لنتفق أولا صديقي القارئ على أن التاريخ شيء والدين شيء آخر، وان قدسية الدين لا يجب أن تنتقل للتاريخ وشخوصه تلقائيا مهما علت منزلتهم ، ما داموا ليسوا بأنبياء ، وعلى أن تاريخ المسلمين – خصوصا في فجر الإسلام - هو تاريخ بشر يخطئون ويصيبون و بأنه ليس من الضروري أن يتماهى أو يتطابق مع التاريخ الحقيقي للدين في جل تفاصيله وحيثياته .

ولنتفق ثانيا على أن لنا عقولا ناضجة غنية أكرمنا الله بها وهي ليست أدنى مرتبة من عقول أسلافنا ، و بأن خواصنا ليست دون خواصهم بأي حال من الأحوال ، وإن كان لهم علينا فضل السبق ولبعضهم فضل الصحبة ، فإن لنا عليهم فضل التراكم المعرفي والعلمي والثقافي والإدراكي والنقدي .

ولنتفق ثالثا على أن عثمان بن عفان ليس بنبي أو رسول ، وانه إنسان كسائر البشر، غير خارق أو معصوم ، دون إغفال جهاده و فضله وسابقته ومصاهرته للنبي ، وان زعم كونه من المبشرين بالجنة لا يجعله في مرتبة فوق النقد و التشريح ، فالرجل قبل طائعا راغبا مختارا أن يكون حاكما زمنيا لفترة دقيقة حرجة من فترات فجر الإسلام ، وارتكب أخطاء وسن سننا أدت إلى الثورة عليه وقتله وقادت - ربما دون قصد منه - لحصول مآس وكوارث لاحقة ، مآس وكوارث لا زلنا نعاني من تداعياتها السلبية العابرة للقرون بعد أكثر من ألف وأربعمائة سنة .

ولنتفق رابعا على أن عثمان مارس الحكم دون خبرة أو دراية أو تأهيل ، وان الإسلام كدين لم يستطع أن يلغي تماما أو يزيل الحنين العشائري والانتماء القبلي عنده وعند كل العرب ، فلا زالت القبيلة ، كما الغنيمة والعقيدة ، عوامل مؤثرة في العقل السياسي العربي و من محفزاته وستظل كذلك إلى زمن يعلمه الله ، وان الدولة التي حكمها كانت دولة كبيرة فتية مترامية الأطراف تحوي صنوفا شتى من البشر والأعراق والثقافات .

ولنتفق خامسا على انه لا يوجد – حتى اللحظة - نظاما واضحا للحكم في الإسلام ، صالحا لكل زمان ومكان ، يتوجب إتباع قواعده أو الاحتكام إليها إذا نشب أو شجر خلاف سلطوي بين المسلمين ، أو إذا تجاوز حاكم حدوده المرسومة كخادم سام و حارس أمين يسهر على شئون الرعية ، وهذه ربما كانت نقطة ضعف جوهرية قاتلة ، قادت إلى استعباد الناس قرونا طويلة كرها وترهيبا بحد السيف وتدليسا واحتيالا باجتهادات فقه الطاعة العفن المغرض والملعون ، وأدت إلى تفريغ الإسلام كدين سماوي من أهدافه العلى ومفاهيمه ومضامينه السامية كالعدل والرحمة والمساواة ، التي جاء في الغالب وبالضرورة لتوكيد حضورها وجعلها واقعا في حياة الناس ، وكذا حصول كل تلك المآسي التي حفل بها تاريخنا السياسي المخزي .

وعلى أي حال لا ندري لم يكون في الإسلام متسع لبيان تفصيلي ممل لأحكام الطهارة والحيض والنفاس والنكاح والوطء والطلاق والميراث والاستنجاء ودخول الحمام ... الخ ، ولا يكون مثل ذلك لتولي الحكم والسير به و عزل الحاكم إن جار أو بغى وتجبر وكذا إن قادت ممارساته السلطوية إلى عبادته ضمنا والتسبيح بحمده من دون الله !!

