۞وَهَلۡ أَتَىٰكَ نَبَؤُاْ ٱلۡخَصۡمِ إِذۡ تَسَوَّرُواْ ٱلۡمِحۡرَابَ (21) إِذۡ دَخَلُواْ عَلَىٰ دَاوُۥدَ فَفَزِعَ مِنۡهُمۡۖ قَالُواْ لَا تَخَفۡۖ خَصۡمَانِ بَغَىٰ بَعۡضُنَا عَلَىٰ بَعۡضٖ فَٱحۡكُم بَيۡنَنَا بِٱلۡحَقِّ وَلَا تُشۡطِطۡ وَٱهۡدِنَآ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلصِّرَٰطِ (22) إِنَّ هَٰذَآ أَخِي لَهُۥ تِسۡعٞ وَتِسۡعُونَ نَعۡجَةٗ وَلِيَ نَعۡجَةٞ وَٰحِدَةٞ فَقَالَ أَكۡفِلۡنِيهَا وَعَزَّنِي فِي ٱلۡخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدۡ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعۡجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِۦۖ وَإِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلۡخُلَطَآءِ لَيَبۡغِي بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٍ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَقَلِيلٞ مَّا هُمۡۗ وَظَنَّ دَاوُۥدُ أَنَّمَا فَتَنَّٰهُ فَٱسۡتَغۡفَرَ رَبَّهُۥ وَخَرَّۤ رَاكِعٗاۤ وَأَنَابَ۩ (24) فَغَفَرۡنَا لَهُۥ ذَٰلِكَۖ وَإِنَّ لَهُۥ عِندَنَا لَزُلۡفَىٰ وَحُسۡنَ مَ‍َٔابٖ (25) يَٰدَاوُۥدُ إِنَّا جَعَلۡنَٰكَ خَلِيفَةٗ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱحۡكُم بَيۡنَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ ٱلۡهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدُۢ بِمَا نَسُواْ يَوۡمَ ٱلۡحِسَابِ (26)

🔔 بسبب صعوبة بعض الناس في قراءة الفصحى أو إنشغالهم أو رغبتهم في معرفة المزيد ، تم وضع 3 أنواع للتفسير "التفسير المختصر" و "التفسير بالعامية المصرية" و"التفسير المفصل" ليلائم الجميع.

☪️التفسير المختصر:

💬(21-22) وهل جاءك أيها الرسول خبر الاثنان المتخاصمان اللذان تسلقوا السور و دخلوا على داوود (ع) المحراب (مكان يصلي به ويدير شئون بني إسرائيل فيه) ، ففزع من دخولهما عليه! ، قالوا له: لا تخف .. نحن خصمان ظلم أحدنا الأخر فاحكم بيننا بالعدل.

💬(23) قال أحدهما: إن هذا أخي له تسع وتسعون زوجة ، وأنا لي زوجة واحدة ، فطمع فيها وقال: أعطيها لي ، وهو يقدر على أخذها مني لأني لست بقوته.

💬(24) قال داوود (ع): لقد ظلمك أخوك بسؤاله ضم زوجتك الواحدة إلى زوجاته ، وإن كثيراً من الشركاء يعتدون على بعضهم ظلماً ويأخذون ما ليس حقهم إلا المؤمنين الصالحين ، ففهم النبي داوود (ع) أن الله اختبره بهذه الخصومة وعلمه منها درساً وأن المتخاصمان مَلَكان ، فاستغفر الله وسجد لله 40 يوماً وتاب.

💬(25) فغفرنا له ذلك ، وجعلناه من المقربين عندنا وأعددنا له حسن المصير في الآخرة

💬(26) يا داوود إنا استخلفناك في الأرض وجعلناك ملكاً فيها ، فاحكم بين الناس بالعدل ، ولا تتبع الهوى في الحكم فتضل عن دين الله وشريعته ، إن اللذين يضلون عن شريعة الله لهم عذاب أليم في النار ، لأنهم نسوا يوم القيامة وأن الله سيحاسبهم على أفعالهم.

☪️ التفسير بالعامية: 

كان النبي داوود (ع) في المكان اللي بيصلي فيه دايماً وبيدير فيه شئون قومه بني إسرائيل فطلعوا اتنين من الملائكة على هيئة البشر من على سور المحراب ونزلوا جوه ، فإتفاجئ سيدنا داوود فواحد منهم قاله متخافش احنا عاوزين حكمك في مشكلة بينا ، أخويا ده على ديني وهو عنده تسعة وتسعين زوجة وانا عندي زوجة واحدة فهو قالي طلقها علشان يتجوزها هو .. وأخويا ده أقوى مني وإيده عاليه عليا ، فإحنا عاوزين حكمك فإحكم بينا بالعدل..

