في أعماق ذلك الرجل مراهق بائس، يعيش على تناقضات لم يسبر كنهها بعد. عله قلة العلم أو قلة الوعي أو انه هو هكذا. لم يتزوج الفتاة التي أحب و لم تتزوج هي و قد تتزوج في يوم ما لكن بالتأكيد بدون حب. يكفي ما خلفه لديها من دروس أن النساء العاشقات لا وطن لهن أبدا. و تزوج هو اول فتاة جميلة ظهرت امامه كفراشة هشة ملأت حياته بالملل و الأطفال النكدين. و عبر سنين عمره اتخذ دوما طريق ردود الأفعال. فكل قرار ناتج عن غضب و كل ما هو غير مألوف فهو عيب. و كل من لم يكن على شاكلته فهو مخطيء. خوفه الكبير أن تنحو بناته منحى أمهن و لكن أسوأ كابوس أن يصبحن كالنساء التي يمقتهن، كالمرأة التي عشق، أو كهؤلاء النساء الاتي يملأن صفحات الصحف بابتساماتهن، أو من يظهرن على قوائم فوربس. تلك النساء التي يتحدثن عن الطموح و التمكين و كل ما لا يجب على المرأة أن تتحدث فيه. هو لا يدرك أن عقدة النقص هي من يتحدث في عقله. قزامة العقل المراهق المليء بأوهام السيطرة.