الثلاثاء.. الساعة الثالثة صباحاً.. اطراف باردة مرتجفة وجمجمة تصرخ من الألم تحتوي دماغا أسيراً لأفكار تحاول أن تكسر هذا السجن وتهرب لأبعد مدى..

هنا.. حيث تكون الوحدة قدر.. هل هي أيضا مصير؟ أعيش على أمل أن يكون الجواب لا..

الوحدة تغتال الأحلام.. حيث إن ضحيتها الأولى هي الثقة بالنفس..

الإنسان لم يخلق ليكون وحيداً...
ركز أن الله رزق البشر أباً وأماً أنت قضية رئيسية في حياتهم.

اذا كيف نشعر بالوحدة مع هذه الهدية الإلهية؟

إنها العادة... الإنسان دائماً يطلب المزيد.. يطلب إهتمام أكثر استثنائية.. شخص ليس من واجبه الإهتمام بك، لكنه يفعل ذلك لأجلك فقط.

المزعج هي أن هذا العمر من المفترض أن تعيش فيه أجمل لحظات حياتك، لكن يبدو أن أجمل لحظات حياتك كانت فترات طويلة من السفر الى الماضي والذكريات..

هيكل من الذكريات التي أنشأت إنسان يتوق للماضي ويهرب للمستقبل مسرعاً محاولاً استرجاع الماضي.. أو واقعاً مشابهاً له..

يمكن لنظرة واحدة للواقع أن تسقطك من فوق سحاب الذكريات والأحلام.
ستعود وحيداً مكسور الجناح. جناح القلب.. أصبح عقلك مسجون دون اجنحة للهروب..

لا يمكنك العودة للماضي لأنه اختفى حيث أن موطنه غاب..

أصبحت أنت موطنه..
ها انت عدت للوحدة..

لكن هل حنينك لهذا الماضي مشترك مع أحد آخر تحت هذه السماء؟
وهل هذا يقتل الوحدة؟

هل الماضي هرب من الواقع ليختبئ في قلوبنا؟
اذا لماذا يطالب الآن بالخروج؟
لماذا يحاول تحطيم جدران هذا السجن الذي يحتويه؟ الا يعلم أنه المكان الوحيد الذي يمكن أن يحتويه بكل هذا الشوق والحنين؟