الإحسان في القرآن الكريم له معنى أوسع من كونه مجرد إحسان العبادة لله
وفي الحديث لما سأل النبي ﷺ عن الإحسان قال له النبي ﷺ: "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك"
فهو يراك في خلواتك ويراك في جوالاتك ويراك في معاملاتك!
ووردت كلمة ((حسن)) بتصريفاتها في القرآن الكريم سبعاً وثلاثين مرة، فشأن الإحسان في ديننا عظيمٌ، أُمرنا بالموعظة الحسنة في مقام الدعوة إلى الله، والرد بالأحسنِ عند التحيةِ،
ونهى عن المساسِ بمالِ اليتيمِ، إلا بالتي هي أحسن!
عندَ مظنةِ الإساءة، ونهى عن الجدالِ، إلا بالحسنى!
وأمر بالدفعِ بالتي هي أحسن، وإن قوبلنا بالإساءةِ.
وحسبُكم بمقامِ الطلاق حينما تكنّ الأنفس العداء، ما غُفلت رتبة الإحسان. وفِي القصاص، وبلوغ النفوس أوج النزاع والخصام، ما زال موقفُ الإحسان حاضرا: "فأداءٌ إليه بإحسان".
وكأنَّ الرسالةَ: كن عبدًا محسنًا ثم محسنًا! ولا تكتفِ.
وقد كان النبي إذا خرج دعا " اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ أنْ أَضِلَّ أو أُضَلَّ ، أَوْ أَزِلَّ أوْ أُزلَّ ، أوْ أظلِمَ أوْ أُظلَم ، أوْ أَجْهَلَ أو يُجهَلَ عَلَيَّ" وهذا من جميل الإحسان للعباد واستوداع النفس من المظالم وسوء المنقلب!
وقوله: ﷺ: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء" ، فهذه دالة على العموم فيدخل في ذلك الإحسان في التعامل مع النفس، والتعامل مع من تحت يده ممن استرعاه الله، ويدخل فيه أيضاً التعامل مع الناس، والتعامل مع البهائم والدواب، والتعامل مع غيرها مما يتعاطاه الإنسان أو يتصرف فيه بلون من التصرفات من الجمادات وغيرها.
فبين الأعلى والأدنى، مراتبٌ وجبَ فيها الإحسانَ.
يا قلب المُسلم الإحسان مردودٌ عليك أنت والله هو الغني {إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ}
يا قلب المُسلم
متى ما نويت الإحسان كان عاقبتك إحسانك أن الله معك...
{إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ}
يا قلب المُسلم الإحسان أمرٌ منﷲ
"وأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ" بعلاقاتك مع الآخرين؛ فالآية أمر يؤدبك بحزم، ويُهذبُك بلُطف، ويُبدّد فيك حب الأثرة والأنانيّة في قلبك، فتعود لما فُطِرَت عليه من حبّ الإحسان وبذل المعروف.
ومن ترقى في مراتب التكليف رفعة ﷲ إلي مقام التشريف
حتى يدخل في قوله" وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"
أن يُحبك الله لما كظمت غيظك عن الخلق وعفوت عنهم، ورحمتهم، واتقيت الله في قلوبهم، وكن رفيقاً رقيقاً مع الضعيف.
وإن رأيتَ في ميادين الحياةِ، مَن بات في كنف تعاليم ديننا محسنًا، رُسم على وجهه السعادةَ، وأشرقت روحه، وأصبح منعوت بأوصافِ الحسن كلها و" هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ"
وإن انقضى العمر، يبقي له الأجرَ، ويديم له النفعَ لا يطمس آثارَه! ثم يحب القيامة يكون الحسنى وزيادة برؤية وجه سيده ومولاه! فليس مجرد العبادة، بل هي عبادة وإحسانٌ.
ف ادنوا إلى المُحسنِ، إنه يحبُّ المحسنين..
و عِش محسناً﴿كما أحسن الله إليك﴾{فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}