب ثم هدأ و أعاد السّكّين إلى جيبه فعلم (أحمد) أن قد نجح في التّأثير عليه.

ساد الصّمت للحظات ثم قال السّارق بعد أن ضحك ضحكا يكاد يكون جنونيّا:

-  " أحسنت أيها الثعلب الصغير..رغم جسدك الضّعيف هذا فإنّك لم تستسلم للخطر و قاومت لتعيش."

عادت لحظات الصّمت المميتة مجدّدا، لم يستطع الفتى تحمّل المزيد حيث ارتفعت دقّات قلبه و بدأ وجه اليوكر خاصّته بالاختفاء فهمّ بالرّحيل قائلا في نفسه : "ما كان عليّ أن أعبث معه من البداية..كان عليّ أن أرحل من هذه العربة فقط..اللّعنة على فضولي !"، لكنّ السّارق استوقفه قائلا:

-" إلى أين أنت ذاهب؟"

 فأجابه (أحمد) بكلّ ما تبقّى له من برودة :

-" إلى مقطورة أخرى"

 ابتسم الرّجل مجدّدا مخرجا السّكّين ثم رماها من النّافذة و ردّ محدّقا بالفتى:

-" ما رأيك الآن ؟ أمازلت تحتاج إثباتا آخر بأنني لن أؤذيك ؟"

 عاد (أحمد) إلى الجلوس بعد أن هدأت نفسه فقال السارق مبتسما:

-" إذن ما رأيك لو نعود الآن إلى حديثنا كأنّ شيئا لم يحدث ؟"

ظلّ شيء بداخل الفتى مضطربا فبقي صامتا بينما بدأ الآخر بالحديث :

-" إذا...يبدو أنّك تريد أن تعرف من أكون...

و أكمل واضعا كفّ يده اليمنى على ركبته قائلا:

-" أنا سارق ذو خبرة كبيرة، أقوم بسرقة النّاس من القطار و المحطّة و أنت من تكون ؟"

أخرج الفتى نفسه من سحابة الغضب و الارتباك بسرعة قائلا في نفسه: "يا ل غرابة هذا الرّجل..إنّه يخبرني بأنّه سارق بكلّ فخر كأنّه يؤمن بأنّها مهنة محترمة." ثمّ ابتسم مجيبا:

-" دعنا نبدأ بتعرف أسمائنا أوّلا..أنا أدعى (أحمد)، ما اسمك ؟ "

- " أنا صالح."

 لم يستطع (أحمد) إيقاف ضحكة ساخرة قد فلتت من فمه ثمّ أضاف قائلا:

-" اسم جميل لكن ألا يبدو لك أنّه غير مناسب لمهنتك ؟"

-" ما الذي تقصده ؟"

-" فقط فكّر في الأمر قليلا..."صالح السارق" إنّه اسم يحمل إيقاعا جيّدا..ها ؟"

فابتسم (صالح) قائلا: " أنت محق لكن..." ثمّ تنهّد مضيفا :

-" أحقّا تظنّ أنّ المجرم ولد مجرما ؟ أنا إنسان مثلك لكنّني عانيت ظروفا قاسية مبنية بسبب الفقر، لقد ترعرعت بين هذه الشوارع، يتيما بسبب تلك الحرب ممّا جعلني أسرق لأعيش في هذا العالم القذر..."

 -" انتظر..حرب ماذا ؟"

- " حرب الجفاف، ألم تسمع بها من قبل؟"

 -" لا، على الإطلاق"

- " هذا غريب ؟! ما الذي يعلّمونه لكم في المدرسة ؟"

- " لِمَ لا تحدّثني عنها قليلا ؟"

- " حسنا..لكن علينا أن نخفض أصواتنا قليلا فمن المكروه الحديث عنها و لا تتوقّع منّي الكثير فلقد حصلت تلك الحرب في نفس العام الذي ولدت فيه أنا..."

