عندما ينتابُني شعور الحُزن على ما تبقى من أشلائي اللتي حاولت الصمود يومًا بل شهرًا بل سنواتٌ طويلة ..

كأنني أُحارب جزءًا لا يتجزأ من الإنسان فالحُزن مُضاد للفرح للسعادة، لا نستطيع أنّ نستشعر أفراحُنا دون سابقِ ضرر، لا نستطيع أنّ نضحك ضحكات متتالية دون أنّ يسبقُها دموعًا!

لن يكون للحياة معنى دون أنّ نمر بضائقة و أسى لأن المِحن يُصاحبها نِعَم و عِبر للبشرية عامة، والجائحة اللتي تمررُ بنا و كأننا نحنُ من نمرر بها، إنما هي لنقدس الثروة اللتي غفلنا عن تقديسها و غفلنا كُل الغفلِ عن الإستشعارِ حتى بها!

أيها الإنسان لن تغمرك الحياة بالرفاهية دائمًا و إنّ أعطتك شيئًا فتذكر أنها أخذت منك شيئًا آخر ..

وإنّ إبتسمت لك يومًا لن تبقى شهورًا ضاحكًا !

فالحُزن تؤام الفرح و كأنما خُلقا من رِحمٍ واحد و كأنما أقسما أنّ لا يخرج أحدًا منهما دون الآخر ..

لذا علينا أنّ نحتسب لكل خطوة و أنّ نأخذ كُل رسالة على محملِ الجد و أنّ لا نتهاون في عدّ النعم و شُكرها فالتراخي في مثل هذه الأيام داء و ليس لِكل داءٍ دواء كما كنا نعتقد في السابق و إنّ وجدَ رُبما قد فات آوانهُ ..

لذا يجب أنّ لا نُعظم الفرح كي لا يفجعُنا الآلم، و أنّ لا نُبحر فالحُزن كي لا ننسى طعم السعادة يومًا ..

#غادة_آل_سليمان