Image title


[إهداء :

الى ذلكم الشاب الذي كان شجاعاً و أعلن امتعاضه و استياءه من تلك الأقلام الزئبقية .

الى ذلكم الإعلامي الصاعد الناشئ الذي هاله ما رأى من أساليبهم الالتوائية فكتب تغريدةً يصف بها شيئا من طقوسهم و أحوالهم .

الى / سلطان بن علي أُهدي هذه المقالة علّه يجدُ شيئاً فيها يصف مما في نفسه تُجاههم ، و كلمة حق تُنزلُ أولئك القوم منزلتهم ، و تجعلهم حيثُ يستحقون .

اخوك / عبدالله صغير ]




ترددتُ كثيراً في اختيار العنوان المناسب لهذه المقالة ، و كتبت و محوت ، و تفكّرتُ و تأمّلت ، ثم لم أجدْ بُدّاً من عنوان " الأقلام المبرقعة " أيْ الحسابات المبرقعة ، أيْ الوجوه المبرقعة ، أيْ الرجال الذين يرتدون البرْقع في وسائل التواصل كما ترتديه النساء في الواقع !!

و لعمري لقد أبعدتُ النجعة في هذا التشبيه ، و حفتُ في ضرب هذا المثال ، و ظلمتُ النساء ، و تحاملتُ عليهنّ عندما شبّهتُ برقعهنّ الذي هو محل اعتزاز ، و أمارة عفّة ، و دليل كرامة و طهر ، و عنوان حياء و رفعة ، أجدني ظلمتهنّ عندما شبّهتُ برقعهنّ ببرقع أولئك القوم !!

هذا و على أنني لم أُشبه النساء بهم ، كلا و حاشا ، و إنما التشبيه للبرقع فحسب ، لأن النساء كجنس مستقل لهنّ كرامتهنّ ، و احترامهنّ ، و منزلتهنّ التي يعرفها لهنّ كل ذو لبّ و خُلُق .

و لأنّ النساء جُبلن على خصائص ، و فُطرنّ على خُلق هو لهنّ زينة ، و هنّ به أجمل و ألْيق ، فالمرأة جُبلتْ على الخجل و هو في حقها أحلى و في حقّ أولئك المتبرقعين أبشع ! أم تُراه أجمل و لذلك هم متبرقعين؟ ، و المرأة قد يصدر منها التردد و عدم الإقدام و هو منها متوقع فما هو العذر لأولئك الأقوام ؟ ، و المرأة قد تخشى المجتمع بما فيه من تحامل -ربما - و جاهلية لا زالتْ بعض بقاياها تُعشعش فيه و لذلك هي تميل الى عدم الافصاح و حب اللاظهور فما هي الحجة لتلكم الأقلام ؟



و شتان ما بين برقع المرأة و برقع تلك الحسابات ، فالمرأة تُخفي ببرقعها وجه الجسد لكن وجه الشخصية و التوجهات معروفة معلومة ، و أما تلك الحسابات فتخفي و جه الشخصية الحقيقية و الهوية معاً ! و على أنّ وجوه تلكم الحسابات مضروبة مهزوزة ، لا تثبتُ على شخصية ، و لا تُعرف بتوجه ، اللهم إلا توجهات الاندفاعية ، و شخصيات الشخصنة !.

و على أنَ هناك من براقع النساء ما تشفّ عن الوجوه بهدف الإغراء و الفتنة ، و براقع أولئك الأقوام اسلامية محافظة ، تُسدل الحجاب على وجوهها ، و تضرب بالخفاء على ملامحها ! فلا تكاد تُرى و تُعرف ،و على أنّ الوجوه الجميلة من النساء تُحب أنْ تُرى - أحيانا - لتُباهي بجمالها ، و تُدلّ بحسنها ، و أولئك الأقوام وجوههم دائمة التستر و التحجب فلا أدري إنْ كان سبب ذلك هو القبح و البشاعة أم أنه التدين و الالتزام ؟ و الخوف على المسلمين من الافتتان ؟



و قد يأتيني أحد أولئك الأقوام ، قد أخذته الحميّة ، فانتفخت أوداجه ، و اربدّ وجهه ، و تشنجتْ أعصابه ، و لعبت العفاريت برأسه ليقول :

بل هو برقع الصقر أيها الكويتب ، و اخشَ هجمة منه تجعلك الى فناء و تُصيّرك الى زوال ، و لتعلم حينها من هو عمامة رجل ، و من هو برقع نساء ؟

قلتُ :

الصقور أخمل ما تكون عندما تكون مبرقعة ، فارفعوا براقعكم ، أعني أفصحوا عن وجوهكم ، أعني عن هويتكم ثم لنرى إنْ كنتم صقوراً أم غرباناً ؟


ما أنتم إلا خفافيش تكتب في الظلام و تهاب النور ، و ما أنتم إلا  طائر البوم لا يُبصر إلا في العتمة ! ، يا كتبة الظلّ ، و يا ألدّاء الوضوح ، و يا مبغضي النور ،و يا أعداء الشفافية نحن لا نرفضكم حين نرفضكم ، و لا نلفظكم حين نلفظكم إلا لأنكم :

- مجهولون و المجهول منبوذ،و محل شك،و توجس،و ريبة .

‏- و تسترسلون دون مراعاة،و تتجاوزون دون ضوابط .

‏- تُشعلون فضول الآخرين على حساب تقبلهم و تفهمهم .

‏- تكتبون في الخفاء و الظل بينما الحقيقة تحتاج الى العلانية و الضوء .

فانتهوا هو خير لكم ، انتهوا عن أساليب الشخصنة ، و طرق الاندفاع ، و صور اسقاط الآخرين ، و تتبع عثراتهم ، و اساءة الظن بهم !!

انتهوا عن تقمص دور الشرطة الالكترونية الإصلاحية ، انتهوا عن سب الآخرين بحجة الحزم و عدم المحاباة ، انتهوا عن التهجم بحجة النقد البنّاء !!

انتهوا عن كل هذا -هو خير لكم - قبل أنْ تنتهوا عن التلصص، و قبل أنْ تنتهوا عن التخفي و التكتم على هوياتكم ، فما أثار حفيظتنا ، و أسخطنا عليكم في المقام الأول إلا العقليات التي تُدير تلكم الحسابات لا الأشخاص و الأسماء ذاتها التي تقف وراءها ، و السلام .