أحيانًا نتأمل تدريجياً الأحداث التي نَمُر بها و ما يلفت إنتباهي هو شيء واحد ، الخاطر . معظم الأشياء التي تؤذينا و لا نستطيع نسيانها هى التي يتم فيها تَجاهُل مشاعرنا . الاستهانة بقلوب الأشخاص لمجرد نظرة عمياء و ثقة أن ما يفعله هو الأصح غباء !
كانت تجلس على كرسي تحتمي بظل أوراق الشجر الذي كان يحيطها و الذي ينعكس منه أشعة الشمس حتى تجعل عيناها العسلية تلمع ، مع نسمة الهواء البارده التي جعلت شعرها البُني يتطاير . تلك النظره الهائمه نظره تحمل كل الألم كانت تنظر إلى السماء و تتأمل السحب و هي تتحرك حتى تخيلت أنها تتحرك معهم ظلت تتأمل كُبر هذا العالم وأن بوسعها تحقيق المستحيل شعرت بلحظات من الهدوء و الطمئنيه التي كانت تفتقدهم ... حتى سقطت عينها على الواقع ! كيف لكُبر هذا العالم ألا يسعها ..!
هناك مراحل يمر بها الإنسان حتى يدرك أنه خُذِل . تبدأ بإستهانه بما حدث ، الهروب إلى مكان يستطيع فيه أن يصدق أن شيئاً لم يحدث و الهدوء الذى يسبق كل ألم، ثم مرحلة الإنتقال للواقع و هو أكثر جزء مؤلم ، يختلف فيه تعبيرك عما يحدث داخلك من صراعات .. هل أبكي ؟ هل يستحق هذا الأمر دموعي أم أني قد أستطيع مواجهته بكل كبرياء ..
حتى وإن تغلبت دموعي علي للحظه فإني أعلم أنها لحظيه .. أعلم أن دموعي لا يستحقها أحد أو شيء و أنها ليست تعبير عن قيمة الشيء أنما هى أحياناً لاإراديه مجرد تعبير من القلب على أنه كُسِر ...
بعد هذه المرحلة أعتقد أننا لا نستطيع أن نُهزم بسهولة لا ننكسر ! أؤمن أننا لا نقع في نفس الورطه مرتين حتى أننا نكتسب قوة نستطع الاستمرار بها ولكن حتى وإن تجاهلنا هذا الألم فإنه غالباً ما يُفاجئنا بأننا لم ولن ننساه .
أغلقت عيناها للحظاتٍ عديده حتى أنها تخيلت أنها نُقِلت إلى عالمٍ أخر ، ما كانت هذه اللحظات إلا إستعدادا للنهوض الذي لن يُهزم مرةً أخرى ، لحظه تُعيد فيها تمالُك نفسها مرةً أُخرى ، تفتح عيناها و تنهض و تسير بخطواتٍ صلبه يصعُب هزيمتها مرةً أخرى ...