ولنتفق سادسا على أن الصحبة لا تجعل حتى الصحابي الجليل في مرتبة فوق النقد من صحابي عادي أو من رجل من عامة المسلمين ، ولا تحول الناقد لمجرم أو مرتكب كبيرة يجب إقامة الحد عليه ، وقد اجمع نفر عظيم من العلماء المسلمين على أن الحديث المنسوب للرسول الذي مفاده ( أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ) لا تقوم به حجة و حكموا عليه بالضعف الشديد وممن ضعفه الإمام أحمد بن حنبل حيث قال: ( لا يصح هذا الحديث ) وكذلك الإمام ابن عبد البر حيث قال : ( هذا إسناد لا تقوم به حجة ) والإمام ابن حزم حيث قال : (هذه رواية ساقطة ) وقال الشيخ الألباني : (حديث موضوع و يتناقض مع صريح الشريعة في الأمر بإتباع صراط الله المستقيم فقط ، صراطه الذي لا يمكن أن يكون في عدة أقوال مختلفة لا يمكن الجمع بينها !! ) ، وعليه فلا يجوز الاستناد على الحديث لتحصين أي صحابي من النقد والتشريح خصوصا إن كان قد تولى الإمامة العظمى ، كما أشاع الفقه المغرض الموضوع عمدا بين الناس ، لغرض في نفس متأسلم متسلط يرهقه الحنين إلى عسل وعطايا ودراهم وجواري معاوية !!

وبعد : منذ اليوم الأول لتوليه الخلافة ضرب عثمان بن عفان الخليفة الثالث عرض الحائط بالعرف الدستوري ، ونقصد بذلك كتاب الله وسنة نبيه وسيرة الخليفتين من بعده فضلا عن وصية عمر لمن يلي أمر المسلمين من بعده ، الذي بموجبه تولى حكم المسلمين وهو العرف الشرطي الذي تحفظ عليه جزئيا على بن أبي طالب ، فقد بادر عبد الرحمن بن عوف – احد الستة نفر الذين أوصى عمر بن الخطاب بأن تكون الشورى بينهم ويكون احدهم الخليفة من بعده وتوفى الرسول وهو عنهم راض ، بادر عبد الرحمن بن عوف علي بن أبي طالب سائلا : ( عليك عهد الله وميثاقه لتعملن بكتاب الله وسنة نبيه وسيرة الخليفتين من بعده ) فكان رد على متحفظا حيث قال ( أرجو أن أفعل بمبلغ علمي وطاقتي ) وهذا قمة الصدق والوضوح والصراحة ، و كان رده هذا سببا في تحول عبد الرحمن بن عوف عنه وتوجهه إلى عثمان بنفس السؤال أمام ملأ عظيم من المسلمين بالجامع النبوي ، وقد كان رد عثمان بن عفان قبول الشرط فورا بعبارة ( اللهم نعم ) فهو أموي والأمويون قوم مجبولون بالدهاء يجيدون اغتنام الفرص ، دون تعليق الأمر على ( مستوى العلم ومدى الطاقة ) كما فعل على بن أبي طالب ، فكان أن آل أمر المسلمين إليه ببساطة وتلقائية ، وابتدأت المسيرة الجديدة الملتوية والتاريخ الجديد المختلف منذ تلك اللحظة الفارقة ، لأن عثمان بدأ سريعا بنقض سياسة سلفه عمر واخذ في تعيين عماله من فرع بني أميه وأسرته خاصة في المناصب العليا للدولة الفتية ومن المأثور عنه قوله ( رحم الله عمر من يطيق ما كان يطيق عمر !! ) .

وتطبيقا للسياسة الجديدة فقد عزل عثمان بن عفان سعد بن أبي وقاص من ولاية الكوفة وعين بدلا منه أخاه من أمه الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، كما عزل أبو موسى الأشعري عن ولاية البصرة وولى مكانه ابن خاله عبد الله بن عامر، وعزل عمرو بن العاص عن ولاية مصر وولى أخاه في الرضاع عبد الله بن أبي سرح عليها ، واقر معاوية بن أبي سفيان على ولاية الشام وأضاف إليها نواحي عديدة كانت تلي الشام إلى الجنوب والى الشمال الغربي !

وبعد : لقد كانت سيرة عثمان كحاكم دنيوي مناقضة تماما للشرط الذي تعهد طائعا راضيا الالتزام به على إطلاقه ، فقد عزل خيرة الصحابة كسعد بن أبي وقاص وأبي موسي الأشعري واسند لأقاربه المناصب العليا والمهمة وجعلهم فوق رقاب المسلمين وعين احدهم أمينا للدولة ( وزيرا ) وهو مروان بن الحكم وما أدراكم ما مروان ومن أبيه وجده ، وقد تغلب مروان هذا على إرادة عثمان فسود بني أمية على الناس وصرف مال المسلمين في غير وجهه وتفاقم أمره حتى احدث هذا الحال ثورة قتل فيها عثمان أشنع قتلة ، وقد أورد ابن سعد في الطبقات أن عثمان كتب لمروان خمس غنيمة مصر !! وكتب لعبد الله بن أبي سرح أخيه في الرضاع – وهذا قد كان كاتبا للوحي ارتد عن الإسلام وأهدر الرسول صلى الله عليه وسلم دمه وشفع عثمان فيه – هذا الأخير كتب له عثمان خمس غنيمة افريقية !! ، وللقارئ الفطن أن يتخيل مقدار ذلك الخمس في وقت كانت فيه العملة تسك من الذهب الخام !! .

