*مــقــــدمـــة

  بــسـم الله الـرحـمن الـرحـيـم

الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا..

ومن يهده الله فلا مضل له ومن يضله الله فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له وأشهد أن محمد رسول الله..

أما بعد :

لقد أرسَل الله – جل جلاله – رسوله رحمة للعالمين، والبشرية أحوج إلي رسالته من حاجتهم لغيث السماء، لقد جاء الإسلام بلسنِ صدق، ولقد سن الإسلام دساتير الناس من خلال القرآن والسنة، ولكن للأسف مازال بيننا من يثير الشبهات في السنة ويضرب أدلة الشرع بعضها مع بعض ومادرى  شقى قومه أن نفسه أتعب، لا أرضًا قطع ولا ظهر أبقى، فإن ما جاء من عند الله ورسوله لا يدخله التناقض أو النقص، إنما النقص من قصور فهم الإنسان وعدم نضوج فكره!

وما بين الفنية والأخرى تثار بعض الشبهات وتشكك الناس في ثوابت دينهم وتزعزع معتقدتهم في خالقهم وسنة رسوله وماهي إلا شبهات واهية أوهى من بيت العنكبوت!

ومن خلال هذا البحث رأينا أن نرد على بعض الشبهات عن الأحاديث النبوية الخاصة بالمرأة وتقويض دعائمها والرد عليها، والرد على هؤلاء النعاقون وهم منتشرين في مجتمعاتنا الإسلامية تحت مسميات كثيرة ولكن الهدف واحد، يدعون الإسلام والدين برئ منهم،

وما كانت حربهم على حجية السنة إلا لضرب أساس الدين والنيل منه، ولأنها المرأة هي أساس المجتمع وسابغات الحماية وحصنه الحصين، وأهم ثغور الإسلام لولوج رصاصة التغريب وإسقاط المجتمع الإسلامي، علينا دائمًا وابدا  تسليط الضوء على أكثر الشبهات المنتشرة في السنة فيما يخص المرأة ونستعين بالله على ذلك، فإن الشبه خطافة والقلوب ضعيفة، لاسيما مع قلة البضاعة يتشرب القلب هذه الشبهة فيكون قلبه كالإسفنجة تتشرب ما يوضع فيها، والله نساله التوفيق والسداد ونعوذ بالله به من الزيغ والضلال


-المبحث الأول :حديث ناقصات عقل ودين :

خرج رسول الله صلى ‏الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمرَّ على النساء فقال: (يا ‌‏مَعْشرَ‏ ‏النساء تَصَدَّقْنَ وأكْثِرْن ‌‏الاستغفار، فإني رأيُتكُنَّ أكثر أهل النار. فقالت امرأة منهن ‏جَزْلة (أي ذات عقل راجح): ‌‏وما لنا يا رسول الله أكثرُ أهل النار؟ قال: تُكْثِرْنَ اللَّعن،‏ ‏وتَكْفُرْنَ‏ ‏العشير، ‌‏وما رأيت من ناقصاتِ عقلٍ ودين أغلبَ لذي ‏لبٍّ‏ ‏مِنْكُن. قالت يا رسول الله وما نقصانُ العقل والدين؟ قال: أما نُقصانُ العقل فشهادة امرأتين تعْدِلُ شهادةَ رَجُل، فهذا نقصان العقل، وتَمكثُ الليالي ما تُصلي، وتُفطر في رمضان، فهذا نقصان الدين) [رواه البخاري ومسلم].‏

حديث نبوي صحيح طالما اتخذه المشككون وسيلة للتشكيك برسالة الإسلام، حيث يقولون إن الحديث المشهور (ناقصات عقل ودين) يتهم النساء بنقصان العقل والدين "كما يزعمون"، وبالتالي فإن الإسلام قد حطّ من شأن المرأة واعتبرها أقل من الرجل وهذا يتنافى مع مساواة المرأة بالرجل ولا يتماشى مع العلم الحديث

ولو أنهم تدبروا الحديث لوجدوا أن هذا الفهم لا يمكن أن يستوي، وأنه يتناقض مع واقع الحديث نفسه، وذلك للملاحظات التالية:

*ذكر الحديث أن امرأة منهن جزلة ناقشت الرسول. والجزلة، كما قال العلماء، هي ذات العقل والرأي والوقار، فكيف تكون هذه ناقصة عقل، وذات عقل ووقار في نفس الوقت؟ أليس هذا مدعاة إلى التناقض؟