انحنى (صالح) مقرّبا رأسه من الفتى هامسا :

- " قبل أن أحدّثك عنها يجب عليك أن تعلم أنّ الكثيرين يقولون أنّ الحرّاس الملكيّين يمسكون كلّ من يتحدّث عنها في العلن و لا أحد يدري ما يفعلون بهم..أفهمت ؟"

- " حسنا..حسنا لقد فهمتك هيّا أخبرني...ما الذي حدث ؟"

عاد الرّجل إلى الوراء مخرجا سيجارة و عود ثقاب من جيب معطفه و قام بأخذ نفس طويل من تلك السيجارة بعد أن أشعلها فجعلها تحترق بسرعة ثم أكمل  :

 -" قبل نحو أربعين عاما حلّت بمملكتنا كارثة لم يكن يتوقّعها أحد و لم تحصل أبدا على مرّ التاريخ إنّه الجفاف و ليس مثل أي جفاف عادي... بين ليلة و ضحاها تحوّلت المملكة التي اشتهرت بخضرتها على مدار السّنة إلى صحراء قاحلة ممّا أدى إلى انخفاض الموارد الغذائيّة و الذي أدّى بدوره إلى مجاعة قضت على آلاف النّاس و بذلك اندلعت حرب أهليّة قضت على أضعاف ما قضت عليه المجاعة و كان والداي أحد ضحايا تلك الحرب الوحشيّة"

 - " كم بقيت تلك الحرب ؟"

- " قرابة العشر سنوات...عشر  سنوات قضت على الكثيرين مِنْ مَنْ أحببتهم و هذا ما صنع تجويفا أسود اخترق روحي و قضى عليها فأصبحت قشرة شبيهة بإنسان ليس إلّا..أولائك النّبلاء اللّعينون لم يعيروا أيّ اهتمام بأمثالي من الفقراء و أخفوا كلّ ما يملكونه من طعام داخل مخازن في قصورهم و تركونا ليلتهمنا المرض و الجوع"

-  " ماذا عن الملك ؟ ألم يحاول أيّ أحد حلّ هذه المشاكل أو حتى البحث عن حل لإيقاف الجفاف ؟ و كيف أصبحت آشا خضراء الآن؟"

-" حاول أن تصبر قليلا بعد و ستعرف...بعد كلّ تلك السّنوات من الصّراع الحيوانيّ على الغذاء للعيش أدرك الشّعب أخيرا أنه خلال كلّ تلك السّنوات لم يحاول الملك السّابق (أدلر) فكّ النّزاع أو إيجاد حلّ لهذه المشكلة بل إنّه لم يتدخّل أصلا و هذا ما جعلهم يديرون أسلحتهم نحو العاصمة (أوازيس) ليقوموا بثورة لطرد الملك و انتزاعه من عرشه و بذلك ازداد الأمر فوضويّة و تعقيدا...لكن وسط كل ذلك الظلام و انعدام الأمل ظهر رجل لا أحد يعلم من أين أتى لكي يضع حدّا لكلّ هذا.

كان معه سبعة أشخاص آخرين، كانوا أقوياء بشكل لا يصدّق بل كانوا وحوشا لا يمكن ردعها و بقوّتهم الرّهيبة تلك هاجموا القصر الملكيّ و هزموا جيشا كاملا من الحرّاس الملكيّين شرّ هزيمة."

-  " حسنا..أنا أصدّقك في كلّ شيء ما عدا كيفيّة هزم ذلك الرّجل و معاونيه السّبعة لجيش بأكمله ؟"

 -" لقد أخبرتك قبل قليل بأنّهم أقوياء كالوحوش"

- " لكن هذا غير منطقيّ..لا يمكن لثمانية أشخاص أن يهزموا المئات من الجنود لوحدهم"

-" يقال أنّهم يمتلكون قوى سحرية هائلة"

-" ما الذي تقوله ؟ لا وجود لشيء مثل السّحر..قد تكون بحوزتهم تكنولوجيا من نوع ما مثل الأرشيف لبلّوري أو ما شابه"

- " بالطّبع يوجد و هو يُمنح فقط لمن يستحقّونه"

- " حسنا..حسنا..دعنا نكمل القصّة فقط، أرجوك"

-  " بعد أن هزموا ذلك الجيش اقتحموا القصر لكنّهم لم يعثروا على الملك و يقال أنّه  قد فرّ هو و عائلته خارج البلاد.

بذلك أُعلن عن انهيار حكم الملك (أدلر) و أُقيمت معاهدات سلم بين المجموعات و أُعيد السّلام إلى المملكة من جديد و لكن لم يتوقف الأمر هناك فحسب بل في مجرّد عام واحد فقط اختفى الجفاف و عادت آشا خضراء من جديد و بقيت كذلك حتّى  الآن كأنّ ذلك الجفاف كان مجرّد لعنة صنعها ذلك الملك اللّعين"

- " حسنا..لكنّك لم تجبني عن سؤالي...كيف عادت (آشا) إلى خضرتها ؟"

-" آ..آ أنا لا أعرف"، ردّ (صالح) مترددا و قد وضع يده على رأسه بعد أن أحسّ بصداع في رأسه.

