🌱 سُئِلَ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ النَّحْوِيُّ 🌱
عَنِ الْمِثْلِ الْمَشْهُورِ : كَمُجِيرِ أُمِّ عَامِرٍ .
قَالَ: خَرَجَ فِتْيَانٌ مِنَ الْعَرَبِ لِلصَّيْدِ ، وَأَثَارُوا ضَبُعًا , فَفَلَتَتْ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَدَخَلَتْ خِبَاءً لِبَعْضِ الْعَرَبِ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ , فَقَالَ : وَاللَّهِ لا تَصِلُونَ إِلَيْهَا وَقَدِ اسْتَجَارَتْ بِي فَخَلُّوهُ وَإِيَّاهَا ،
فَلَمَّا انْصَرَفُوا عَمَدَ الرَّجُلُ إِلَى خُبْزٍ وَسَمْنٍ فَثَرَدَهُ وَقَرَّبَهُ إِلَيْهَا ، فَأَكَلَتْ حَتَّى شَبِعَتْ وَتَمَدَّدَتْ فِي جَانِبِ الْخِبَاءِ ، وَغَلَبَ الأَعْرَابِيَّ النَّوْمُ ، فَلَمَّا اسْتَثْقَلَ , وَثَبَتْ إِلَيْهِ فَقَرَضَتْ حَلْقَهُ ، وَبَقَرَتْ بَطْنَهُ ، وَأَكَلَتْ حَشْوَتَهُ ، وَخَرَجَتْ تَسْعَى ، وَجَاءَ أَخُو الْمَقْتُولِ , فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ أَنْشَأَ يَقُولُ :
وَمَنْ يَصْنَعِ الْمَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِه ... يُلاقِي كَمَا لاقَى مُجِيرُ أمِّ عَامِرِ .
أَعَدَّ لَهَا لَمَّا اسْتَجَارَتْ بِبَيْتِهِ ... قِرَاهَا مِنَ الْبَانِ اللِّقَاحِ الْغَرَائِرِ.
فَأَشْبَعَهَا حَتَّى إِذَا مَا تَمَلأَتْ ... فَرَتْهُ بِأَنْيَابٍ لَهَا وَأَظَافِرِ.
فَقُلْ لِذَوِي الْمَعْرُوفِ هَذَا جَزَاءُ مَنْ ... يَجُودُ بِمَعْرُوفٍ إِلَى غَيْرِ شَاكِرِ .
🍁 معلومة : يقال للضبع : أم عامر .