فقال النبي داوود (ع) إن أخوك ظلمك إنه طلب منك زوجتك الوحيدة! وفهم النبي داوود ان ده كان إعلام له ان ربنا اختبره وابتلاه ، لأن حسب ما يقال ان سيدنا داوود كان له تسعه وتسعين من النساء ، و بالصدفه شاف واحده بتستحمى فأعجب بيها وعرف ان زوجها اسمه "أوريا بن حنان" في الجيش بتاعه فأمر قائد الجيش انه يخلي "أوريا" في الكتيبة اللي شعارها "النصر أو الموت" وفعلاً مات زوجها وتزوجها النبي داوود (ع) بعد انقضاء العدة وخلفت له سيدنا سليمان (ع) ، ويقال أيضاً ان موضوع "أوريا بن حنان" ده محصلش وان خطيئة النبي داوود انه لما جاءه المَلَكَان سمع واحد ومسمعش التاني .. والمفروض القاضي بيسمع الطرفين.

فهم سيدنا داوود ان مجئ المَلَكين كان إعلام له ان ربنا اختبره وابتلاه فسجد في الأرض 40 يوم كان بيقوم للحاجات المهمه فقط وخصوصاً انه كان مَلِك يعني فيه مملكة لازم يهتم بشئونها ، وتاب لربنا ومن كثرة البكاء في سجوده يقال ان فيه زرعه طلعت من الأرض. والله أعلم

☪️ التفسير المُفصل:

1️⃣ حسب ما قاله الصحابه والتابعين والعلماء وحتى وإن لم يذكر عن النبي في حديث صحيح وأنه من الإسرائيليات إلا أنه موافق لما قاله القرآن الكريم ولذلك سنذكره: كان النبي داوود (ع) في محرابه فتمثل له الشيطان في هيئة حمامة جميلة وعندما هم أن يمسكها رفع بصره فرأى من خلال نافذة المحراب امرأه تستحم ، فلما رأته سترت نفسها بشعرها ، فأُعجب بها وعلم أن زوجها أوريا بن حنان في جيشه وكان أوريا شجاعاً مثلما سمعت ، فأمر النبي داوود (ع) قائد جيشه أن يجعل أوريا في فرقة تسمى "حَمَلَةِ التابوت" ومعروفين أنهم يصمدون في الجيش اما يفتح الله عليهم وينتصروا واما يستشهدوا ، فنجا أوريا مرتين واستشهد في الثالثة ، فخطب النبي داوود (ع) أرملة أوريا بعد انقضاء عدتها وأنجبت له سيدنا سليمان النبي (ع) ، فجاء له الملكان بسبب ذلك. والله أعلم

قال بهذا ابن عباس ، السدي ، الكلبي ، الثعلبي ، الحسن البصرى ، أبو بكر الوراق ، سفيان الثورى ، غيرهم من العلماء ، وقال قتادة شيئاً قريب من ذلك.

2️⃣ يقال أن خطيئة النبي داوود أنه سمع من مَلَك دون الأخر - عندما تذهب للقاضي يسمع من الطرفين ، سيدنا داوود لم يسمع سوى من طرف واحد - والله أعلم

وقال بهذا الحسن البصرى أيضاً ومجاهد.

 💬(21-22) وهل أتاك أيها النبي الكريم خبر المَلَكان -في هيئة الإنس- المتخاصمان اللذان صعدا على الحائط ودخلا على داوود (ع) المحراب ، قال له الخصم "لا تخف يا داوود ، نحن خصمان تعدى أحدنا على الأخر بغير حق ، فاحكم بيننا بالعدل وارشدنا إلى الحق ولا تميل إلى أحدنا وتظلم الأخر.

💬(23) قال أحد المتخاصمين إن هذا أخي على ديني له تسع وتسعون امرأة ولي امرأة واحدة ، فقال لي "طلقها لي لكي أتزوجها" وأخي له اليد العليا علىّ فإن تكلم فهو أبيَنُ مني وإن بطش كان أشد مني.

💬(24) قال النبي داوود (ع) لقد ظلمك أخيك بطلبه منك أن يضم امرأتك الواحده إلى التسع وتسعين من نسائه ، وكثير من الشركاء يتعدون على بعضهم ظلماً وجوراً ، إلا الذين آمنوا بالله وبشريعته وعملوا بها وهؤلاء قلَّما تجدهم ، وعلم النبي داوود (ع) أننا ابتليناه واختبرناه فاستغفر الله وتاب إليه وسجد لله ، قال ابن عباس: سجد داوود (ع) أربعون يوماً كان لا يقوم إلا للضرورة ومن كثرة البكاء في سجوده أنبتت الأرض.

💬(25) فغفرنا له ذلك ، وجعلناه من المقربين عندنا وأعددنا له حسن المصير في الآخرة.

💬(26) يا داوود إنا استخلفناك في الأرض وجعلناك ملكاً فيها ، فاحكم بين الناس بالعدل ، ولا تتبع الهوى في الحكم فتضل عن دين الله وشريعته ، إن اللذين يضلون عن شريعة الله لهم عذاب أليم في النار ، لأنهم نسوا يوم القيامة وأن الله سيحاسبهم على أفعالهم.