*تعجب الرسول – صلى الله عليه وسلم – من قدرة النساء، وأن الواحدة منهن تغلب ذا اللب، أي الرجل الذكي جدا. فكيف تغلب ناقصة العقل رجلا ذکیا جدا ؟

*ان من أوضح ما دل علیه سیاق الحديث ان النبي – صلى الله عليه وسلم – وجه إلى النساء كلامه هذا على وجه المباسطة التي يعرفها ويمارسها كل منا في المناسبات، وليس أدل على ذلك من أنه جعل الحديث عن نقصان عقولهن توطنة وتمهيدا لما يناقض ذلك من القدرة التي أوتينها، وهي سلب عقول الرجال، والذهاب بلب الأشداء من أولي العزيمة والكلمة النافذة منهم، فهو كما يقول أحدنا لصاحبه قصير ويأتي منك كل هذا الذي يعجز عنه الآخرون.

الرد على الشبهة الاولى (ناقصات عقل)

العقل من العقال ، بمعنى أن تمسك الشيء وتربطه ، فلا تعمل كل ما تريد .

فالعقل يعني أن تمنع نوازعك من الانفلات ، ولا تعمل إلا المطلوب فقط .

إذن فالعقل جاء لعرض الآراء ، واختيار الرأي الأفضل . وآفة اختيار الآراء الهوى والعاطفة ، والمرأة تتميز بالعاطفة ، لأنها معرضة لحمل الجنين ، واحتضان الوليد ، الذي لا يستطيع أن يعبر عن حاجته ، فالصفة والملكة الغالبة في المرأة هي العاطفة ، وهذا يفسد الرأي .

ولأن عاطفة المرأة أقوى ، فإنها تحكم على الأشياء متأثرة بعاطفتها الطبيعية ، وهذا أمر مطلوب لمهمة المرأة.

إذن فالعقل هو الذي يحكم الهوى والعاطفة ، وبذلك فالنساء ناقصات عقل ، لأن عاطفتهن أزيد، فنحن نجد الأب عندما يقسو على الولد ليحمله على منهج تربوي فإن الأم تهرع لتمنعه بحكم طبيعتها. والإنسان يحتاج إلى الحنان والعاطفة من الأم ، وإلى العقل من الأب

وأكبر دليل على عاطفة الأم تحملها لمتاعب الحمل والولادة والسهر على رعاية طفلها ، ولا يمكن لرجل أن يتحمل ما تتحمله الأم ، ونحن جميعاً نشهد بذلك.

* لماذا فسّر الرسول صلى الله عليه وسلم نقصان العقل بمسألة شهادة المرأتين التي تعدل شهادة الرجل؟ -

بالتأكيد لا يقصد أنهن مجانين وإلا لكُنّ غير مكلفات لأن العقل في الإسلام هو مناط التكليف ولا تكليف على المجنون، وإنما القصد هو تغلب العاطفة عند المرأة على العقل في حكمها على كثير من الأمور عكس الرجل، فهل لو قلنا إن الرجال ناقصون عاطفة -وهي حقيقة- يُعد هذا طعناً فيهم؟

* لماذا إذن كانت شهادة المرأتين تعدل شهادة الرجل؟

- ذكرت هذه المسألة في الديون؛ أي أن الرجل الذي يريد أن يقترض مبلغاً من المال -كما تقول الآية في سورة البقرة- فالأفضل له أن يستشهد إما رجلين أو رجلاً وامرأتين على الدين، والمرأة الأخرى تُسمّى في الفقه (المذكِّرة) التي تُذكِّر الشاهدة إذا نسيت أي بند يخص الدين، وعلّل البعض لقلة خبرة النساء -غالباً- في هذه القضايا، وعدّ الكثير وجود (المذكِّرة) مزية للمرأة.

* إذن ؛ القرآن يأمر القاضي والقضاء بجعل شهادة المرأة نصف شهادة الرجل، أليس هذا تمييزاً؟

- إطلاقاً لم يأمرهم بذلك وليس للقاضي ولا القضاء دخل أصلاً، فهذا أمر يخص أطراف الدين (المدين والدائن)، والمرأة شهادتها أمام القاضي مثل شهادة الرجل، ومثال ذلك في قضايا الرضاع والملاعنة وغيرهما من القضايا.