- " ما الذي تقوله؟! هل تمزح معي ؟ كيف يمكنك أن لا تعرف ؟ كيف عادت هذه المملكة إلى سابق عهدها ؟"

- " أنا حقّا لا أتذكّر..كلّ ما حاولت التذكّر ينتابني ألم في رأسي"

حكّ (صالح) ذقنه للحظات ثم تنهّد مبتسما :

 - " ربّما صرت عجوزا و قد أصابني فقدان للذاكرة"

-  " أحقاّ نسيت ذلك ؟ أم أنك تعبث معي ؟ "

- " صدّقني لقد نسيت تماما و كأنّ ذلك الجزء تم قطعه من ذاكرتي."

توقّف السّارق هازّا السّيجارة خارج النافذة لكي تسقط بقاياها المحترقة ثم أكمل:

-" لكنّني أعرف ما حدث بعدها...فبعد كلّ ما قدّمه كلّ أولائك الأبطال من أفعال بطوليّة أصبح قائدهم هو الملك الجديد بينما اختفى البقيّة و لا أحد يعلم إلى أين ذهبوا"

-" إذن فذلك القائد هو الملك (آدم) الذي توفّي حديثا ؟ "

-" نعم"

-" إنّها حقّا قصّة تستحقّ أن تؤرّخ و تروى ! " ، قال (أحمد) بصوت متحمس ثم أكمل متسائلا :

 - " لكن لِمَ لَمْ يقوموا بإدراجها في كتبنا المدرسية ؟ "

 - " إنّ هذا حقا خطأ فادح ، ردّ (صالح) غاضبا، " هذا سيجعل تاريخنا منسيّا إلى الأبد و بذلك لن تعلم الأجيال القادمة ما حدث وقتها."

 - " معك حقّ"  ثمّ أضاف قائلا في نفسه : " التّاريخ هو جزء من هويّة شعبنا و إن فقدناه فسنفقد الكثير بل لن تتعلم الأجيال القادمة من ماضينا و ستعيد نفس أخطائنا."

- " لم أنت صامت ؟ هل غرقت في أحلام اليقظة ؟"

 - " لا لا، أنا كنت أفكّر فقط في ما سينتج عنه مثل هذا الخطأ"

 - " دعنا من دروس التاريخ هذه...أنت لم تحدّثني عن نفسك"

 - " حسنا، ليس لدي الكثير لأتحدّث عنه، أنا مجرّد ولد محبّ لألعاب الخفّة و أنا ذاهب الآن إلى (هوكوشين) لأتدرّب هناك كي أصبح ساحرا"

 - " هوكوشين ؟"

- " نعم...ألم تسمع بها من قبل ؟"

 -" لا لا...أنا لم أسمع أبدا بمدرسة تعلّم الخدع السحرية، هل تقع بهذه المدينة ؟"

- " ماذا ؟ أحقا لم تسمع بها ؟"

-" أنا أعرف مدينة (القمر الأزرق) جيّدا و أنا متأكّد أنّه لا وجود لمثل هذه المدرسة هنا"

و فور سماعه لذلك شعر (أحمد) باضطراب و قلق شديدين بداخله لكنّ (صالح) أحسّ بقلق الفتى سريعا فربّت على كتف (أحمد) قائلا :

 - " لا عليك، ربما هي تقع بأحد أرياف المدينة بعيدا عن ضوضائها لضمان تدريب أفضل لكم، أليس كذلك؟"

فاستعاد الفتى ابتسامته مجيبا :

 - " معك حق"  ثم أضاف قائلا في نفسه :" مهما حصل لن أترك حلمي و لن أتوقّف عن البحث و التّعلّم حتّى أحقّق حلمي."

ظلّ (أحمد) و (صالح) يتحدّثان بينما بدأ القطار يقترب من المدينة.

جميع الحقوق محفوظة

لا يجوز نشر أي جزء من هذه الرّواية أو تخزينها او نقلها على أي نحو أو بأي طريقة او خلاف ذلك الا بموافقة خطية من المؤلف مقدّماً.


الفصل السّابق

الفصل التّالي