لكنفاني:

صبرتُ صبرتُ ، لكنّ الصبر ملّ مني ، عمري انقضى وأنا أقول يوما بعد يوم أنّي ما زلت في بداية عُمري ، انتظرت الشمس ، أجل انتظرتها كثيرًا لتشرق ، لكنني نسيت أنّي في بلاد الحرب ، لم يعد لمستقبلي أي أهمية ، لذلك لم أعد أناضل له، لا أريد أنْ أفتخر بمستقبلي كما كنت تريد أنت ، كل ما أريد هو طمأنينة ، أو القليل من الراحة ، طريقك الذي كنت تتخيله أنا أسلكه الآن ، أشواك في كل مكان .. طرقٌ وعرة ، كل تقدم بالنسبة لي هو وقوع بحفر لا نهاية لها ، وكأني أمشي في غابة مجهولة ، لا أحد يعلم مصيره بها ، أيها الكنفاني ، هل لك بأن تبعث لي خيوطَ أملٍ فأربطها علّي أنسجُ مستقبلي بالقليل من التفاؤل ؟أو هل لك أن ترسل لي سلاحك علّني أقتل به البأس الذي يحتلني ، وأحرر ذاتي ! أيها الكنفاني لقد تغير الزمان ، نحنُ لم نعد نحنُ البأس يسيطر على جميع أعضاءنا ، وكأننا غريب دخل صحراء لا يعرف نهايتها ، أيها الكنفاني أتمنى لك السّلام الذي لم أجده في مدينتي ، السلام الذي لطالما تمنيت أن يحتلّني.


سارة ريان.

instagram|@_sarah._.1