في ظل التحديات الدولية الخطيرة والاضطرابات والازمات الاقليمية الحادة والتقلبات  والمخاطر السياسية المحدقة بالوطن ؛ والاوضاع الامنية الهشة في العراق ؛ يتوقع البعض تهديد الامن المجتمعي والسلم الاهلي , وذلك من خلال توجيه الجهات الخارجية واتفاق حواضن البعث الاجرامية وحركات التكفير والارهاب الطائفية والتكتلات 

الانفصالية على الاخلال بالأمن واعلان التمرد والعمليات العسكرية والارهابية ضد الحكومة والاغلبية العراقية . 

فالأعداء يعولون على الجاليات الغريبة والعمالة الاجنبية وكذلك من تم تجنسيهم خلال العقود والسنوات الاخيرة من الغرباء والدخلاء ؛ فهؤلاء يعتبرون رأس حربة الارهاب والتخريب والفساد , فهم وابناء الفئة الهجينة و عناصر التكتلات الانفصالية ومجرمي الطائفة السنية الكريمة والسفلة من المحسوبين على الاغلبية العراقية  يشكلون خطرا داهما يعمل على سحب البساط من ابناء الاغلبية وتجريدهم من كافة عناصر القوة والفتك بهم بلا رحمة .

كما مثل الغرباء والدخلاء من المجنسين وغيرهم في عهد الحكومات الهجينة والطائفية البائدة , تهديدا وجوديا لأبناء الاغلبية العراقية ؛ كذلك الان , اذ تمثل الجاليات الغريبة والنازحين والمهجرين فضلا عن ابناء ولقطاء مجرمي وذباحي الحركات الارهابية المتواجدين في المخيمات السورية وفي العراق ايضا , والمجنسين حديثا وغيرهم من شراذم العمالة الهندية والباكستانية والبنغلاديشية لاسيما وان اكثرهم تخرج من الحواضن التكفيرية و نشأ في البيئات الطائفية الحاقدة ؛ خنجرا مسموما في خاصرة الاغلبية والامة العراقية , فالهوية الوطنية والعادات والتقاليد والثقافة العراقية مهددة من  قبل هذه الشراذم الغريبة كما تأذت سابقا من اجرام وارهاب الفئة الهجينة والغرباء والدخلاء وشذاذ الافاق ,  و كذلك من العمالة المصرية والسودانية والصومالية ... الخ ؛ والجالية الفلسطينية والسورية وغيرهما كمجرمي منظمة ( مجاهدي خلق ) الايرانية .

في الوقت الذي تسحب فيه الكويت الجنسية من مواطنين عاشوا في الكويت لأكثر من نصف قرن , وكذلك تفعل غيرها من دول الخليج , ويستمر صعود الاحزاب اليمينية في اوربا والتي تدعو لتفريغ اوربا من المهاجرين وبغض النظر عن احوالهم او كفاءاتهم او مؤهلاتهم العلمية والثقافية , اذ قدمت السويد مقترحا تعمل عليه الان وذلك بإعطاء مبالغ مالية للمهاجرين الذين يرغبون بالرجوع الى بلدانهم بما فيهم الحاصلين على الجنسية السويدية ... , ويفوز ترامب في الانتخابات بسبب وعده للأمريكان بطرد اللاجئين والمهاجرين الذين يتسببون بالحاق الاضرار بالأمن  المجتمعي والاقتصاد الامريكي ؛ يسير العراق بسيرة عجيبة غريبة , ويفعل بالعكس مما تفعله الحكومات الوطنية الحكيمة في باقي الدول حتى المجاورة منها , اذ يفتح ابوابه امام جحافل الاجانب والغرباء ويوفر لهم كافة مستلزمات العيش الكريم ويقدم لهم المساعدات التي يحرم منها ابناء العراق الاصلاء , بل ويجنس البعض منهم ويساويهم بأبناء البلد ,  بينما الحكومات الايرانية تحرص كل الحرص على الحفاظ على الهوية القومية والامن المجتمعي والاقتصادي اذ لا تعطي الجنسية الايرانية قط , حتى قيل ان الحصول على الجنسية الكندية اسهل من الحصول على الجنسية الايرانية , فالكثير من المهجرين – من ذوي الاصول الايرانية – وكذلك الفيلية وغيرهم من الذين هجرهم النظام البعثي في عقد السبعينات والثمانينات من القرن المنصرم والمقيمين في ايران ؛ لم يحصلوا على الجنسية الايرانية على الرغم من ان اصولهم ايرانية ومدة اقامتهم تجاوزت ال 50 عام ...!!