وبالنظر إلى الأدلة الواردة في بيان نقص عقل المرأة -سواءً من القرآن أو السنة- يتضح أن المسألة متعلقة بالشهادة لا سيما في جانب الحقوق المالية، وفي هذه الحالة تعظم أهمية المسؤولية وحفظ الحقوق، فجعل شهادة الواحدة منهن تعدل نصف شهادة الرجل. وأنه لا يوجد تعارض بين ذلك وبين أن تكون المرأة صاحبة عقل وعلم وفير، فقد ذكرت الآية علة جعل شهادة المرأتان بشهادة رجل واحد وهي خشية أن تنسى إحداهن فتغيب عندئذ الحقيقة وتضيع الحقوق، فمن هنا كان لا بدّ من وجود امرأة أخرى تقوم مقام المذكر في حالة النسيان .

كما أننا نجد أن هناك نصوصاً تبين أنه ليس هناك تعارض بين أن تكون المرأة في مستوى معرفي راقٍ، أو صاحبة درجة علمية عالية، وين أنها غير قادرة بحال من الأحوال على المنافسة في مجالات العلم والمعرفة. فلقد ذكر لنا القرآن قصة ملكة سبأ وكيف أنها كانت صاحبة رجاحة عقل على رجال قومها، كما نلمس في وصف تلك المرأة التي ناقشت النبي -صلى الله عليه وسلم- عن سبب نقصان العقل والدين بأنها امرأة جزلة، ومعنى جزلة كما قال النووي -رحمه الله-: "أي ذات عقل ورأي، قال بن دريد: الجزالة العقل والوقار".

أما لتفنيد هذه الشبهة من الناحية العقلية كون وجود نساء ذات مستوى تفكيري عالٍ يفقن بعض الرجال، فقد وضح الدكتور/ سمير بوراس أن هذا لا يعارض النصوص الشرعية التي جاءت تقرر ذلك بقوله: "الشهادة أمر متعلق بالذاكرة التي هي جزء من العقل، وقد يعبر عن الجزء بالكل في لغة العرب، فنقص العقل هنا ليس نقص شامل وإنما مقيد بالذاكرة، بل بنوع من الذاكرة. أما من يربط نقص العقل بنقص الذكاء فهذا خطأ كبير، فحتى لو أخذ بالتعريف الحديث للذكاء: (الذكاء ليس فقط القدرة على التفكير والفهم والاستنتاج وحل المشاكل -كما كان قديماً-، وإنما أيضا الاستيعاب والحدس والتأقلم والإبداع...)، وهو التعريف الذي يجعل من الذكاء العقل في حد ذاته ولاشك أن الذاكرة (من استقبال المعلومة في المخ إلى استرجاعها) تكون جزء من هذا الذكاء أو العقل، ونقص جزء منه لا يعني نقص الكل -نقص نوع من الذاكرة فقط-، بل قد تكون أمور أخرى متعلقة بالذكاء، المرأة فيها أفضل من الرجل، وهذا هو مفهوم الإسلام للعلاقة بين الرجل والمرأة التي هي علاقة تكامل وليست علاقة تنافس، والاختلاف الموجود بينهما اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد".

كما أن هناك أكثر من دراسة علمية تبين أن هناك مجموعة عوامل داخلية؛ كالجينوم البشري، وأيون الحديد في الدم، والقلق، والحركة، والهرمونات، إلى غير ذلك من العوامل التي تجعل هناك اختلاف في مستوى التفكير بين الرجل والمرأة مع إثبات حصول التفكير لكليمها، بل توافق في النتيجة، فكان الاختلاف فقط إنما هو في طريقة التفكير العائد إلى تلك العوامل، لا في نقص التفكير.

فالحديث لا يعدوا كونه توصيفا لطبيعة المرأة فهو يمدحها برقة العاطفة وفيضان المشاعر , فتسبق العاطفة عندها المشاكلات العقلية المنطقية .

فحقيقة المرأة بحكم فطرتها التي تستلزم مكوثها في البيت أكثر من قرينها الرجل تقلص من أفق تعاملها و ربطها لحقائق الواقع.

الرجل الذي تقع عليه مسؤولية الإعالة من خارج البيت يتعامل مع بيئة أوسع من تلك المتمثلة في بيت الزوجية التي لا يستطيع الرجل القيام بها بحكم فطرته.

فالاحتمالات الواردة في فهم قول رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "نَاقِصَاتِ عَقْلٍ "، هي:

أ- نقص فطري عام في مستوى الذكاء والاستيعاب والفهم، وفي جميع العمليات العقلية المعروفة.. وهذا الاحتمال مستبعد بالاستقراء والملاحظة والتاريخ العريض الذي يشهد لهن بعكس ذلك.

ب- نقص فطري في بعض القدرات العقلية الخاصة مثل الفهم

العميق، وقوة التحليل، والإدراك الشامل، وهذا أيضًا مستبعد لنفس الأسباب.