وبعد : كل تلك التصرفات والسنن الخطيرة المستحدثة وغيرها ، بذرت بذور الانتقاد والغل والثورة على سياسات عثمان وقراراته الإدارية والمالية ، وتشكل رويدا وبمرور الوقت رأي عام حانق في كثير من الأمصار، خصوصا بالعراق ومصر، يطالب بالتراجع عنها و إصلاحها أو تنحي عثمان واعتزاله وانتخاب غيره أميرا للمؤمنين ولكن عثمان تلكأ وراوغ و ماطل في الإصلاح ، ورفض في ذات الوقت الاعتزال والتنحي وقال ( ما كنت لأخلع رداء سربلنيه الله ) ، فتفاقمت الأزمة ، وزاد في تفاقمها تلك الرسالة الممهورة بخاتمه والتي يطالب فيها عامله على مصر بجز رؤوس الثائرين عليه بمجرد وصولهم إليه و منهم محمد بن أبي بكر ، الذي كان قد عيًن مداهنة بأمر عثمان وبمشورة مروان واليا بديلا على مصر لتهدئة المصريين ، وقد كان هؤلاء الحانقين في طريق العودة لديارهم ، فنكصوا عائدين إلى المدينة وازدادت حدة ثورتهم على عثمان و قد خافوا جديا على أرواحهم .

وبعد : إن غياب وعدم جود آليات للمحاسبة والمساءلة وهيئات رقابية ذات سلطان حقيقي و فصل بين السلطات وكذا عدم وجود عرف دستوري يبيح عزل الحاكم إن نكص على عقبيه أو تجاوز حدوده وخالف شروط البيعة ، وعدم وجود أعراف أخرى إجرائية متممة توضح وتسهل ذلك هي التي ساعدت في الوصول لهذه النتيجة المأساوية و حصول كل هذه النكبات والتداعيات التي عانى منها أسلافنا ولا زلنا نعاني من أثارها السلبية وسنظل إلى أمد يعلمه الله !

ولفهم أعمق لتتدبر صديقي القارئ الحوار التالي الذي دار بين على و عثمان والذي أورده الطبري في كتابه تاريخ الأمم والملوك وتعتبر منه والذي برر فيه عثمان وضعه لرجال بني أمية في المناصب العليا والمهمة بالدولة بقوله لعلي انه : ( إنما وصل رحما ، وسد خلة ، وآوى ضلعا ، وولى شبيها ممن كان يوليهم عمر ) !!

وقد رد علي بن أبي طالب قائلا : ( إن عمر بن الخطاب كان كل من ولى فإنما يطأ على صماخه ) ، فرد عثمان : ( إن عمر عين معاوية ) ، فقال له على : ( أنشدك الله ، هل تعلم أن معاوية كان أخوف من عمر من يرفا غلام عمر منه ) ، تم تابع قائلا : ( إن معاوية يقطع الأمور من دونك وأنت تعلمها ويقول للناس هذا أمر عثمان ، فيبلغك ذلك ولا تغًير على معاوية ) !

ولنتدبر أيضا ونعتبر من الحوار التالي الذي أورده ابن عبد البر في كتابه القيم الاستيعاب والذي دار بين سعد بن أبي وقاص والوليد بن عقبة بن أبي معيط أخ عثمان من أمة حينما عزل عثمان بن عفان سعد عن ولاية الكوفة حيث قال سعد : ( والله ما أدري أصرت كيسا بعدنا أم حمقنا بعدك ) فأجابه الوليد : ( لا تجزعن أبا إسحاق ، فإنما هو الملك يتغداه قوم و يتعشاه آخرون ) !! ، فقال سعد : ( أراكم والله ستجعلونها ملكا !! ) .

و قد روى المسعودي في مروج الذهب أن أبا سفيان قدم يوما ومعه جماعة من بني أمية على مجلس الخليفة عثمان بعد انتخابه وقال : ( أفيكم احد غيركم ) وقد كان حينها شيخا طاعنا ضعيف البصر ، فقال حاضرو المجلس : لا ، فاسترسل قائلا : ( يا بني أمية ، تلقفوها تلقف الكرة ، فوالذي يحلف به أبو سفيان ما من عذاب ولا حساب ، ولا جنة ولا نار ، ولا بعث ولا قيامة ، و ما زلت ارجوها لكم ، ولتصيرن إلى صبيانكم وراثة ) !!! .

ولا ندري ما الذي يحلف به أبو سفيان غير الله ، ولم لم ينكر عثمان على أبي سفيان قوله هذا وقد كان له سامعا ، وكذا لم كانت سياسته اللاحقة تطبيقا أمينا لوصية أبي سفيان ... !!؟؟

أما تهجير أبي ذر العابد الزاهد وإبعاده عن المدينة ونفيه إلى الشام ومن ثم إلى صحراء الربذة – على درب العراق شمال شرقي المدينة المنورة – وإخراجه إليها مهانا مهموزا ملموزا بالعصي من قبل غلمان بني أمية وموته هناك دون أن يشيعه احد من الناس لأنه قال كلمة حق في وجه عثمان وواليه على الشام معاوية ، فهذا مما يستطاب ويسكت عنه ، أبي ذر الذي قال الرسول فيه : ( ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق لهجة من أبي ذر والمراد بذلك انه لا يرخى عنان كلامه ولا يواري مع الناس ولا يسامحهم ويظهر الحق البحث والصدق المحض .

وقد روى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إني رأيت في منامي كأن بني الحكم بن أبي العاص ينزون على منبري كما تنزو القردة ) والحكم بن أبي العاص هو عم عثمان بن عفان وشقيق والده ، قال : فما رؤى النبي بعدها مستجمعاً ضاحكاً حتى توفي !! ، صلى الله عليه وسلم .

وروى نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه قال : كنا مع رسول الله فمر الحكم بن العاص ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ويل لأمتي مما في صلب هذا ) !!

وعن عبد الله بن عمرو قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال : ( ليطلعن عليكم رجل يبعث يوم القيامة على غير سنتي ) ، و في رواية أخرى ( على غير ملتي ) وإذا به الحكم بن العاص !!

والحكم هذا هو طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نفاه من المدينة إلى الطائف، وخرج معه ابنه مروان ، وقيل إن مروان ولد بالطائف ، وقد اختلف في السبب الموجب لنفي رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه ؛ فقيل : كان يتسمع سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتجسس عليه من شق بجدار بيته ، وإنه الذي أراد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أن يفقأ عينه بمدرى في يده لما اطلع عليه من خرم الباب ، وقيل: كان يحاكي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشيته وبعض حركاته ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتكفأ في مشيته ، فالتفت يوما فرآه وهو يختلج في مشيته فقال ( كُن كَذَلِك فلم يزل يرتعش في مشيته من يومئذ (.

وظل الحكم الملعون من النبي منفيًا طوال حياة النبي صلى الله عليه وسلم فلما ولي أبو بكر الخلافة ، قيل له في الحكم ليرده إلى المدينة ، فقال : ما كنت لأحل عقدة عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكذلك كان رد عمر، فلما ولي عثمان الخلافة رده ، وقال : كنت قد شفعت فيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوعدني برده !! ، وهذا والله ما لا يستسيغه عقل ولا منطق !! ، لأنه لو كان ذلك الوعد قد قطع فعلا حال حياة الرسول لأنفذه الرسول صلى الله عليه وسلم أو من تولى حكم المسلمين بعده ، وبالإمكان إثبات حصول الشفاعة بطرق شتى مثل شهادة الشهود العدول أو حلف اليمين ، فينقضي الأمر ويتم ، ولم الصبر والانتظار ثلاثة عشر عاما ، أقصد حتى تنقضي مدة خلافة الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ولحين تولى عثمان الخلافة ، وهو أمر غيبي لا يعلمه إلا الله !؟ .

وفي الختام نخلص إلى أن تلك الأحداث الجسام لم تكن حقا إرهاصات فتنة عابرة طائشة متسرعة بين فئتين من المؤمنين كما زعم الجاهلون المغرضون وأوهمونا ، بل كيد عظيم دبر بليل بتخطيط محكم و بأناة شديدة وعلى مهل لاسترجاع السؤدد المفقود للطلقاء وشفاء غليل الموتورين من بني أمية ومن والاهم ، كيد عظيم محكم أستغل فيه عثمان أسوأ استغلال ... !!

ويعزز رأينا هذا قول الإمام على بن أبي طالب لعثمان حين استمر هياج الناس وهم يطالبونه بعزل الولاة الفاسدين الظالمين : ( إني أنشدك الله ألا تكون إمام هذه الأمة المقتول فإنه كان يقال : يقتل في هذه الأمة إمام يفتح عليها القتل والقتال إلى يوم القيامة ، ويلبس أمورها عليها ، ويبث الفتن فيها ، فلا يبصرون الحق من الباطل ، يموجون فيها موجا و يمرجون فيها مرجا ، فلا تكونن لمروان سيقة يسوقك حيث يشاء بعد جلال السن و تقضي العمر ) !!