لو أردت معرفة أحدٌ لسألت عن اسمه، ثم سعيت لمعرفة صفاته، وهذا هو الرب الشكور العظيم، لو جمعتَ كل شعور وفكرة وأسلوب وكلمة في الثناء، وأنشأ البلغاء والأدباء بحورًا من الوصف والتمجيد والتبجيل لله، ما قام ذلك مقام ما أخبر هو عن نفسه، وأخبر عنه رسوله ﷺ .. "لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيتَ على نفسك"

هو الرحيم يمد حبال رحمته كل وقت، رحمته وسعت كل شئ، وأي شيء

هو الفتاح الذي يفتح لك كل الأبواب، وأعقد الأبواب، وأعظم الأبواب حتى ماظنناه جهلًا منا أنه لن يفتح، يسير عليه أنه يفتح إن شاء هو ب "كن" ! 

وهو القدير الرزاق الذي يقدر علىٰ كل شيء مهما تعقد وبدا لك مستحيلٌ حدوثه إذا قدّر الله لك رزقًا، أخرجه لك من تحت الأرض، وساقه إليك من أقصى الدنيا، ولو كانت الصعوبات ما كانت، ولو كانت المغاليق في وجه هذا الرزق ما كانت..

وهو الكريم يجود عليك وأنت الفقير، يقبل منك وأنت صاحب البضاعة العطبة، فلا يغلق بابه في وجهه سائليه مهما أسأووا الأدب، يجيب البار والفاجر، ويعطي من رفع يديه وما غرنا إلا كرمك يارب 

وهو الودود يتودد بالنعم من دون السؤال، يتودد لك باليسر، يتودد إليك بالعفو، يتودد إليك وأنت نطفة صغيره في حجم الكون! 

وهو السميع يسمع الخواطر، ويرى ما في الخاطر، يسمع همهمات النفس، يسمع حتى ما لانسمعه نحن أنفسنا من حركات الأعضاء

يسمع جميع الأصوات بصنوف اللغات، في آن واحد بلا اختلاط، ولا يعزب عنه مثقال ذرة من تراب. 

هو الحي الحيي الذي يهب الحياة لمن يشاء وقت مايشاء، ويأخذها وقتما شاء إذا شاء 

الأنس والجن يموتون وهو حي قيوم لا تأخذه سنة ولانوم 

حيي لا يرد يد عبده الضعيف صفرًا  ولا حتى الجاحد المنكر

هو الملك لا الذي لايفارق إحسانه الخلائق، عظيم الأركان، واسع الجناب، حجابه النور 

جواد يجود على أهل الأرض والسماوات أجمعين ولاينقص ذلك من ملكه شيئ

مجيب قريب، وعدك بالنوال قبل السؤال وقرن الإجابة بالقرب

بصير يبصر الأشياء علي حقيقتها، ويراك دون زيف، يبصر حزنك ودقات قلبك، يصبرك ولو كنت في سابع أرض.. 

وهو المدبر يدبر ما يدهش العقول ويغير نواميس الكون حتي لو رفضته قلوب كل أهل الأرض، ولو عُدِمت أسبابه، ولو وقف كل شيء في طريقه.. إذا شاء الله تدبيره أمرًا فلا مردّ له..

 وهو الكافي تنام مهمومًا تضرب أخماسًا بأسداس، لا تدري كيف تفعل بهذ الحاجة التي عرضت لك، من أين تبدؤها وكيف تنهيها.. ثم تصحو على قضائها.. لقد أمرك الله باللجوء إليه فقط، ولست موكلًا برسم طريقة قضاء حاجتك هذه، يكفيك الله إياها ويقضيها لك!

وهو اللطيف الوليّ الذي لا تملك الوقوف عند حدّ لطف الله بك، ولا تملك تصور ولاية الله لك، حين يتولى شأنك كله، ولا يكلك إلى نفسك طرفة عين.. هو يدبر أمرك ويرضيك ويهديك

الشهيد الله هو الذي يشهد  على سرّك وجهرك، وأمسك ويومك، وحزنك وفرحك، شهيد على كل تفاصيل تفاصيل حياتك..

وهو الحفيظ: يحفظك وينجيك من المخاوف كلها انظر  من أمسك السماء أن تسقط عليك الآن؟ من أمسك الأرض أن تنشق وتبلعك؟ لا تخف، الله يحفظك

وهو المحسن، كتب الإحسان في كل شيء، عظيم الإحسان على خلقه يحسن إليك بتوفيقك للطاعة لتنال الجنة، .. يحسن إليك، ويحسن إلى صاحبك، ويحسن إلى كلٍ منكما بالآخر!

وهو علام الغيوب، الذي  يعلم بما بكل العصور والمخلوقات والغيوب والشهادات.. لم يغب عن علمه شيء قط!

وهو الوكيل الذي لايضيع من وكله، ولا يخذل من لاذ به 

هو الله جابر المنكسرين معطي السائلين يجعلك تكرر في كل صلاة أسماء حسنى وصفاتٌ عظمى من مثل : الله- الرب- الرحمن- الرحيم- الهادي-العظيم- السميع-الأعلى-السلام-الحميد-المجيد. اسم واحدٌ منه لو استشعرت به وصرخت بصدق لأغاثك وأغدق عليك من واسع فضله ، فهو الواسع وعطاؤه واسع، ومغفرته واسعة.. فالحمدلله الذي يملك الأضداد، المرض والشفاء، التيه والهدى، الموت والحياة، الخير والشر، يغير الله من حال إلى حال، وهو يملك الأحوال كلها، الحمد لله.. عظيم في ذاته، عظيم في ملكه، عظيم في رحمته، عظيم في تدبيره، عظيم في هبته وعطائه وكرمه، عظيم في صفته.. عظيم في كل شيء!

قف بابه و تأمل في صفاته، هو أهل أن يعبد، أهل أن يحمد، هو أجود من يعطي.. فهمت الآن لم نصحك النبي الأمين أن تسأله وحده ((وإذا سألت فسأل الله))  وقال الله عن نفسه 

((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)) 

رسولٌ كريم وربٌ أكرم أيضيع عبدٌ بينهما من كان يدعوه وبكتاب الله الكريم يتنعم !

اختر ما تشاء من الأسماء وضعها على كسرك فيجبر، وعلى دمعك فيكف، وعلى كل أمرك فيحيا، سلوه يعطي استغفروه يغفر، تقربوا إليه يقرب