للغوغاء عقل جمعي سهل الانقياد. اغلب ما يحركهم هو الاثارة و المبالغة و الخوف. و يبدو واضحا تأثير اي خبر سلبي على الغوغاء. فلا داعي لأن تبحث عن اي خبر سلبي او تتابع اي شخص مثير للجدل و انما ستعرف من تصرف متابعي هذه الامور انهم وقعوا على ما يثيرهم و يحركهم. و المؤسف انهم عادة يحبون الامور السلبية و يدفعونها للظهور و التفاقم و قد يدفعون بعجلة الاحداث نحو هاوية بدون وعي. و كثير ممن يتمتعون بالنفوذ (سلطوي، اعلامي، مادي،ديني، اجتماعي) يستمتعون بمشاهدة ردود فعل الغوغاء و ينتقمون عبرهم من الخصوم .و صاحب النفوذ قد يكون برنامج تلفزيوني او فيديو يوتيوب او حساب وهمي على الانترنت و بعضهم من الغوغاء كذلك. و مثال على الغوغاء جماهير الكرة. فكثيرا ما حرقوا و خربوا و قتلوا و ضربوا بهذه العقلية الجمعية. و يسمونهم في الغرب هوليجانز. و تسمى العقلية الغوغائية ذي موب منتالتي.او عقلية العصابة او عقلية الدهماء ببساطة. و يمارس هؤلاء الارهاب الجمعي او الديماغوجيا فالناس تخافهم على الرغم من شدة قصورهم الذهني جمعيا.
و العقل الغوغائي قاصر لأنه بالعادة لا مكابح له و لا يتسائل و ليس لديه خاصية التفكر في الذات او التفكير الموازي أو الإنعكاسي. هو لا يفكر و لذلك لا يصل للمراحل الاعمق من التفكير.
والغوغائي ليس متدينا او قبليا او وطنيا و او طائفي او رياضي انما هو "جمعي التأثر، جمعي الولاء و جمعي الانتماء" يعيش عادة في الاوعي. فهو يتأثر بصاحب النفوذ على عقله. هو و ليس بالضرورة انه محب لصاحب النفوذ بل بالعكس، قد يكون يكره صاحب النفوذ بشدة. و يسير عكس اتجاهه كردة فعل. الغوغائي مجرد ردة فعل. الغوغائي متطرف فمشاعره بندولية شديدة الحركة فهو يحب بشدة و يكره بشدة و يغضب بشدة و ينتقل بين هذه المشاعر بسرعة و معرفته تنحصر بين الابيض و الاسود و شديد التعميم و كل الامور لديه مطلقة و هو متنمر و مستبد. و هو متلون و متقلب حسب رأي صاحب النفوذ. و الغوغائي يقضي وقته في البحث عن ما يثير هذه المشاعر حتى يظل في هذه الفورة دائما.
و ما يفوت على مثيري الغوغاء ان ذلك العقل الجمعي و ان اجتهدوا في التحكم فيه يظهر بمفاجئات كثيرة غير سارة لان ادوات الغوغاء هي: الاشاعة، التلميح، الارهاب، الاهانة، التشويه، العزل، التضييق، السخرية، التنمر. و تظهر في العقلية الجمعية خصلة البحث عن كبش فداء. عادة ما يكون هدفا سهلة و غنيمة هزيلة. فيعزلونه و يثيرون حوله الاشاعات و يهددونه و يستهزئون به و في احيان كثيرة قد يرتكبون جريمة الاعتداء الجسدي او القتل اذا تمكنوا و من ذلك و ما يفعله الغوغائيون اذا تم تشجيعهم على حرية التصرف هو احراج صاحب النفوذ. و لذلك تجد احدهم يسقط فجأة من الحساب.
و في التاريخ الغوغاء مجرد غوغاء لا وجوه لهم و عادة ضحاياهم هم من يخلدون تاريخيا و الغوغائيون عبر التاريخ قد يكونون مثقفين او من الجهلة لكنهم يركبون الموجة و بعد سنين طويلة تظهر لهم تسميات (النازيين، الوطنيين، الارهابيين) هؤلاء جميعا وجه لعملة واحدة هي التفكير الجمعي الغوغائي.