إنه نداءٌ طابعه البراءة ..
براءةٌ ليس فيها مجاملةُ أو مداهنة ..
براءةٌ ليس فيها نفاقٌ أو صفاق ..
براءةٌ ليس فيها مكرٌ أو خديعة ..
إذاً ماهذه البراءة ؟!
إنها براءة عصافيرُ سمائنا العائلي ..
تُغردُّ في أعشاش حياتنا ..
في غابة عصرنا ..
إنهم أطفالنا أحباب الله ..
عندما يُزقزقٌ عصفورٌ بسر الحنان وبهاء العاطفة "بابا " و "ماما " ..يرسلها في البيت قبل أن تنبت أسنانه وتنموا أضراسه !
وسبحان الله الخالق ..أن يسر لهذه العصافير حرفين إثنين ..
الباءُ حتى يتصل بأبيه الشفوق ..والميمُ حتى يرتبط بأمه الحنون ..
وما تلبث تلك العصافير أن تصبح طيوراً ..
مغردةً بأسنانٍ وأضراس ..
فيزدادُ ندائها ويتطور ليزيد عن حرفين " أبتاه " " أماه " ..
فياليتنا نعود ونزقزق مثلهم ..أو نغرد مثلهم ..
حتى نكون في نظر الدنيا أبرياء ..
أو تكتبُ على صورنا " أملٌ عربي " ..
لكن هيهات هيهات ..
ويا أيها الطفل تذكر (كما قال أحد الشعراء ):
ولدتك أمك باكياً مستصرخاً ..
والناسُ حولك يضحكون سروراً
فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا
في يوم موتك ضاحكاً مسروراً ..
فحافظ على براءتك ..حتى تنال البراءة الكبرى من سقر ؟!