طوال الليالي السابقة كنت أقاوم أشباح الأرق، علني أخذ قسط من الراحة

حينما أنجح بعد تعب في إغماض عيني تأتيني ذكراك على شكل حروف مبتورة ليس لها من دليل...

أشعل المصباح بعد أن أطفأته، أهرع لدفاتري وأخرجك فيها أنهار من حروف حزينة ليس لديها القدرة على التشكل في نص مفهوم.

يغلبني النعاس، أطفئ الأنوار قبل أن يهرب...

ولكن لم يلبث معي سوى نصف الساعة، لأستيقظ -من جديد-.

قلبي يقرر فجأة تفقد رسائلك القديمة والصور المخبأة بكل الحيل الممكنة، ثم أتراجع في المنتصف وأدفن رأسي في الوسادة الثانية...

عثرات الليل يطلقون عليها…أو ربما هي نزعات الشوق

إني أفتقدك أكثر مما أحتمل...

وأكثر من قدرتك- لو أخبرتك- على أن تحتمل...

الأرق هو سلاح بدائي نفسي في معركة غيابك، بعد نفاذ كل خططي وذخيرتي في إبقائك مستيقظا

كان خيمة من قماش على أرض مقفرة، أنتظر بفارغ الصبر فيها حتى تظهر أخيرا كبزوغ أول خيوط الشمس.

مجددا تشتعل فكرة في رأسي، وأعود للضوء حتى أضعها صغيرة على الورق

الساعة تشير إلى الثالثة بعد منتصف الحنين وعقلي لا يكف عن وضع الخطط لجعلك تفيق.

كل ليلة أرسل إستغاثات ضوئية بشفرة مورس، ولا ينقذني أحد...

ٓ كل ليلة، أعزف على وقع الحروف قصة إشتياق طويلة...

كل ليلة، أرتل عليّ هذا الحنين وأنصت لسهاد نبضي وسواد جفني...

كل ليلة، أسرد بعثرتي فيك وتوقي إليك على الوسادة وبعضا من ورق...



_من الأرشيف