بقلم: سالي علاوي

منذ أكثر من 70 عاماً و"الكيان الصهيوني" يشنّ حملة عشوائية لتهويد القدس وفلسطين، إلا أنه في العقدين الماضيين نظم الصهاينة وحلفاؤهم الأمريكيون حملتهم التهويدية وأتبعوها بحملة تطبيعية تهدف إلى خلق رأي عربي ودولي مساند لكل إجراءات السلطات الصهيونية في كل ما تقوم به من إجراءات تعسفية بحق الفلسطينيين والقدس.

التطبيع السلاح الناعم والقاتل الذي ترفعه بكل تحايل ومكر القوى الصهيونية المتمثلة بسلطة الاحتلال الصهيوني، وتؤيد الترويج لمفعوله وجدواه الجهات المساندة للدولة المحتلة المغتصبة، وفي مقدمة هذه الجهات المساندة الإدارة الأميركية التي تمخض عنها قرار نقل السفارة للقدس باعتبارها عاصمة أبدية لإسرائيل.

Image title

تستهدف نظرية "التهويد والتطبيع" الى إضعاف الموقف العربي برمّته وإضعاف الطرف الفلسطيني وتجريده من أي أوراق ضغط يمتلكها للمطالبة بحقه في تحرير أرضه وإنقاذ مقدساته في فلسطين التي تتعرض لهجمات الاستيطان وخطط التهويد.


وإذا تمعنا في معنى التطبيع ومغزاه وأبعاده البالغة الخطورة على القدس وعلى سائر الأراضي المحتلة، نقف أمام حقيقة صادمة بأفدح العواقب وأشدها خطورة منذ النكبة عام 1948 ، وبكل ما يحمل هذا من احتمالات وتطورات ليست بالتأكيد في صالح القضية الفلسطينية التي اعتاد العرب أن يعتبروها قضيتهم القومية المركزية.

فالتطبيع مع المحتل هي دعوة صريحة للاعتراف بشرعية الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، والتي تستهدف الشعوب العربية قبل أن تستهدف الأنظمة العربية وحكوماتها القائمة.

فما زالت جراح القدس تنزف، وتحلم بمن يمد يده من العرب ليربطها ويوقف نزيفها وهي تتسع وتتورّم تحت سياط عواصف استيطانية وتهويدية شديدة ومتواصلة، إلا أن أيدي الكثيرين من القبائل العربية تراخت، ووقعت تحت تأثير هواء فاسد محملا بثاني أكسيد التطبيع الخانق، الذي لا يخلو من تلوث وسموم، تستهدف إضعاف الصوت العربي المطالب بالحقوق الوطنية والتاريخية والدينية في مدينة القدس، التي يراد لها عربيا وإسلاميا أن تظل مدينةً عربية إسلامية عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية.