نافذة بين عالمين: حكايات الضوء والصمت
من خلال هذه النافذة المفتوحة، يُطلّ العالم بأسره في لقطة عفوية.
الضوء ينساب برقة، يلامس الخشب الأزرق الذي يحمل تجاعيد الزمن على خديه، كأنما يروي قصصًا صامتة عن الأيدي التي فتحته مرارًا لتتنفس الحياة.
في خارج النافذة، يمتد الأفق بصفائه، حيث تتناغم الأرض مع السماء في لوحة طبيعية بلا تكلف، وكأنهما يهمسان بسرّ الكون لمن ينظر.
أما داخلها، فهو عالم مختلف؛ جدران هادئة تفيض بسكينة مغايرة، وتفاصيل بسيطة تنبض بدفء الذكريات، ملاذ خفي وآمن، جدران صامتة لكنها مشبعة بالحنين ومليئة بالحكايات، عالم تنفرد به الروح عن صخب الخارج.
إنه عالم يختبئ فيه الزمن، يطول فيه التأمل، تكثر فيه المواقف المختلفة، وتشتعل فيه الذكريات بدفء لا يُرى لكنه يُحس.
هذه النافذة ليست مجرد إطار، إنها جسر بين الداخل والخارج، بين الوحدة واتساع العالم، بين تأمل اللحظة ورحابة الحلم.
النوافذ هي عيون الجدران، تراقب العالم بصمت وتفتح مسارات الضوء إلى ظلالنا.
إنها المسافة التي تفصل بين الداخل والخارج، بين العزلة وصخب الحياة.
خلف كل نافذة، حكاية تنتظر أن تُروى، وأمامها عالم يعج بالاحتمالات.
هناك نوافذ تحمل عبق الزمن، بزجاجها المتشقق وإطاراتها الخشبية التي عفا عليها الزمن ، وهناك أخرى تلمع بحداثتها، لكنها تظل جميعها حبالًا تربطنا بالخارج، بالأفق الممتد، وبالسماء التي لا تنتهي.
حين تُفتح، يدخل الهواء لينعش المكان، كأنه رسالة من العالم الواسع بأن الحياة تستمر خارج حدودنا.
وحين تُغلق، تبقى شاهدة على همساتنا، على لحظات التأمل، وعلى الأحلام التي نتطلع لتحقيقها حين نعيد فتحها.
هدباء .. أبنوسية حالمة.. رفيقةُ الكتب والمكتبات..🍃📖📚