 ان استمرار هذه السياسية المنكوسة من قبل وزارة الخارجية والداخلية و وزارة العمل وغيرها فيما يخص هذا الملف الحساس ؛ سيؤدي عاجلا ام اجلا الى نتائج وخيمة وتداعيات خطيرة تهدد امن واستقرار الاغلبية والامة العراقية ؛ اذ يؤدي تواجد هؤلاء الى الحاق الاضرار الفادحة بالاقتصاد العراقي كما يؤدي الى ارباك الاوضاع العامة , ويخلق بيئة تُحفّز على الفساد والطائفية والعنصرية والاجرام والانحلال الاخلاقي ؛ وكلّ هذا يزيد في حدة التوتّرات والصدامات في المجتمع، ويدفع نحو العنف ؛ سبيلًا لحل النزاعات ؛ فضلا عن ان بعضهم منخرط في مجاميع ارهابية وتكفيرية او تربى في بيئات طائفية حاقدة ؛ مما يتسبب بانهيار الدولة وتصدع المجتمع .

ان تجربة أفغانستان والمصيبة التي حلت بالأفغانيين , ليست ببعيدة عنا , فقد غدر الامريكان كعادتهم وقلبوا ظهر المجن للشعب الافغاني , وتخلوا عن الحكم المدني واسقطوا الحكومة المدنية , وسلموا الحكم والسلطة الى مجرمي طالبان , وبعدها ارتكبت طالبان ابشع الجرائم بحق الشعب الافغاني فضلا عن المعارضين والمخالفين , واختفت الحكومة الافغانية المدنية  في وقت قياسي كأن لم تكن , كما حدث مع حكومة رعيان العوجة ونظام البعث الحاقد عام 2003  , اذ اختفى ملايين البعثيين والجنود والمنتسبين والزبانية والجلادين وكأنهم (فص ملح وذاب ) ؛ فالتجربة الديمقراطية لا زالت هشة والعملية السياسية ركيكة يسهل اغتيالها بأية لحظة , وذلك بسبب هشاشتها البنيوية وضعفها الهيكلي، وفشل مختلف فاعليها ؛ فضلا عن الضغوط الخارجية وتربص الاعداء بها  وبالاغلبية العراقية  , واستمرار تامر ابناء الفئة الهجينة وعناصر الكيانات الانفصالية والطائفية والمرتبطة بالأجندات الدولية المشبوهة , وتواجد الجيوش الجرارة من العمالة الاجنبية والغرباء والنازحين والمجنسين  والذين يقدر عددهم بمئات الالاف .

ما لم يتم تجديد العملية السياسية وضخ دماء شبابية فيها , وتغيير الوجوه التي فقدت تأثيرها في ابناء الاغلبية والامة العراقية , وكسر الحلقة المفرغة للعداوات الشخصية  والحزبية والفئوية والطائفية والعنصرية والمناطقية وصراعات الزعامة المتوارثة التي رهنت ماضي البلاد وترهن حاضره بالمخاطر والمغامرات السياسية ... ؛ وما لم يتم فتح المجال لإدارة الحوارات الوطنية والتفاهمات العراقية ... ؛ سيتجه العراق الا محالة  نحو المزيد من التفكك والتشرذم والدمار والضعف والخراب .

الدول القوية والحكومات الوطنية الحكيمة والناجحة والمجتمعات المتماسكة والمستقرة ؛ قد تتعرض في بعض الاحيان الى الاصابة بالفيروسات والازمات والهزات ؛ فما بالك بالدول الفاشلة والحكومات الضعيفة والمجتمعات المأزومة ؟! ؛ ففي هذه المجتمعات تتأقلم الفيروسات لتجد منفذا دوما لتدمير الخلايا والفتك بها ؛ كذلك هي الجاليات الغريبة والعمالة الاجنبية واصحاب الجنسيات المتعددة والمجنسين ؛ اذ يتسربون الى جسد الاغلبية والامة العراقية لينقضوا عليها فيما بعد ويجهزوا عليها ؛ كما فعلوها مرارا وتكرارا منذ عام 1920 والى هذه اللحظة , فقد سيطرت الشخصيات ذات الاصول الاجنبية والجذور غير العراقية  والولاءات الخارجية على مقاليد السلطة ومقدرات البلاد وتحكموا بالأغلبية والامة العراقية , وجروا اليها الويلات والنكبات والازمات , وبددوا طاقاتها وثرواتها وخيراتها . 

هنالك توقعات مقلقة - كما اسلفنا - بحدوث ازمات وصراعات في المنطقة تنعكس سلبا على العراق ؛ مما يدفع الاجانب والغرباء والنازحين والمجنسين للانقضاض على الحكومة والمؤسسات الحكومية والنزول الى الشارع لإحداث البلبلة والاضطرابات , ومن ثم ارتكاب الجرائم والقيام بالعمليات العسكرية والارهابية , وهذا الامر ان لم يحصل اليوم , يحدث غدا , وان غدا لناظره لقريب , لذا يجب على  النخب والشخصيات والجماهير والمنظمات والاحزاب والحركات الوطنية الضغط على الحكومة العراقية والمطالبة العاجلة والسريعة بإفراغ البلاد من كافة الأجانب والغرباء وبلا استثناء ؛ والتشدد في منح الفيزا والاقامة .