*وكذلك أثبت العلماء أن دماغ المرأة أقل كفاءة في علاج المشاكل والهموم، ولذلك نجدها أكثر تذمراً من الرجل وأكثر شكوى ... وهذا ما أكده الحديث الشريف بقوله: (تُكْثِرْنَ اللَّعن،‏ ‏وتَكْفُرْنَ‏ ‏العشير) فعندما يفشل دماغ المرأة في علاج أصغر مشكلة تتعرض لها فإنها تتذمر وتشكو وتنكر محاسن زوجها (وتَكْفُرْنَ‏ ‏العشير).. أما الرجل فقد أثبت العلماء أن المنطقة المسؤولة عن علاج المشاكل والهموم في دماغه أكبر وأكثر كفاءة في هذا الجانب.. سبحان الله!

8- ولكن قد تقول امرأة ما هو الحل، وكيف نعالج هذا النقص؟ الحل قدمه النبي صلى الله عليه وسلم وذلك قبل أن يطرح المشكلة وهذا أسلوب علمي في الخطاب حيث قال: (يا ‌‏مَعْشرَ‏ ‏النساء تَصَدَّقْنَ وأكْثِرْن ‌‏الاستغفار) فالصدقة والاستغفار يشملان الجانب المادي والمعنوي، أي علاج مادي وعج روحي للمشكلة.

وأخيرا فكثيرا ما صدع الملاحدة رؤوسنا بقضية المساواة بين المرأة والرجل في الإسلام وأن إختلاف الجنس بينهم ليس له تأثير،ولكن هل هذا صحيح؟ بالطبع إنه ليس صحيح وصحيح فى نفس الوقت فالمساواة بينهم موجودة ولكن يوجد بعض الإستثناءات ما يهمنا هنا رأى العلم فقد وجدت هذا بحث فى (SCIENCDAILY) يقول بإختلاف إستجابة الرجل عن المرأة خاصة فى حالة التعرض لضغط أو توتر ففى جامعة بنسلفانيا فى ولاية فيلاديلفيا أجرى مجموعة من علماء الأعصاب فحص ل16رجل و16إمرأة بجعل كل منهم يعد من الرقم1,600 للخلف بمقدار13 ثم بإستخدام تقنية معينة من (FMRI) هى نوع من الإشعاع يستخدم لفحص نشاطات المخ من حيث سريان الدم به ونسبة الإكسجين فقامو بقياس ذلك بالإضافة لقياس معدلات القلب وهرمونات الضغط وغيرها المهم أنهم وجدوا إختلافات فى الإستجابة وما ينتج عنها من تغيرات جسمية ففى الرجل وجد زيادة فى سريان الدم فى منطقة فى القشرة للمخ تسمى( ORBITOFRONTAL) مما يؤدى لتنشيط تأثير(FIGHT OR FLIGHT) الهروب أو المواجهة أما فى المرأة فيزيد سريان الدم ل(LIMBIC SYSTEM) وذلك ينشط تأثيرات(EMOTIONAL)عاطفية وليس هذا فقط بل إن إستجابة المرأة للتوتر أو الضغط يستمر لفترة أطول.

ويعلق على ذلك الأستاذ المساعد بجامعة بنسلفانيا دكتور العالم فى الأعصاب والإشعاع وانج بأنه يستدعى أن يراعى الأطباء فى المستقبل هذا الإختلافات فى الجنس عند علاج المرضى خاصة فى هذه الحالات.

الرد على الشبهة الثانية(ناقصات دين)

أما نقصان الدين فهو واضح من خلال ما تعانيه المرأة خلال فترة الإنجاب أو فترة الحيض حيث لا يجوز أن تصلي أو تصوم خلال هذه الفترة... أي أن الرجل يصوم عدداً من الأيام في رمضان ويصلي عدداً من الركعات أكثر من المرأة.. وكما أن النقصان هنا لا يعيب المرأة كذلك النقصان في العقل لا يعيبها بل يرفعها ويميزها عن الرجل.

وأخيراً تأملوا معي كيف أن النبي الرحيم أراد أن يكرم المرأة فلم يقل لهن (ناقصات عقل) ويصمت، بل ربط ذلك بنقصان الدين فقال: (ناقصات عقل ودين) .. فكما أن المرأة لها عذر في نقصان دينها أثناء حيضها ووضعها للمولود فلا تصلي ولا تصوم... كذلك لها عذر في نقصان عدد خلايا دماغها لأن المهام التي ستقوم بها تتناسب مع هذا الدماغ الذي سخره الله لها.

يتبع...