Image title



في الواتس آب " محافظة " شديدة في الطرح ، و خلافها تجده في مواقع التواصل الشخصية الأخرى ، بل يغيب فيه الظهور الأريحي للشخص و تُطل المحافظة و الرهبة و الخوف من المجتمع !! ذلكم الطرح الذي يلتزم الموافقة الدينية و التحفظ السلوكي ( الرسميات) في مجمله.



و لعلّ منشأ السبب في ذلك هي الفكرة التي يقوم عليها" الواتس " أصلاً ، حيثُ يُقحم واقع الشخص الاجتماعي من خلال التواصل عبر أرقام الجوال و التي بلا شك تكون لأناس تربطنا بهم علاقة قرابة أو صداقة و معرفة في عالمنا الواقعي .


و السؤال الأهم :

‏س/ هل نحنُ فعلا نرضخ تحت سلطة المجتمع ، و قوة العلاقات و المعارف الى تلك الدرجة التي لا نستطيع أنْ نكون فيها نحن !؟ و لهذا نظهر بخلاف ما نحن عليه من التوجهات أو الميول ، و نتخلى عن كل ما نحويه من الاهتمامات !؟


ليُصبح الأمرأشبه بالنفاقية حيث تجد السناب-مثلا-يمتلئ بالأغاني،و صخب الموسيقى في اللحظة التي تجد فيها حالة الواتس تتلو القرآن بخشوع،و تترنم في آياته بتأثر!


في اللحظة التي تجد فيها الانستقرام يعجّ بالصور العفوية وتجد الواتس يحوي على صور لا تعدو أنْ تكون قد التقطتْ في مناسبة اجتماعية!


و في تويتر تجد النقاشات الساخنة ، و اماطة اللثام عن التوجهات الفكرية ، و التعبير عن الذات بحرية ، و تجد العقل ينطلق بقوة ، و القلب يتحرك باندفاعية الأمر الذي تجده في الواتس بشكل أكثر استتاراً ، أو ضعفاً على الرغم من تماثل الموضوع هنا و هناك !!


‏و أجدني حقيقة أغلو عندما أُجازف و أقول بأنّ الامر " نفاقية فردية " في حين أنه " منافقة للمجتمع " أعني مداراة له،و تماشياً مع هيبته ، و مجاملة لقوة سلطته،و عظم سطوته ،و يبقى "الواتس " في كثير من الأحيان لا يمثلنا، بل يلغي و يُغيّب كثيراً من شخصيتنا ، و ما نحن عليه حقاً ، و السلام.