ياعبد الله أنفاسك معدودة وأعمالك محفوظة، ويومك الذي يذهب لايعود، وفي كل يومٍ أنت تودِع وتشيِّع وغدًا أنت مُشيَّع!، ومع ذلك في لهوك مستمر، وتظن أن الدنيا مستقر، وفي غيِّك وبغيِّك تزيد وتنسى يومَ المزيد، أما أتاكَ منادٍ ينادي يذكرك بيوم الفراق! 

أما أعقلك آيات الله في الآفاق! 

أما سمعت ما حل بمن سبقوا!  بغوا وطغوا وسخروا لما حتى إذا مسهم العذاب قالوا

" يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (46)" 

وفي كل حينٍ يأتيك زاجراً، فما كان منك إلا السخرية، والإعراض

اليوم أنت تدب فوق الأرض بفاره الثياب، وحولك الحاشية، وغدًا ستعلم منظر الملكين، وتسأل يوم الغاشية، والعملة هناك حسنات وأعمالٍ صالحاتٍ! 

فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز، قد جاءك النذر،  وآتاك الرسول منذرًا ومحذرًا، وجاءك كتاب فيه من الآيات زاجرًا، قد جاء إنذارك فقلي ما أعذارك! 

"لينذرَ من كانَ حيًّا ويَحِقَّ القولُ على الكافرين".

فاعلم _رعاك الله_أنه من لمْ يتعظ بعد ما أتاهُ النّذير، لاعُذرله يومَ الرحيل،  غدًا تشهد جلودهم، ويبلى ما في الصدور، وتنشر الأعمال، وتحاسب على النقير والقطمير، والصغير والكبير، فاستعد فإن الحساب عند الديان، وربك أعدل العادلين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين